stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكنيسة الكاثوليكية بمصركنيسة الأقباط الكاثوليك

السفير الباباوي لحامل الرسالة والمركز الكاثوليكى للاعلام : ” رسالتنا أن نجعل يسوع حاضر فى حياة الناس “

405views

قام سيادة المطران نيقولاوس هنري سفير الفاتيكان لدى جمهورية مصر العربية بزيارة راعوية فريدة إلى ايبارشية أسيوط للأقباط الكاثوليك فى الفترة من 12 حتى 17 ديسمبر 2020 ، بدعوة كريمة من صاحب النيافة الأنبا كيرلس مطران الايبارشية . وتعد الزيارة الراعوية الميمونة إلى أسيوط هى باكورة الزيارات الراعوية التى يقوم بها سفير قداسة البابا إلى الايبارشيات الكاثوليكية بمصر منذ توليه مهام منصبه على ارض مصر الكنانة .

تابعت جريدة وموقع حامل الرسالة فعاليات الزيارة فى توقيتها بالأخبار والتقارير والصور وفى محاولة لتوثيق أهم محطات الزيارة وأصدائها الطيبة كان لنا هذا الحوار الثري وسيادة السفير بدار مطرانية أسيوط للأقباط الكاثوليك . والشكر موصول لنيافة الأنبا كيرلس وليم راعي الايبارشية الذى قام لنا بالترجمة أثناء الحوار وأيضا الأب توماس وليم وكيل المطرانية ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام بأسيوط الذى هيئ لنا إجراء المقابلة .

* فى بداية الحوار سيادة السفير دعني أنقل لكم فرحة أبناء أسيوط بزيارتكم المباركة للايبارشية مدة خمسة أيام كاملة فأهلا ومرحبا بكم بعاصمة الصعيد …

– أنا أيضاً عشت أيام فرح كبير فى لقاءات عدة وقد وجدت أن من يستقبلني ليس أبناء الكنيسة الكاثوليكية فقط بل مختلف أبناء الكنائس بمصر من ارثوذكس وإنجيليين ومشاركة اخوتنا المسلمين وحضور المسئولين من القادة السياسيين والتنفيذيين ورجال الأمن . لمست حرارة الاستقبال والحفاوة التى رايتها من الجميع بالكنائس والشوارع والمؤسسات وذلك ليس لشخصي بقدر ما هو لمن أمثله شخص قداسة البابا فرنسيس ودلالة ذلك يؤكد احترام الناس وتقديرهم للكنيسة الكاثوليكية وهذا يجعل علينا مسئولية كبيرة أمام تطلعات الناس ومحبتهم .

* اسمح لنا أن نقدم للقارئ بطاقة تعارف مختصرة لشخصكم الكريم .. ماذا تقول ؟

– أنا من عائلة ريفية ولدي خمسة أخوة درست التجارة ومنذ كان عمري خمسة عشر عاماً قمت بأعمال كثيرة خلال فترة الأجازات وبعد خدمتي الوطنية كمستشار تجاري فى سفارة فرنسا بسيرلانكا التحقت بالاكليريكية فى جينوا مدة ست سنوات وتمت رسامتي كاهناً عام 1989 . اُرسلت إلى روما لدراسة الحق القانوني وحصلت على الدكتوراه فيه وعندما كنت بروما استعديت إلى خدمة الكرسي الرسولي حيث قضيت عامين فى الأكاديمية الدبلوماسية الباباوية .

عينت أولا فى الهند وزائير ثم كونشاسا وبلجيكا ولبنان وكوبا وبلغاريا وأمضيت عاما ونصف العام بروما اهتم بعدد سبعة دول من أمريكا اللاتينية ثم مستشارا دبلوماسيا لأمين سر دولة الفاتيكان وثلاث سنوات مسئولاً عن البروتوكول فى القصر الباباوي ثم عملت سبع سنوات سفيراً فى جواتيمالا وأخيراً بمصر .

* كيف تلقيت نبأ تعيينكم سفيراً للكرسي الرسولي بمصر ؟

– شرف كبير ومسئولية أشكر ثقة قداسة البابا فرنسيس عليها ، فبالنسبة لقداسة البابا مصر دولة محورية تقع بين إفريقيا واسيا وهى بلد حوار كبير مع اخوتنا الأقباط الأرثوذكس فى موضوع الوحدة المسيحية ، وأيضا لمصر موقع مركزي متميز فى المعرفة المتبادلة بين المسيحية والإسلام من خلال علاقة الفاتيكان بالأزهر الشريف .

* ما هو دور القاصد الرسولي فى البلد الذي يوفد إليه ؟

– للسفير الباباوي دور مزدوج ، الدور الأول هو أن يكون جسر التواصل بين قداسة البابا والكنيسة المحلية ، بمعنى أن يعرّف قداسة البابا بواقع الكنيسة المحلية التى يخدم بها ويبلغ كذلك النصائح الأخوية من قداسة البابا إلى الكنيسة المحلية . وبما أن البابا لا يقع على عاتقه أبناء الكنيسة الكاثوليكية فقط بل العالم اجمع لذا فقد أقامت الكنيسة علاقات مع البلدان التى يعيش فيها أبناء الكنيسة الكاثوليكية ، وبالتالي يصبح القاصد الرسولي هو سفير البابا لدى الدولة أيضا .

