الذكرى المئوية الأولى لظهور العذراء مريم في فاطيما – البرتغال
الشهر المريمي
مايو / أيار مع العذراء
اليوم السابع عشر
الذكرى المئوية الأولى لظهور العذراء مريم في فاطيما – البرتغال
مجمع العقيدة والإيمان ، ظهورات العذراء مريم – فاطيما ١٩١٧ ( ٢ )
” سرّ فاطيما ”
القسمان الأول والثاني من ” السرّ “
كما وردا في رواية الأخت لوسيّا
في مذكّرتها الثالثة ، في ٣١ اغسطس / آب ١٩٤١ .
الموجّهة إلى أسقف ليريا – فاطيما
( النص الأصلي )
( في اللغة البرتغاليّة ) [ ٦ ]
” لذلك يجب علّي أن أتحدَّث قليلاً عن السرّ ” ، فأجيب على السؤال الأوّل :
بم يقوم هذا السرّ ؟
أرى أني أستطيع أن أبوح به، لأن السماء قد سمحت لي بذلك، والذين يمثّلون الله على الأرض قد أذنوا لي به، مرّات متكرّرة في الرسائل، وأظن أن سيادتك قد احتفظت بواحدة منها، برسالة الأب خوسه برنردو غونسالفس، التي فيها يأمرني بأن أكتب إلى الأب الأقدس، وبين النقاط التي يحدّدها لي هي إعلان السرّ. لقد قلت منه بعض الشيء. ولكنيّ لئلا أطيل الكلام أكثر في هذه الرسالة، قد اكتفيت بالضروري الذي لا بدّ منه، تاركة لله مناسبة أخرى مؤاتية .
حسن. يحوي السرّ ثلاثة أمور مختلفة، وسأكشف منها أمرين. الأمر الأول هو رؤيا جهنم. أظهرت لنا سيّدتنا بحراً كبيراً من نار، وكأنه تحت الأرض، وفي هذه النار يغوص الشياطين والنفوس، وكأنهم مجرات شفّافة، سوداء لمّاعة، في شكل بشري. كانوا يعومون فوق النار، محمولين باللهيب المتدفّق منهم، مع سُحُب دخان. ثمّ يتساقطون مثل شرارات في وسط حريقة واسعة المدى بدون ثقل وبدون اتّزان، مع صراخ وتنهّدات من ألم ويأس مخيفة ومرجّفة من شدَّة الهول. ولكن الشياطين مميَّزون بأشكالهم المرعبة والباعثة إلى الاشمئزاز، في أشكال حيوانات مروّعة وغير مألوفة، ولكنَّها شفاَّفة وسوداء. دامت الرؤيا هنيهة، بفضل أمّنا السماوية الطيّبة التي سبقت فنبّهتنا، ووعدتنا بأن تقودنا إلى السماء (في الرؤيا الأولى). وآلا، أظنّ أننا كنّا متنا من الرعب والخوف .
بعد هذا رفعنا أعيننا إلى سيّدتنا، فقالت لنا بطيبة وحزن :
” لقد رأيتم جهنّم حيث تذهب نفوس الخطأة المساكين . ولكي يخلّصها، يريد الله أن يقيم في العالم العبادة لقلبي البريء من الدنس. فإذا عمل الناس بما سأقوله لكم، تخلص نفوس كثيرة، ويكون السلام. وتنتهي الحرب. ولكن إذا ما برح الناس يهينون الله، في أثناء حبرية بيوس الحادي عشر، فسوف تبدأ حرب أشدّ منها بكثير . وعندما سترون الليل مشعاً بنور غير مألوف، اعلموا أنها العلامة الكبرى التي يعطيكم الله إياها، على انه سيقاصص العالم على جرائمه بواسطة الحرب والجوع والاضطهاد ضدّ الكنيسة والأب الأقدس . ولكي امنع تلك الحرب، سآتي وأطلب تكريس روسيّا لقلبي البريء من الدنس، والمناولة التعويضية في كل أوّل سبت من الشهر. فإذا قبل الناس مطالبي هذه، فسوف تهتدي روسيّا، ويحلّ السلام. وإلاّ فهي ستنشر أضاليلها عبر العالم مثيرة حروباً واضطهادات ضدّ الكنيسة. سيُستشهَدُ الصُّلاَّح، والأب الأقدس سيتألم كثيراً، وأمم عديدة ستُدمَّر. وفي النهاية سينتصر قلبي البريء من الدنس. والأب الأقدس سيكرّس لي روسيّا التي ستهتدي، فيوهب العالم وقتاً من السلام ” [ ٧ ] .
( للمقال صلة )
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك