stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكنيسة الكاثوليكية بمصركنيسة الموارنة الكاثوليك

الرّاعي من قنّوبين في عيد القدّيسة مارينا : الحقيقة لا تموت والكلمة الأخيرة ليست للكذب

825views

الخميس 18 يوليو – تموز 2019  المصدر: نورنيوز

لمناسبة عيد القدّيسة مارينا، انتقل أمس البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي من الدّيمان إلى مزار القدّيسة في وادي قنّوبين يرافقه النّائب البطريركيّ العامّ على الجبّة المطران جوزيف نفّاع والمونسنيور فيكتور كيروز وأمين سرّ البطريرك الخوري شربل عبيد والخوري فريد صعب والمحامي وليد غيّاض؛ وكان في استقبالهم راعي أبرشيّة البترون المارونيّة المطران منير خيرالله على رأس وفد فرنسيّ، والخوري حبيب صعب، ومختار وادي قنّوبين طوني خطّار وأبناء قنّوبين وحشد من الرّهبان والرّاهبات والمؤمنين الّذين توافدوا إلى مزار القدّيسة من مختلف المناطق للتّبرّك.

 

وترأّس البطريرك الرّاعي قدّاس العيد داخل المزار. وبعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى الرّاعي عظة تحدّث فيها عن حياة القدّيسة مارينا وقال: “إنطلاقاً من إنجيل اليوم عند منتصف اللّيل أطلقت الصّيحة “العروس آت اخرجوا إلى لقائه” بهذا المثل يريد الرّبّ يسوع القول إنّه يطلب منّا موقفًا. والقدّيسة مارينا عندما اتّهمت منتصف اللّيل زورًا قبلت التّهمة الكاذبة أمام الرّهبان والمجتمع وعاشت هنا بإيمانها ومحبّتها للعريس الآتي. وإكتشفت الحقيقة يوم وفاتها وكان عرسها الأبديّ وما من أحد كان يتوقّع الجماهير الغفيرة الّتي حجّت إلى هذا المكان يوم زار جثمانها الوادي من المطار إلى الدّيمان وإلى محطّات في العديد من البلدات. يومها فهمنا الحقيقة الّتي انكشفت للعالم وبأنّ الحقيقة لا تموت والكلمة الأخيرة ليست للكذب بل للحقيقة وليست للظّلم بل للمحبّة، ليست للبشر بل للإله الّذي يريدنا أن تكون مصابيحنا مشتعلة بالإيمان والرّجاء والمحبّة، إيماننا الّذي يجب أن لا يتزحزح ورجاؤنا الثّابت بالمسيح. لأنّنا معتصمون بهذا الإيمان وبمحبّتنا وهذه هي النّعمة الّتي تعطينا إيّاها القدّيسة مارينا.

هذا المكان مقدّس لأنّ التّقليد يقول عندما طردت من الدّير مع الطّفل انتهكت كرامتها لأنّ كرامة الإنسان فوق كلّ اعتبار قرّرت البقاء وعاشت هنا رغم الظّلم تعتني بالطّفل وتطعمه وتدفئه من البرد داخل هذه المغارة الّتي هي مدرسة لنا جميعًا. وفي هذه المغارة دفن 17 بطريركًا عاشوا في قنّوبين على مدى 400 سنة في زمن العثمانيّين. واليوم ننتقل إلى هذا المكان بصعوبة رغم توفّر وسائل النّقل فكيف تمكّن آباؤنا البطاركة القدّيسين العيش في هذا الوادي؟ قبلوا الاضطهاد وتحمّلوا صعوبة العيش محافظين على إيمانهم واستقلاليّتهم وتجذّروا في هذه الأرض رافعين أعينهم إلى السّماء. واليوم نعيش الأزمة الاقتصاديّة الصّعبة الّتي تشكّل بالنّسبة لنا منتصف اللّيل وعلينا انتظار العروس الآتي وملاقاته بفرح لأنّه وحده يعرف طريق خلاصنا .

صلاتي معكم اليوم لنتجدّد بالإيمان والرّجاء والمحبّة وكي تبقى مصابيحنا مشتعلة بأعمالنا وتصرّفاتنا ومبادراتنا، فربّنا يريدنا أن نعيش هنا في هذا الشّرق نشهد للمسيح وهذه الظّروف الصّعبة الّتي نعيشها من اقتتال وبغض، يجب أن تزيدنا إيمانًا أكثر وأكثر بالشّهادة المسيحيّة في لبنان وهذا الشّرق.

أترحّم على كلّ الّذين تعاقبوا على خدمة هذا الدّير وبنوع خاصّ الأب واكيم مبارك رحمه الله وهو الّذي أعاد الحياة إلى هذا الدّير، وأحيّي الرّاهبات الأنطونيّات ونرافقهم بصلاتنا لأنّهم أعادوا الحياة إلى دير قنّوبين بحضورهم الدّائم من أجل أن يتمكّن المؤمنون من الوصول إلى هذا الدّير .

وأشيرر إلى أنّه من بين البطاركة الرّاقدين في قنّوبين البطريرك المكرّم إسطفان الدّويهيّ الّذي نأمل أن ترفع قداسته على المذابح خصوصًا وأنّ نائبنا العامّ على الجبّة المطران جوزيف نفّاع أخبرنا أنّ هناك أعجوبة جديدة قد ثبتت ليرفع على المذابح طوباويًّا، وهو الّذي واجه الوالي ودافع عن المحاصيل الزّراعيّة لأبناء الوادي وهو من كتب تاريخ الكنيسة المارونيّة وشكّل صفحة مضيئة في تاريخ الكنيسة. ومنذ فترة أعلن البطريرك الحويّك أيضًا مكرّمًا ونطلب من الرّبّ أن يثبت قداستهما ليكونا نعمتين جديدتين لكنيستنا” .

وتوجّه باللّغة الفرنسيّة إلى المطران خيرالله والوفد الفرنسيّ المرافق بالبركة متمنّيًا لهم زيارة حجّ مباركة وعيدًا مباركًا، آملاً أن يعيش الجميع بفرح في الأيّام الصّعبة لأنّ العريس آت، ويجب أن تبقى مصابيحنا مشتعلة بالإيمان والرّجاء.

وبعد القدّاس، أقامت الرّاهبات الأنطونيّات غداء على شرف البطريرك في الباحة الخارجيّة لدير سيّدة قنّوبين.

 

نقلا عن نور نيوز