stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا يلتقي ممثلين عن السلطات المدنية في القصر الحكومي ببانكوك

663views

21 نوفمبر 2019

نقلا عن الفاتيكان نيوز

استهل البابا فرنسيس زيارته إلى تايلاند بلقاء عقده مع ممثلين عن السلطات السياسية والمجتمع المدني وأعضاء السلك الدبلوماسي بعد لقاء خاص مع رئيس الوزراء الجنرال برايوت شان أوشا. وكان البابا قد وصل إلى بانكوك عند الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس الأربعاء بالتوقيت المحلي، قبل أن يتوجّه إلى مقر السفارة البابوية ليخلد إلى الراحة. صباح اليوم الخميس انتقل فرنسيس إلى القصر الحكومي حيث جرت مراسم الاستقبال الرسمي قبل اجتماعه إلى رئيس الحكومة. تم اللقاء مع السلطات في القصر الحكومي بالعاصمة بانكوك والذي يشكل منذ العام 1943 مقراً لرئاسة الوزراء، وتحمل معالمه المعمارية خليطاً من فن البندقية وبيزنطيا والفن المحلي.

في كلمته الترحيبية عبر رئيس الحكومة عن ترحيبه الحار بالبابا في بلد يعيش فيه أكثر من ثلاثمائة وثمانين ألف مواطن كاثوليكي، لافتاً إلى أن الزيارة الباباوية تتزامن مع الذكرى السنوية الثلاثمائة والخمسين لإنشاء الرسالة الكاثوليكية في سيام، والذكرى السنوية الخمسين لقيام علاقات دبلوماسية بين تايلاند والكرسي الرسولي. وذكّر أيضاً بقمة اتحاد دول جنوب شرق آسيا والتي عُقدت في بانكوك مؤخراً، مشيراً إلى أن المؤتمرين شدّدوا على ضرورة تعزيز التعاون بين الدول من أجل تنميةٍ مستدامة، تماشياً مع نظرة البابا فرنسيس لهذا الموضوع، كما قال، متمنياً أن يُعزَّز التعاون بين تايلاند والكرسي الرسولي على مختلف الأصعدة.

تمحور خطاب البابا حول أهمية الدفاع عن كرامة المهاجرين والمثابرة في الجهود الرامية إلى استئصال آفة الانتهاكات والتعديات التي يتعرض لها الأطفال والنساء في البلد الآسيوي، لافتا إلى أن تايلاند تُظهر احتراماً وتقديراً للثقافات المختلفة والمجموعات الدينية والفلسفات والأفكار. تطرق فرنسيس بعدها إلى أهمية بناء تعايشٍ سلمي بين المجموعات العرقية المتنوعة التي تشكّل ركيزةً للنسيج الاجتماعي التايلاندي. وعبر البابا عن امتنانه للفرصة التي مكّنته من التواجد في تايلاند، في تلك الأرض الغنية بالروائع الطبيعية، والتي تحتفظ بتقاليدَ روحية وثقافية عريقة، ومن بينها حسنُ الضيافة الذي اختبره البابا شخصيا.

وبعد أن عبر عن سروره بلقاء الملك راما العاشر والبطريرك البوذي، سلط فرنسيس الضوء على المخاطر الناجمة عن ظاهرة العولمة اليوم والتي غالباً ما يتم التعامل معها من وجهة نظرٍ اقتصادية ومالية بحتة وتميل إلى إلغاء العناصر الأساسية التي تولّد وتحدّد ملامح جمال شعوبنا ونفوسِها. ومن هذا المنطلق أشاد البابا بإقدام حكومة بانكوك على إطلاق مبادرة ترمي إلى إنشاء لجنة خلقية – اجتماعية، منفتحة على الديانات التقليدية في البلاد، بهدف جمع الإسهامات والحفاظ على الذاكرة الروحية للشعب. وأشار فرنسيس بعدها إلى أن اسم تايلاند يقترن بمفهوم الحرية، مشددا على أن الحرية ممكنة فقط إذا ما شعرنا بأننا مسؤولون عن بعضنا البعض وإذا ما تمكنّا من تخطي كل شكل من أشكال انعدام المساواة. ورأى أنه من الأهمية بمكان أن نعمل من أجل بلوغ المستوى الأدنى للاستدامة الذي يسمح بنمو بشري متكامل.

لم يخلُ خطاب البابا إلى السلطات السياسية والمجتمع المدني والسلك الدبلوماسي من الإشارة إلى الضيافة التي تقدمها البلاد للعديد من المهاجرين واللاجئين القادمين من الدول المجاورة. وإذ عبّر فرنسيس عن تقديره لهذا الموقف، تمنى أن تتصرف الجماعة الدولية بمسؤولية وبُعد نظر من أجل حلّ كل المشاكل التي هي أساسُ الهجرة والنزوح، وأن تسعى في الوقت نفسه إلى تعزيز هجرة آمنة ومنظمة وقانونية. وعاد البابا ليسلط الضوء مرة جديدة على ضرورة حماية كرامة الأشخاص الذين يواجهون المخاطر والاستغلال خلال بحثهم عن الحرية وعن حياة تليق بهم وبعائلاتهم.

وقال فرنسيس بعدها إن فكره يتجه نحو النساء والأطفال المجروحين والمعنّفين في زماننا الحاضر، والمعرضين لكلّ شكل من أشكال الاستغلال والعبودية والعنف والانتهاكات. وعبّر عن امتنانه للحكومة التايلاندية على جهودها الهادفة إلى استئصال هذه الآفة، وقال إن شكره هذا موجهٌ أيضا نحو الشخصيات والمنظمات التي تعمل بلا كلل من أجل القضاء على هذه الشرور. هذا ثم توقف البابا عند الاحتفال هذا العام بالذكرى السنوية الثلاثين لتبنّي المعاهدة بشأن حقوق الأطفال والمراهقين، وشدّد في هذا السياق على ضرورة الدفاع عن رخاء الأطفال وسلامتهم ونموّهم الجسدي والسيكولوجي والروحي، فضلا عن ضمان حصولهم على التربية والتعليم. في الختام شجع البابا جميع المشاركين في اللقاء على الالتزام شخصياً في مشروعٍ قوامُه النمو المتكامل للشعوب في إطار العدالة والتضامن والتناغم الأخوي، مؤكداً في هذا الإطار أن مستقبل شعوبنا مرتبط، بشكل أساسي، بسعينا إلى ضمان مستقبل كريم للأجيال الناشئة.