stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس يوجه رسالة فيديو إلى المشاركين في مهرجان العقيدة الاجتماعية في فيرونا الإيطالية

702views

23 نوفمبر 2019

نقلا عن الفاتيكان نيوز

الحضور، الذي يتم التعبير عنه بأفعال ثلاثة هي الرؤية والتوقف واللمس، كان محور رسالة فيديو وجهها البابا فرنسيس إلى المشاركين في الدورة التاسعة لمهرجان العقيدة الاجتماعية الذي بدأ أعماله في فيرونا الإيطالية في 21 نوفمبر – تشرين الثاني الجاري ويستمر حتى 24 من الشهر.

يُعقد في مدينة فيرونا الإيطالية من21 حتى 24 تشرين الثاني نوفمبر الجاري مهرجان العقيدة الاجتماعية في دورته التاسعة. ولهذه المناسبة وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة فيديو حيا في بدايتها المشاركين ثم توقف عند موضوع هذه الدورة من المهرجان وهو “أن نكون حاضرين: البوليفونية الاجتماعية”. وتحدث قداسته عن كون الحضور ليس أمرا نظريا بل هو أمر فعلي ملموس يأخذ شكل القرب والتقاسم والمرافقة، أو ببساطة أن نكون بالقرب من شخص ما. أشار قداسة البابا أيضا إلى التأثير الفعال للحضور وهو ما اختبرناه جميعا، فجميعنا نعرف الفرق بين أن نكون بمفردنا أو أن يكون أحد بقربنا. وتابع أن الحضور يُبعد العزلة ويوصل ذلك الدفء الإنساني الذي ينعش حياة مَن نلقى، الحضور يعني أن نرى الآخر وأن نجعله يرانا، والحفاظ على الأعين مفتوحة كي لا يُستبعد أحد من نظرتنا. وتحدث البابا فرنسيس التالي عن غير المرئيين ما بين مهمشين وفقراء ومقصيين ومستغَلين، وأضاف أن عدم رؤيتهم هو وسيلة متسرعة لعدم اعتبارهم مشكلة لكنهم موجودون حتى وأن تظاهرنا بعدم رؤيتهم. أن نكون حاضرين يعني اتخاذ مبادرات والقيام بالخطوة الأولى حسب ما واصل الأب الأقدس مشيرا إلى جمال تخيل حضور منتشر يسكن الأماكن كلها حاملا الحنان وفاعلا كما الخميرة. وقال قداسته إنه يمكن اختصار معنى الحضور في ثلاثة أفعال: الرؤية والتوقف واللمس.

ثم انطلق البابا فرنسيس للحديث عن هذه الأفعال الثلاثة مشيرا إلى كون الرؤية الخطوة الأولى التي تجعلنا نخرج من ذاتنا وننظر إلى الحياة كما هي. وتابع أن ما نراه قد يخيفنا ويدفعنا إلى الهروب أو إلى إنكار ما رأينا. يأتي بعد ذلك الفعل الثاني، التوقف، وقال الأب الأقدس إن رؤية الآخر تعني التوقف، فالحضور ليس ركضا بل هو البقاء مع الآخر، فحين نجري لا ننتبه إلى الكثير من الوجوه والنظرات. وتحدث البابا فرنسيس هنا عن الأشخاص الكثيرين الذين ينتبهون في مراحل متأخرة من حياتهم إلى أنهم كانوا مسرعين ولم يكن لديهم الوقت للتوقف للّعب مع أبنائهم أو التحدث إلى الوالدَين المسنَّين، الاهتمام بالمشاعر والاستعداد للمساعدة. كما وذكر قداسته أننا حين نحب شخصا ما تتملكنا رغبة قوية في البقاء معه، لا أن نسرع إلى مكان آخر. وفي حديثه عن الفعل الثالث، اللمس، قال البابا فرنسيس إن من خلاله أيضا يتم التعبير عن الحضور، وهو فعل يعني إزالة المسافة بيننا وبين الآخر ونقل الدفء والاهتمام والعناية به.

أكد قداسة البابا في رسالته بعد ذلك أن فهم الحضور بهذا المعنى يعكس التواضع والرغبة في الحوار، وهو أمر يمكن للجميع القيام به، وتابع أنه لحل المشاكل الكبيرة ليست هناك حاجة إلى مديرين عظماء أو أشخاص أقوياء، بل من الضروري أن تكون هناك وحدة في الالتزام وعدم الاستسلام للامبالاة. ذكر البابا فرنسيس من جهة أخرى أن الأشخاص جميعا يمكنهم بميزاتهم ومواهبهم أن يكونوا بناة أخوّة، وأن العالم يتغير لا إذا صنع أحد معجزات بل إذا فعل الجميع يوميا ما عليهم أن يفعلوا. تحدث الأب الأقدس أيضا عن أن التغيرات التي تستمر مع الزمن تبدأ دائما من الأسفل، ليست أبدا فعل القمة، وأضاف أن هناك حاجة إلى الجميع من أجل إعادة تركيب النسيج الاجتماعي والشعور بالكون شعبا، ومن هذا المنطلق فهناك أهمية للجميع، للمريض والفقير، للطفل والشيخ، للعامل والمحترف ورجل الأعمال، للطبيب والمعلم.

ثم ختم البابا فرنسيس رسالة الفيديو الموجهة إلى المشاركين في مهرجان العقيدة الاجتماعية المنعقد في مدينة فيرونا الإيطالية راجيا لهم جميعا أن يكونوا بناة نسيج اجتماعي يكون فيه الحضور هبة تُبرز بريق جمال الأخوّة. كما وكرر الأب الاقدس تحيته للجميع خاصا بالذكر المتطوعين، وشكر أسقف فيرونا المطران جوزيبي زينتي.