البابا لاون الثالث عشر(2)- الأب/ يعقوب شحاتة الفرنسيسكاني
البابا لاون الثالث عشر(2)- الأب/ يعقوب شحاتة الفرنسيسكاني
عزيزي القارئ، قد وصلنا في نهاية الجزء الأول من مقالنا في العدد الماضي، إلى الزيارة التي قام بها وفد من علية القوم في طائفة الأقباط الكاثوليك إلى روما، وذلك للتعبير عن شكر الطائفة العميق وولائها الخالص للحبر الأعظم، الذي أبدى تعطفاً واهتماماً عظيمين نحو رعيته القبطية الكاثوليكية في مصر، عندما قبل توسلاتها وعين أسقفاً لها في شخص الأنبا كيرلس مقار. وقد ذكرنا أن أعضاء الوفد القبطي الكاثوليكي، وعلى رأسهم بوغوس بك غالي حفيد المعلم غالي الكبير، قد التمسوا من الحبر الأعظم أن يعيد للأقباط الكاثوليك كرسي الإسكندرية المجيد وإعادة تأسيس الرئاسة الكنسية للأقباط الكاثوليك.
وتخبرنا الوثائق الأرشيفية، أن البابا لاون الثالث عشر، قد تأثر بالغ التأثر من شدة ولاء الأقباط الكاثوليك لنائب السيد المسيح على الأرض وخليفة القديس بطرس هامة الرسل، وتمسكهم القوي بالإيمان الكاثوليكي، بالإضافة إلى محبة الأقباط الكاثوليك العظيمة لطائفتهم وغيرتهم عليها، وطموحاتهم نحو تقدمها وازدهارها. وعلى هذا طُلِب من الأنبا كيرلس مقار الذي كان يرأس الوفد، ألا يغادر روما قبل أن يتم إخباره بما سيتم إقراره بخصوص هذا الموضوع. وكلّفه بإعداد تقرير وافٍ حول هذا المطلب كي يتم طباعته وتوزيعه على السادة الكرادلة أعضاء اللجنة الكردينالية، المختصة بتشجيع وحدة الكنائس المنفصلة مع الكنيسة الكاثوليكية. وقد ذكرنا أيضاً أن زيارة الوفد القبطي هذه قد تم التعليق عليها في عديد من الصحف والمجلات المشهورة في ذلك الوقت، بالإضافة إلى الأعمال التاريخية التي تناولت هذه الحقبة. سنذكر منها على سبيل المثال ما ذكرته مجلة “الحضارة الكاثوليكية” التي يصدرها الآباء اليسوعيون بروما:
” في 16 سبتمبر قام وفد من الأقباط بزيارة إلى البابا. كان الوفد يتكون من 30 عضواً، على رأسهم الأنبا كيرلس مقار أسقف الأقباط الكاثوليك. وكان يصطحب الوفد المونسنيور سوجارو النائب الرسولي لمنطقة أفريقيا الوسطى والذي كان بعمل بلا كلل في سبيل وحدة الأقباط مع الكنيسة الكاثوليكية. كان الوفد يتكون من كبار رجال الكنيسة والعلمانيين بالإضافة إلى اثنين من الرهبان الأقباط اللذين كانا قد اعتنقا الكثلكة مؤخراً. ومن بين العلمانيين يسرنا أن نذكر بعضهم: أصحاب الفخامة، الكوماندور بوغس بك غالي، حفيد المعلم غالي الذي كان وزير وسكرتير الدولة المصرية على عهد محمد على؛ قسطنطين بك كامل؛ فؤاد بك جريس؛ نصرالله بك يوسف؛ حبيب أفندي خزام؛ سابا أفندي خزام؛ يوسف أفندي خزام؛ إبراهيم أفندي خليل؛ سابا أفندي نقادي. وها هو جزء من الحديث الذي أدلى به فخامة بوغوس بك إلى قداسة البابا باللغة الفرنسية:
“حضرة صاحب القداسة! إنكم ترون عند أقدامكم ممثلين عن كل فئات الأمة القبطية وعن كل الكنائس الرعوية الرئيسية في جنوب مصر وشمالها: بالإضافة إلى رجال الإكليروس، وزهرة رجال نبلاء الأمة، يمثلون الشعب من الإسكندرية حتى أسوان… يجمعهم جميعاً الحب الفائق الذي يشعرون به تجاه الكرسي الرسولي. وهم يقولون لقداستكم على لساني: لتكن مباركاً يا بطرس لأنكم تذكرتم مرقس ابنكم! شكراً لأنكم فكرتم في كنيسة الإسكندرية منذ بدء حبريتكم! شكراً لأنكم ميزتم الكنيسة القبطية من بين عديد من الشعوب وأعددتم لها مستقبلاً مجيداً!
إن عدداً لا بأس به من الأخوة المنفصلين قد وجدوا طريقهم إلى الإيمان الكاثوليكي القويم تأثراً من كلماتكم الأبوية؛ والآخرون في انتظار أن يتحقق ما تأملون به لمصر حتى يجددوا عهد آبائهم القديم مع الكرسي المقدس.”[1]
وكان البابا ليون الثالث عشر قد وجّه إلى الأقباط رسالة رسولية بعنوان “الوحدة المسيحية” ( Unitatis Christianae) بتاريخ 11 يونيو 1895، ونشرت في الجريدة الرسمية للكرسي الرسولي (L’Osservatore Romano) في عددي 17، 18 يونيو من نفس العام.
لقد وجّه البابا رسالته هذه إلى كل الأقباط بصفة عامة وإلى الكاثوليك منهم بصفة خاصة، ويذّكرهم فيها بالروابط الوثيقة التي كانت تربط كنيستي الإسكندرية وروما، كما يذكر أسماء: القديس مرقس، القديس ديونيسيوس، القديس أثناسيوس والقديس كيرلس. ولم ينس أن يتحدث عن حياة آباء الصحراء النسكية بدءاً بالقديس أنطونيوس الكبير أبي الرهبان والمشهورين جميعاً بقداسة السيرة.
ويحكي البابا بعد ذلك عن الأوقات المحزنة في تاريخ الوحدة الكاثوليكية. ويذكّر الأقباط بما قام به الباباوات من قبله في سبيلهم، ويخص بالذكر منهم البابا بيوس الرابع (1559-1565)، غريغوريوس الثالث عشر (1572-1585)، وكل من البابوين انوسنت الحادي عشر (1676-1689) وانوسنت الثالث عشر (1721-1724)، والبابوين كليمنت الحادي عشر (1700-1721) وكليمنت الثاني عشر (1730-1740)، والبابا بنديكت الرابع عشر (1740-1758)، والبابا بيوس السابع (1800-1823). ويذكر ما فعله هو نفسه، إذ أرسل لمساعدتهم مرسلين من الرهبنة اليسوعية، وآخرين من الآباء الأفريكان التابعين لمؤسسة ليون الرهبانية، كما أنه عيّن للأقباط أسقفاً من نفس جنسيتهم. ويعد البابا الأقباط بفعل المزيد في المستقبل. ويوصيهم بممارسة الفضائل المسيحية خاصة فضيلة المحبة، والتي وحدها يمكنها أن تجذب الأخوة المنفصلين إلى الإيمان الكاثوليكي.[2]
أحدثت تلك الرسالة البابوبة إلى الأقباط ردود فعل إيجابية، فقد تناولها العديد من الكُتَّاب والمجلات في ذلك الوقت نذكر منها على سبيل المثال: تعليق مجلة الحضارة الكاثوليكية سابقة الذكر[3] ومقال الأب بورنيشون اليسوعي في مجلة (Etudes) “دراسات”[4]. بالإضافة إلى ذلك فقد تناول عدد من المؤرخين هذه الرسالة بالتحليل في أعمال تاريخية نذكر منهم على سبيل المثال: الأب جوزيف حجار، والذي ركّز على رد فعل الدبلوماسية الفرنسية في مصر على التطورات الحاصلة في طائفة الأقباط الكاثوليك[5]. ونذكر أيضاً تحليل المؤلف “روزاريو اسبوزيتو” (Rosario Esposito) والذي اعتبر الرسالة كحجر الزاوية في البناء الروحي الذي بدأ في مصر.[6] بالإضافة إلى هذه الرسالة التي وجهها ليون الثالث عشر إلى الأقباط، فقد وجّه رسالة أخرى بخصوصهم إلى الآباء اليسوعيين، يدعوهم فيها إلى تكثيف أنشطتهم التعليمية والثقافية، حتى يتصدوا للدعاية البروتستانتية التي حازت على نجاح كبير بين الأقباط.[7]
كما ذكرنا سابقاً كان البابا ليون الثالث عشر، قد كلّف الأنبا كيرلس مقار أسقف الطائفة القبطية الكاثوليكية بعد مقابلته للوفد المصري، أن يُعدّ تقريراً وافياً بخصوص طلب الأقباط بإرجاع كرسي الإسكندرية الكاثوليكي إليهم. وبالفعل فقد أعدّ الأنبا مقار ذلك التقرير الذي تمت طباعته وتوزيعه على الآباء الكرادلة أعضاء اللجنة الكردينالية للعمل على وحدة الكنائس الشرقية المنفصلة مع الكنيسة الكاثوليكية.
مراسلة بخصوص الاعتراف الرسمي بالأنبا مقار من قبل الباب العالي
كان على أي أسقف تم تعيينه أو بطريرك تم انتخابه على رأس طائفته أن يحصل أولاً على اعتراف السلطات العثمانية به وهو ما يعرف باسم البيرات العثماني، والذي كان قراراً سلطانياً بالاعتراف الرسمي بالصفة الوظيفية للأسقف أو البطريرك كممثل لطائفته لدى الحكومة العثمانية. ولم يكن بإمكان أي أسقف أو بطريرك ممارسة وظيفته هذه قبل الحصول على هذا البيرات العثماني. ولذا كان على الأنبا كيرلس مقار الذي عين على رأس طائفة الأقباط الكاثوليك أن يحصل على هذا البيرات كي يمكنه من ممارسة مهام وظيفته. لذلك كان الأنبا مقار قد بعث برسالة إلى الكردينال ليدوكوفسكي (Ledochowschi) رئيس مجمع انتشار الإيمان بتاريخ 23 أبريل 1895 ليطلب هذا البيرات.
كان المسئول عن الطوائف الكاثوليكية لدى الباب العالي هو بطريرك الأرمن الكاثوليك[8]، والذي كان في ذلك الوقت هو البطريرك عازاريان. وكان مجمع انتشار الإيمان قد كتب إليه ليحصل للأنبا مقار على هذا البيرات. فقامت مراسلة بين كل من البطريرك المذكور والكردينال ليدوكوفسكي رئيس مجمع انتشار الإيمان بخصوص هذا الموضوع. في الرسالة الأولى التي بعث بها البطريرك عازاريان إلى رئيس مجمع انتشار الإيمان بتاريخ 11 سبتمبر 1895، يفهم منها أنه قد حدثت منازعة بين السفارة النمساوية باسطنبول والبطريركية الأرمنية الكاثوليكية الممثلة لكل الطوائف الكاثوليكية لدى الباب العالي. المشكلة بدأت عندما تقدمت السفارة النمساوية بإيعاز من وزارة الخارجية النمساوية لطلب الحصول على هذا البيرات للأنبا مقار بصفة أن النمسا هي حامية الأقباط الكاثوليك في ذلك الحين.[9]
المتعارف عليه في ذلك الوقت أن يقدم البطريرك الأرمني طلباً للحصول على هذا البيرات إلى وزارة العدل والأديان. لذا فقد استغرب الوزير التركي من طلب السفارة النمساوية، وأوعز إلى البطريرك عازاريان أن يبعث بطلب في هذا الخصوص. ولما كان البطريرك عازاريان لم يتسلم أي طلب من مجمع انتشار الإيمان بخصوص هذا البيرات، فلم يستطع البطريرك أن يكتب الطلب المذكور إلا بعد أن يعرف رأي مجمع انتشار الإيمان، في نفس الوقت لم يرد البطريرك أن يحدث شوشرة مع سفارة النمسا حتى لا يتسبب في وقوع شكوك. لذلك تعامل مع الموضوع بدبلوماسية وأخبر الوزير التركي بأنه ينتظر التعليمات من الكرسي الرسولي.[10]
في رد الكاردينال ليدوكوفسكي على البطريرك عازاريان بتاريخ 1 أكتوبر 1895، يوصيه بأن يتعامل مع الموضوع بحذر شديد حتى لا تحدث تعقيدات، ويقول الكاردينال أن سفير النمسا بتدخله له كل الحق من منطلق حق الحماية التي تمارسها النمسا على الأقباط الكاثوليك. ويضيف الكاردينال أن الأنبا مقار محظوظ بتلك الحماية والعطف النمساويين. ويختم رسالته قائلاً: إنه لا يحبذ أن يقوم الكرسي الرسولي بأي تدخل في هذا الوقت، خاصة أن المفاوضات جارية بين الحكومتين النمساوية والعثمانية في هذا الخصوص.[11]
في رده على خطاب الكردينال يبين البطريرك عازاريان حقيقة الأمور، وأنه لم يحاول أن يعرقل مساعي السفير النمساوي، بل على العكس فقد أوضح له كيفية الخطوات المطلوبة، وأن المشكلة تكمن في وزارتي العدل والأديان والخارجية التركيتين، واللتين لم تستسيغا هذا التحول في الإجراءات اللازمة المتعارف عليها من قبل.[12]
في رد الكردينال على هذه الرسالة الثانية للبطريرك الأرمني عازاريان، يطمئنه على أنه لم يشك لحظة في حكمته وتقديره للأمور، ويمتدح ما قام به في هذا الصدد، ويبلغه أيضاً تقدير السفير النمساوي لدي الباب العالي، الذي بعث إليه بخطاب يمتدح البطريرك، ولم تكن هناك أي شكوى في حقه.[13]
زيارة الأنبا كيرلس مقار إلى النمسا
بعد أن سلم الأنبا مقار التقرير الذي كلفه به البابا ليون، استأذن في السفر إلى النمسا في أواخر شهر أكتوبر 1895. بالطبع كان من الضروري أن يقوم الأنبا مقار بهذه الزيارة نظراً إلى الدور الذي كانت تلعبه النمسا في حياة الأقباط الكاثوليك كحامية للطائفة، بالإضافة إلى المساعدات القيمة التي قدمتها وتقدمها في سبيل نهضتها. بخصوص ما تم في هذه الزيارة وصل تقرير من وزير الخارجية النمساوي “غولينكوفسكي” (Golenchowschi) إلى الكاردينال رئيس مجمع انتشار الإيمان بتاريخ 8 نوفمبر 1895.
التقرير مكتوب باللغة الألمانية، وفيه يخبر الوزير النمساوي الكاردينال ليدوكوفسكي عن لقاء الأنبا مقار مع الإمبراطور النمساوي فرانز جوزيف والمنحة المالية التي تعطف وأمر بها الإمبراطور لطائفة الأقباط الكاثوليك وتبلغ 45.000 فرنك. وأيضاً الوعد الذي قُدِّم لمقار بتوفير مبلغ ثلاثمائة ألف فرنك لبناء الكاتدرائية البطريركية في الإسكندرية. أما عن موضوع البيرات للأنبا مقار فيقول الوزير النمساوي إن المفاوضات مع الحكومة التركية قد أوشكت على الانتهاء، ولكنه يخشى أن يعيد الكرة مرة أخرى إذا قرر الكرسي الرسولي إعادة تأسيس الكرسي الإسكندري للأقباط الكاثوليك وتعيين مقار بطريركاً، لذلك يطلب الوزير توضيحات من الكاردينال عن نيات الكرسي الرسولي في هذا الصدد.[14]
في رد الكاردينال على وزير خارجية النمسا بتاريخ 21 نوفمبر 1895 لم يشر إلى نيات للكرسي الرسولي حول إعادة تأسيس كرسي الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، واقتصر الرد على التعبير عن شكره للوزير النمساوي لإعلامه بما تم في زيارة الأنبا مقار بالإضافة إلى شكر مجمع انتشار الإيمان للحكومة النمساوية على كل ما فعلته وتفعله تجاه الأقباط الكاثوليك.[15]
حول هذه الزيارة التي قام بها الأنبا كيرلس مقار لفيينا عاصمة النمسا، بعث هو أيضاً برسالة تتضمن تفاصيل تلك الزيارة إلى مجلة “الرسالات الكاثوليكية” (Katholischen Missionen) التي كانت تصدر باللغة الألمانية. وقامت المجلة بنشر رسالة الأنبا مقار مع تعليق حول الحالة الراهنة للطائفة القبطية الكاثوليكية في مصر.[16] وكانت تلك الزيارة موضوعاً لحديث الجلسة السابعة عشرة للجنة الكاردينالية، للعمل على وحدة الكنائس الشرقية المنفصلة مع الكنيسة الكاثوليكية، والتي انعقدت بتاريخ 17 نوفمبر 1895 برئاسة البابا ليون الثالث عشر، ويقول محضر الجلسة:
“إن قداسة البابا استرسل في الحديث قائلاً أن الموضوع الرئيسي لهذه الجلسة يخص الأقباط، والذين كانوا مثار الحديث في الجلسات السابقة. لقد حضر إلى روما الأسقف مقار على رأس وفد قبطي لشكر الكرسي الرسولي على العطف الذي أبداه نحوهم، وأقام في روما حوالي شهرين، ثم أبدي رغبته في الذهاب إلى النمسا لكونها تتمتع بحق الحماية على الأقباط الكاثوليك، ولقد شجعته، يسترسل قداسة الجبر الأعظم في الحديث، وطلبنا من القاصد الرسولي في فيينا حتى يخبر الوزير النمساوي غلوكوفسكي ليعمل على إعداد مقابلة له مع الإمبراطور. وقد تم هذا كله بشكل رائع، حيث حصل – الأنبا مقار- على استقبال فائق، وأن الثمرة الأولى لهذا اللقاء أن الإمبراطور منحه مبلغ 45 ألف فرنك؛ بالإضافة إلى مبلغ مماثل سيحصل عليه من المؤسسات الخيرية التي تساعد الإرساليات العاملة في الإمبراطورية العثمانية. وعندما أبلغ مقار الإمبراطور بعزم الكرسي الرسولي على إعادة تنظيم الرئاسة الكنسية للأقباط الكاثوليك، والذي سيترتب عليه الحاجة إلى إقامة كاتدرائية. وجد تفهماً من قبل الإمبراطور والحكومة النمساوية. لقد توجّه الأسقف مقار بعد ذلك إلى فرنسا بعدها سيعود إلى روما. لقد كان كل هذه مصدر تعزية لنا، وإن تلك الأخبار المُرضية قد وصلت في رسالة من فيينا إلى نيافة الكردينال ليدوكوفسكي بتاريخ 7 نوفمبر…”[17]