* ما أهم ملامح التميز فى العلاقات الدبلوماسية بين الفاتيكان وجمهورية مصر العربية ؟

– الكرسي الرسولي يحترم سيادة الدول ولا يتدخل فى الشئون الداخلية لكنه يحترم الكنيسة المحلية عندما تعرب عن احتياجات أو توجه ملاحظات . هدف الكرسي الرسولي هو التنمية الشاملة للإنسان والنقطة الأهم هى احترام الحياة ، احترام الأسرة وهى أمور ذات قيمة إنسانية عالية ومع مصر لدينا مساحات كبيرة من الاتفاق فى هذا المجال الحيوي .

* ما هى أول الأعمال التى قمت بها بعد تعيينكم بمصر ؟

– منذ اليوم الثاني لقيامي بالعمل ذهبت مع بطريرك الأقباط الكاثوليك الأنبا إبراهيم اسحق فى زيارة إلى قداسة البابا تواضروس الثاني ثم التقيت بعدها بأيام وفضيلة الإمام د. احمد الطيب شيخ الأزهر ، فقداسة البابا فرنسيس يهمه كثيراً أن يحافظ على الرباط الأخوي مع شيخ الأزهر وهناك اتفاقيات مشتركة من أجل نبذ العنف والعمل من أجل السلام .

* بجانب دوركم كسفير باباوي بمصر سيادتكم مندوب الكرسي الرسولي لدى جامعة الدول العربية .. ماذا عن نشاطكم فى هذه المنظمة المهمة ؟

 الكرسي الرسولي ليس عضوا فى جامعة الدول العربية لكنه يشارك كمراقب ولذا نهتم بمعرفة التحديات التى تواجه العالم العربي وما إذا كان من الممكن أن يقدم الكرسي الرسولي المساعدة فى حل المشكلات بين أعضاء الجامعة متى وجدت من منظور المساهمة فى نشر السلام .

* لماذا اخترت أن تكون زيارتكم الراعوية الأولى إلى ايبارشية أسيوط بصعيد مصر ؟

– منذ وصولي إلى مصر أعربت للآباء الأساقفة عن رغبتي فى القيام بزيارات راعوية متى دعيت إليها ، ولكن مع ظروف وباء كورونا لم نتمكن من ذلك . ولما دعاني الأنبا كيرلس وليم للمشاركة فى تذكار رسامته الأسقفية الثلاثين شدتني الايبارشية وأردت معرفتها عن قرب . فكانت هذه الزيارة الراعوية وكانت زيارة رائعة ومكثفة زرت خلالها عددأ كبيرا من الرعايا وقابلت خلالها كل الكهنة والراهبات تقريباً وعددا كبيرا من المؤمنين .

* فى كل موقع زرته سيادتكم كنت حريصاً على أن تتحدث إلى الحضور .. ما أهم الموضوعات التى تناولتها كلماتكم ؟

– تحدثت فى القضايا التى تهم حياة الناس مباشرة مثل قضية تربية الأطفال وبالأخص التربية الدينية للأبناء ، نقطة هامة أردت توصيلها للوالدين هى أن يكونوا قدوة للأبناء بالاحترام المتبادل فيما بينهم . وبما أن أسيوط من الأماكن التى زارتها العائلة المقدسة لذا على العائلات أن تعيش علاقات صحية بين الأزواج وكذلك الأخوة نحو بعضهم . فى المكاتب التنموية تحدثت عن ضرورة مشاركة المرأة حتى يشعر كل إنسان بدوره واعتقد أن الكنيسة الكاثوليكية عليها دور رائد فى هذا المجال انطلاقاً من تعليم الكنيسة الاجتماعي . وفى لقاءات الكهنة والراهبات تحدثت عن ضرورة الصلاة والعلاقة مع الله لأن ما نعمله ليس لأننا نرغب فيه أو مفروض علينا بل لأننا نريد أن نقتدي بالرب يسوع فإذا قلت أنا أحب الله يجب على أن أحب القريب أولا .

* قمت خلالكم زيارتكم بعدة جولات داخل ايبارشية أسيوط زرت خلالها كنائس ومدارس ومؤسسات تنموية .. كيف قرأت غنى أنشطة الكنيسة الكاثوليكية بأسيوط ؟

– أريد أن اشكر الأنبا كيرلس والأب توماس وكل من تعب فى إعداد الزيارة وتنظيمها فقد أتاحت لي أن أرى جوانب مختلفة مما يحدث بالواقع . وفى كل ما سمعته وشاهدته من أنشطة متعددة وصلوات وطقوس يصب فى صالح الإنسان الكاثوليكي . أيضا زيارتي للمدارس والمؤسسات التنموية كشفت جانب أخر من جوانب خدمة الكنيسة لخير المجتمع بأسره . لقد لفت انتباهي أن أرى بعض المسئولين والسياسيين الذين رافقونا بسخاء خلال هذه الأيام يقدرون جيداً ما تقوم به الكنيسة فى خدمة المجتمع .

* فى نهاية الحوار .. ماذا تقول سيادتكم لأبناء ايبارشية أسيوط للأقباط الكاثوليك ؟

– أعود مليئا بالفرح ، لقد تعلمت الكثير كأني أخذت طاقة جديدة من القوة الروحية وفى كل مكان قمنا بزيارته كنت اسمع وأتعلم وبعيد عن الاختلافات الثقافية بين الناس توجد رغبة مشتركة فى البحث عن الخير . وأكثر ما شد انتباهي أن ما يتم ليس للاستعراض أو الإبهار بل فى بساطة وتواضع حقيقي لذا أدعو الكنيسة فى أسيوط أن تواصل رسالتها بنفس المنهج حتى يشع يسوع المسيح فى حياة كل إنسان .

أجرى الحوار : ناجح سمعـان
تصوير : جورج أنــور