الحجر الذى رزله البناؤون صار رأسًا للزاوية -الأب وليم سيدهم
الحجر الذى رزله البناؤون صار رأسًا للزاوية
نعم، الحجر الذى رزله البناؤون صار رأسًا للزاوية، إن حضور يسوع بالجسد بصفته ابن الله وكلمته الخلاقة أدهش الفريسيين وجعلهم في حيرة شديدة من أمرهم، لقد كانت صورة الله لديهم هي “الجبروت” و ”السلطان” والمنتقم من الأعداء والصارم والقاس أما يسوع فلا هيئة له ولا بهاء فقرروا أنه ليس هو المسيح المنتظر.
إلا أن صورة العبد المتألم التى جاءت في نبوات أشعيا لم تكن ذات شأن عندهم، صورة الابن المطيع لأبيه حتى الموت لم تكن حاضرة في ذهنهم وأهملوها وتغاضوا عنها واحتقروها. لقد انتقوا صورة الله الجبار، ولم يُعد المتواضع والتجرد من السلطان الالهى، الوداعة، والتقرب من الإنسان الضعيف داخلة في صورة الله لديهم.
لقد تشتت أفكارهم ووقعوا في فخ الكبرياء الذي يرفض أي شيء من خارج عقولهم التى أغلقت بالضبة والمفتاح على كل فكر يخالف رؤيتهم حتى لو كان الله نفسه الذي يستمدون منه شرعية وجودهم.
ورغم التفسيرات والإشارات التى أتى بها يسوع ليقنعهم أن الله اتخذ استراتيجية جديدة ليخاطب بها البشر ألا وهي تجسد الابن وتضامنه الوجودى مع الانسان، مازال الفريسيون ينكرون على الله قدرته على الحوار الخلاق مع البشرية واعتبروا أنفسهم ألهة من دون الله.
لذا سقط سعيهُم ورغم حكمهم على ابن الله بالموت إلا إنه قام من بين الأموات، وتركهم بتصوراتهم المريضة القاصرة عن الإصغاء لصوت الله في داخلهم.
جاء يسوع مبشرًا بمملكة جديدة، يجد فيها المظلوم والفقير والحقير مكانه وكرامته جاء، يسوع ليشفي المرضى، ويقيم الموتى ويطهر البُرص، ويفضح تهافت دور الفريسيين في إستغلال سلطتهم المستمدة من الله فحكموا على ابن الله بالموت بسبب عماهم وقلة تمييزهم وإنغلاق عقولهم.
ونحن في حياتنا اليومية كم من المرات نلتقي يسوع على شكل فقير أو مظلوم أو مريض ونتغاضى عنهم لأنهم سقطوا من حساباتنا، فحذارى أن نغلف الله في تصوراتنا القاصرة.
واليوم مازالت طبقة الفريسيين والكتبة تتصدر المشهد الكنسى والدينى ومازال الكتبة والفريسيون يستغلون الإيمان بالله ليجودوا على الفقراء والمظلومين والمضطهدين، إنهم يمارسون نفس جبروت اليهود في زمن المسيح.
رغم ذلك مازال رؤساء كهنتنا يتعاملون مع النصوص على انها لا تقصدهم وانها تقصد يهود منذ الفين عامًا.
الحجر الذى رزله البناؤون ومازالوا هو اساس البيت والأسرة والكنيسة والمجتمع هؤلاء الضعفاء لا يتركهم الأب فريسة لرجال الدين ولكن يرسل لهم معونة من العلاء ليشددهم ويرعاهم من ذئاب الهيكل.