stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

الخمس خبزات وسمكتين – الأب وليم سيدهم

674views

نقول في حياتنا اليومية “بصلة المُحب خروف” ما معنى أن تحل “البصلة” محل “الخروف”؟ في فهمنا اليومي الدارج نعتبر أن المهم ليس في حجم الوان الأكل التي تذخر به مائدة الطعام، ولكن المهم هو نوعية الإستقبال للضيف أو للآخر. المهم هي الروح التى تسود هذا اللقاء، وإذا كان المجتمع إستطاع أن يضع هذا المثل في صدارة علاقات الناس ببعضها، فلأنهم إختبروا في حياتهم الفرق بين فرح اللقاء مع الآخر الذي يملأ النفس من الرضى والقناعة وبين الحزن أو البؤس الذي يتخفى وراء المشاركة المدهونة بالإمتعاض أو سوء الإستقبال والمباهاة بإمتلاك أنواع كثيرة من المأكولات.

فالخمس خبزات والسمكتين بالنسبة للسيد المسيح تكفيان لإطعام الجموع الكثيرة لأن هذه الجموع أصلًا جائعة إلى كلمة الله الحية. فهي تعيش ما عبر عنه يسوع في تجربته الأولى مع الشيطان: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ».” (مت 4: 4) ولا شك أن أن الكلمات الحية التى اصغوا اليها من يسوع سدّت كثيرًا من هذا الجوع إلى معنى للحياة إلى الرجاء والأمل التي ولّدته هذه الكلمات في قلوب هؤلاء المساكين والفقراء.

ولأن يسوع يعلم أن الجانب الروحي والوجداني ليس كل شيء في الإنسان، فإنه بادر وطلب من تلاميذه ألا يتركوا هؤلاء الناس جوعى، ولكن منطق التلاميذ يختلف عن منطق المعلم ، فهم يقيسون الجوع بالكميات اللازمة لملأ هذه البطون. ولكن المعلم يرى أن الحاجةليست إلى كم العيش أو السمك، بل إلى إيصال الرسالة إلى هؤلاء الناس، إن الطعام مُهم ولكن الأهم هي الروح التي تسود هذه المشاركة في الطعام.

وكما أن سر الأفخاريستيا هو تقاسُم جسد المسيح ودمه تحت شكلي الخبز والسمك فإن المعجزة هنا تفتح أمامنا باب اليقين بأن الله يُعطي ذاته كليًا لنا وبهذا فنحن مطمئنين أن القليل لدينا متى لمسته بركة المسيح المصلوب والقائم من بين الأموات يصبح كثيرًا، إننا نختبر ذلك يوميًا في كل مرة نضع ثقتنا في المسيح القائم من بين الأموات ونُسلم حياتنا بين يدي الرب.

وهنا نتذكر ما قاله يسوع للذين استفادوا من معجزة كسر الخبز وبدلًا من أن ينطلقوا للعمل مؤمنين ببركة الرب التي ترافقهم ظلوا على مستوى الجسد فقط، فإستحقوا ما قاله لهم يسوع:  “الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: أَنْتُمْ تَطْلُبُونَنِي لَيْسَ لأَنَّكُمْ رَأَيْتُمْ آيَاتٍ، بَلْ لأَنَّكُمْ أَكَلْتُمْ مِنَ الْخُبْزِ فَشَبِعْتُمْ. اِعْمَلُوا لاَ لِلطَّعَامِ الْبَائِدِ، بَلْ لِلطَّعَامِ الْبَاقِي لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّذِي يُعْطِيكُمُ ابْنُ الإِنْسَانِ، لأَنَّ هذَا اللهُ الآبُ قَدْ خَتَمَهُ».” (يو 6: 26- 27)”