الشهر المريمي مايو / أيار مع العذراء اليوم الثامن
” عجيبةٌ هي أُمُّكَ يا رب “
( للقديس إفرام السرياني نحو ٣٠٦ – ٣٧٣ ، شماس في سورية وملفان الكنيسة )
” لا يستطيع أحد أن يعرف أمك أيها الرب !!!
هل يسميها عذراء؟ وهوذا ابنها موجود !
هل يسميها متزوجة؟ وهي لم يعرفها رجل !
فإن كان لا يوجد من يفهم أمك، من يستطيع فهمك أنت ؟!
لقد نالت مريم من قِبَلِكَ أيها الرب كل كرامة المتزوجات .
لقد حبلت بك بغير زوج ، كان في صدرها لبن على غير الطبيعة ، إذ أخرجت من الأرض الظمآنة ينبوع لبن يفيض !
إن حملتك ، فبنظراتك القديرة تخفف حملها ، وإن أطعمتك فلأنك جائع ، وإن سقتك فلأنك عطشان ، وإن احتضنتك أنت جمرة المراحم ، فإنك تحصن صدرها !
عجيبة هي أمك !
الرب دخلها فاصبح عبدًا !
الكلمة دخلها فصار صامتًا داخلها !
الرعد دخلها فهدأ صوته !
راعي الكل دخلها فصار فيها حملًا !
بطن أمك غيرت أوضاع الأمور يا منظم الكل !
الغني دخلها فخرج فقيرًا !
العالي دخلها فخرج منها في صورة وضيعة !
الضياء دخلها فأخفى نفسه ، وخرج في صورة يمكن أن تُحتقر !
القدير دخلها فأخفى نفسه !
مُعطي الطعام دخلها فصار جائعًا !
مروي الجميع دخلها وخرج ظمآن !
ساتر الكل خرج منها مكشوفًا وعريانًا !
حواء رفعت عينها ، وابتهجت في ذلك اليوم ، لأن ابن ابنتها (إذ هو دواء الحياة) نزل ليشفي أم أمه !
مبارك هو هذا الطفل الذي سحق رأس الحية التي لدغتها ؟ !
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك