الفاتيكان يستضيف لقاء للتباحث في التحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي
نقلا عن الفاتيكان نيوز
1 يوليو 2024
كتب : فتحى ميلاد – المكتب الاعلامي الكاثوليكي بمصر .
“التواصل في زمن الذكاء الاصطناعي. مقارنة الأفكار في ضوء رسالة البابا فرنسيس لمناسبة اليوم العالمي للاتصالات الاجتماعية” كان هذا موضوع لقاء عُقد في الفاتيكان دعت إليه ونظمته دائرة الاتصالات الفاتيكانية بالتعاون مع مؤسسة البابا القديس يوحنا الثالث والعشرين. من بين المشاركين في الأعمال الأب باولو بينانتي الذي أكد أن الذكاء الاصطناعي لا مفر منه مشدداً على ضرورة تنظيم هذه التكنولوجيا تماماً كما فعل الاتحاد الأوروبي.
صب المؤتمرون اهتمامهم على القضايا المتعلقة بتوفير الحماية للمهنيين والعاملين في الحقل الإعلامي وفي مجال الاتصالات مع مجيء الذكاء الاصطناعي والحفاظ في الوقت نفسه على أهمية ممارسة العمل الإعلامي ارتكازا إلى الحقيقة والحرية والمسؤولية. تناولت النقاشات – خلال اللقاء الذي عُقد في مقر الأكاديمية الحبرية للعلوم الاجتماعية داخل دولة حاضرة الفاتيكان – عدة مواضيع مستلهمة من رسالتي البابا فرنسيس لمناسبة اليوم العالمي للسلام واليوم العالمي للاتصالات الاجتماعية، بالإضافة إلى المداخلة التي ألقاها الحبر الأعظم خلال مشاركته في أعمال قمة مجموعة السبع في بوليا بإيطاليا منتصف حزيران يونيو الماضي.
أمين سر دائرة الاتصالات الفاتيكانية الأب لوتشيو رويز أكد خلال النقاشات أن مداخلات البابا فرنسيس حول الذكاء الاصطناعي تشهد لحدس الكنيسة الساعية إلى مرافقة الإنسان ضمن الثقافة المعاصرة وفي إطار التبدلات التاريخية التي نعيشها اليوم. ولفت إلى أن هذا ما حصل على سبيل المثال عندما أُنشأت المطبعة الفاتيكانية منذ خمسة قرون، بعد فترة قليلة على اختراع غوتنبورغ، فضلا عن تشييد إذاعة الفاتيكان من قبل مخترع الاتصالات اللاسلكية ماركوني عام ١٩٣١، ثم إنشاء الموقع الإلكتروني الفاتيكاني الرسمي في العام ١٩٩٤، عندما بدأت أجهزة الكومبيوتر الخاصة بالأشخاص العاديين تستخدم الشبكة العنكبوتية.
من بين المشاركين في الأعمال أيضا الأب باولو بينانتي أستاذ الأخلاقيات والأخلاقيات الحيوية في جامعة غريغوريانا الحبرية بروما، ورئيس لجنة الذكاء الاصطناعي للإعلام، وعضو لجنة الذكاء الاصطناعي في الأمم المتحدة الذي ألقى مداخلة بعنوان “أخلاقيات الخوارزميات وتحديات الاتصالات”. ذكّر الأب بينانتي بأن الواقع بدأ يتغيّر منذ اختراع جهاز الـ”ترانزيستور” والذي وضعته الولايات المتحدة بتصرف حلفائها بعد ما حققه من نجاح في الحرب العالمية الثانية، عندما ساهمت أولى أجهزة الكومبيوتر في اختراع القنبلة الذرية وفك الشيفرة السرية لألمانيا النازية. وسرعان ما تطورت هذه التكنولوجيا وصولا إلى الحاسوب الشخصي ومن ثم الهاتف الذكي. واعتبر أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تتطلب اليوم تنظيماً، كما فعل الاتحاد الأوروبي، كي نضع لها قانونا شبيهاً بقانون السير.
أما نونسيا تشاردي، نائبة المدير العام للوكالة الوطنية الإيطالية للأمن السيبراني فاعتبرت أن كيفية تطبيق أو استخدام الذكاء الاصطناعي هي المسألة التي تحمل أبعاداً أنتروبولوجية مقررة بالنسبة للواقع، خصوصا وأن التكنولوجيا ترتكز إلى كميات هائلة من المعلومات التي جمعتها الشركات على مر العقود الماضية من خلال خدمات مجانية أو تطبيقات لا نستطيع أن نتخلى عنها اليوم.
من جانبه رأى البروفيسور ماريو زاريتي، أستاذ الفيزياء النظرية في جامعة تورينو، أن المعرفة باتت تتحول إلى ملكية خاصة، مشيراً إلى خبرة Open AI التي أبصرت النور كشركة لا تبغي الربح، أسسها بعض العلماء، قبل أن تشتريها شركة “مايكروسوفت” بقيمة عشرة مليارات دولار. واعتبر أنه لا بد من وضع قواعد صارمة للذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك اتفق المؤتمرون أن الأنظمة والقواعد وحدها ليست كافية لمواجهة التحديات لاسيما إزاء اتساع الهوة في حجم الاستثمارات في هذه التكنولوجيا، بين الولايات المتحدة والصين من جهة وأوروبا من جهة ثانية، والطريقة الوحيدة الكفيلة في تضييق هذه الفجوة تكمن في التعاون، كما قال مدير قسم التكنولوجيا والتحديث في الاتحاد الأوروبي للبث، أنتونيو أرشيدياكونو.