تأمل يوم الأحد ٢١ مايو / أيار ٢٠١٧
” إِنَّ خِرافي تُصْغي إِلى صَوتي وأَنا أَعرِفُها وهي تَتبَعُني وأَنا أَهَبُ لَها الحَياةَ الأَبديَّة ”
يقول الربّ يسوع ، الراعي الصالح : ” أنا الباب ، فمن دَخَلَ مِنِّي يَخلُص ، يَدخُلُ ويَخرُجُ ويجِدُ مَرْعى . لا يأتي السارق ُ إلاّ ليَسرِقَ ويذبَحَ ويُهلِك . أُمّاً أنا فَقَد أتيتُ لِتَكونَ الحياةُ للنَّاس ، وتَفيضُ فيهم ” ( يوحنا ١٠ : ٩ – ١٠ ) . يدخل الإنسان بالإيمان ، ويخرج عابرًا من الإيمان والتأمل إلى الرؤية ، رؤية الراعي الصالح يسوع المسيح وجهًا لوجه ، ويجد مرعًى لدى وصوله إلى الوليمة الأبديّة في الملكوت السماويّ .
خِراف الراعي الصالح تجِدُ مرعًى ، نعم ، لأنّ كلّ من يتبعه بقلبٍ بسيط ومتواضع يتغذّى في المراعي الدائمة الخضرة . ما هو مرعى تلك الخراف ، الأفراح الداخليّة لجنّةٍ دائمة الإخضرار بالنعم ؟ لأنّ مرعى المختارين ، هو وجه الله ، الحاضر على الدوام . وبما أنّنا نتأمّله بدون انقطاع ، فنفسنا تشبع إلى ما لا نهاية بغذاء الحياة …
لنبحث إذًا، عن هذا المرعى حيث نجد فَرَحَنا وسط العيد الدائم ، الذي يحتفل به في السماء العديد من المؤمنين . لِيَدْعُنا فرحُهم إلى هذا العيد الحقيقي الي فيه نجدُ سلامنا وسعادتنا وفرحنا …
فَلْنوقِظ نفسنا إذاً ! وليُصبح إيماننا حارًّا وقوياً وثابتاً لا يتزعزع ، ولتشتعل رغباتنا للخيرات الآتية من فوق من العُلى . فإن أحببنا على هذا النحو، نكون قد انطلقنا في المسير للفرح الدائم . فلا نَدَعْ أيّة صعوبة تحوّلنا عن فرح هذا العيد الداخليّ ، لأنّنا إذا رغبنا في الوصول إلى مكان معيّن ، لا يمكن لأيّة صعوبة أن تُبعدنا عن هذه الرغبة . ولا نَدَع النجاحات المُغرِية تغوينا . فغبيٌّ المسافر الذي ، عند رؤيته مشهدًا رائعًا ، قد ينسى في الطريق هدف رحلته .
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك