البابا يدشن المقر الجديد لمنظمة سكولاس أوكورينتيس بالفاتيكان
14 ديسمبر 2019
نقلا عن الفاتيكان نيوز
دشن البابا فرنسيس عصر أمس الجمعة في مجمّع سان كاليستو داخل دولة حاضرة الفاتيكان المقر الجديد للمنظمة الحبرية Scholas Occurrentes التي تنشط في مجال التعليم والتربية في مائة وتسعين بلداً مختلفاً حول العالم، وتم احتفال التدشين هذا بحضور خمس من السيدات الأُوَل من قارة أمريكا الجنوبية.
التقى البابا فرنسيس في المقر الجديد عددا من الشبان الملتزمين في مجال التنشئة والقادمين من تسع بلدان مختلفة هي اليابان، الأرجنتين، الولايات المتحدة الأمريكية، هاييتي، إسرائيل، موزمبيق، المكسيك، إسبانيا، وإيطاليا، وتم هذا اللقاء بين البابا والشبان إما شخصياً، مع أولئك الذين تمكنوا من الحضور، أم من خلال اتصال مباشر بالصوت والصورة. قام فرنسيس بفتح الباب الرئيسي لهذا المقر بعد أن استمع إلى أناشيد الحاضرين الذين توجّهوا إليه أيضا بالتهاني لمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لسيامته الكهنوتية.
وقد شكل افتتاح هذا المقر مناسبة ملائمة من أجل إطلاق البرامج المرتقبة لمناسبة الاحتفال بذكرى تأسيس المنظمة الحبرية، والتي توفّر الخدمات لأكثر من خمسمائة ألف مؤسسة تربوية تتوزع على مائة وتسعين بلداً حول العالم. وأكد فرنسيس أن منظمة Scholas Occurentes لا تمارس الاقتناص لكنها تولّد الحريات لأنها تراهن على ما يوجد في قلب كل واحد، أي القدرة على النمو وبناء المستقبل الخاص بالأشخاص. هذا ما شدد عليه البابا بعد أن استمع إلى شهادة الشبان والشابات وحيا الشخصيات الحاضرة الملتزمة في مجال الرياضة والفن والأعمال. وقد ضمّ الحضور وفدا يتألف من السيدات الأول من خمس دول أمريكية لاتينية هي: الأرجنتين، البرازيل، كولومبيا، باراغواي وبيليز اللواتي شئن، من خلال جمعية Alma أن يدعمن مبادرات هذه المنظمة الحبرية الدولية.
هذا ثم أشاد البابا بما أنجزته المشاريع التي تشرف عليها Scholas Occurrentes والتي تعبّر عن حرية الفتيان والفتيات من خلال استخراج ما يوجد بداخلهم. وهذا الأمر، مضى فرنسيس إلى القول، يتم من خلال مرافقتهم في مسيرة ومساعدتهم. واعتبر أن هذا الأمر لا يعني التركيز على الأمور المجردة وحسب إذ يجب أن يكون الشبان خلاقين. وأكد البابا أن الرجال والنساء إما يكونون خلاقين ومبدعين وإلا ظلوا أطفالا، ولا ينمون إطلاقاً.
وبالتزامن مع تدشين المقر الجديد للمنظمة في الفاتيكان تم أيضا تدشين مقر آخر لها في مدينة لوس أنجيلوس الأمريكية، بحضور رئيس الأساقفة المطران Josè Horacio Gomez والعمدة Eric Garcetti. وهو المقر الرابع عشر لـ Scholas Occurrentes في العالم، بعد المقر الذي دُشن في اليابان في الثاني والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر الفائت. ومن بين المبادرات المرتقبة خلال العام القادم حدث دولي في الرابع عشر من أيار مايو 2020 حول موضوع “إعادة بناء التحالف التربوي العالمي”، الذي يهدف إلى إعادة إطلاق الحوار بين الأجيال من أجل التوصل إلى نظام تعليمي أكثر انفتاحاً وشمولية حيال الأجيال الفتية.
البابا فرنسيس سبق أن تناول هذا الموضوع الشهر الفائت خلال اختتامه أعمال مؤتمر حول موضوع “التربية، حقوق الإنسان والسلام: أدوات العمل ما بين الثقافات ودور الأديان” مسلطاً الضوء على أهمية المبادرة التي شاءتها الجامعة الحبرية ومشددا على ضرورة أن يلتزم الجميع ليقدموا الأجوبة الناجعة لمن يعانون من الحروب والصراعات المسلحة. قال البابا إنه لا يسعنا أن نبقى غير مبالين، ومكتفين بابتهال عطية السلام، لافتا إلى أن الجميع مدعوون إلى بناء السلام وحمايته يومياً، رافعين الصلاة إلى الله القدير كيما يمنحنا هذه الهبة.
وتطرق البابا فرنسيس في هذا السياق إلى مسؤولية تربية الأجيال الناشئة على السلام وذلك كي تتمكن من مواجهة التحديات المطروحة في زماننا الحاضر، ورأى أنه من الأهمية بمكان أن تُقدم اقتراحات خلاقة للمستقبل فضلا عن مساعدة كل شخص على النمو ليصير رائدا. وشدد البابا أيضاً على أهمية ألا تقتصر تنشئة الأجيال الفتية على المضامين التقنية وحسب، إذ إنها تحتاج إلى حكمة إنسانية وروحية ترتكز إلى العدالة والاستقامة والتصرفات النزيهة وتكون في الوقت نفسه قابلة للتطبيق.