الفرح ثم الفرح – الأب وليم سيدهم
الفرح ثم الفرح
في أمثلة ثلاث تحدث عنها المسيح هدفهم إظهار حالة الفرح التي يستمتع بها من وجد خروفًا ضاع ودرهمًا ضاع وإبنا قد ضاع .
الأمثال الثلاثة هي صور مختلفة للأب السماوي الذي يفرح جدًا بالعثور على الإبن الذي يتركه لأنه تصور أن أبيه هو سبب شقاءه.
كيف لا يفرح رب البيت وصاحب الكرمة والداعي إلى الوليمة حين يجد بيته عامرًا وكرمته مثمرة ووليمته يجلس فيها كل أبنائه وبناته؟
إن الفرح الذي يسميه اغناطيوس “الانبساط” هو الحالة التي تكون فيها النفس متحدة بالآب وراضية وسعيدة على ما آلت عليه الأمور معها. وحالة الفرح نعمة مجانية يجود بها الله على المقربين منه والداعين بإسمه والمنفتحين على بهاء حضوره الحيَّ.
نحن نضيق ذرعًا بمن يخالفوننا الرأي أو الذين يغلقون الباب في وجهنا ويرحلون حيث يريدون وأحيانًا حينما نفقد شيئًا ثمينًا نبحث عنه بحماس ثم إذا لم نجده ينتابنا الحزن ونجلس في كآبة. كذلك إذا إختار أحد أبنائنا الإستقلال عنا نكيل له اللعنات ونعتبره مارقًا ونحتفظ بالجرح غائرًا في ثنايا قلبنا.
إن عزيمتنا غالبًا ما تخور سريعًا وتجد الأعذار تلو الإعذار في عدم القدرة على مواصلة الإنتظار أو البحث عما هو غايب أو مفقود.
في هذه الوهلةيطل علينا كلام الانجيل حيث يعطي ثلاثة نماذج تعبر عن سعة قلب الله وحلمه ورحمته في التعامل مع مثل هذه الأمور ويعدنا بالفرح الناتج عن الصبر والبحث والانتظار حينما نلتقي بمن نبحث عنه أو بما نبحث عنه مثل المرأة التى وجدت الدرهم.
إن هذا الفرح الذي يظهر فجأة بعد حصولنا على المراد هو الفرح الحقيقي والمستمر الذي يحدثنا عنه الإنجيل. ليس المطلوب منا أن نفرح فقط لأننا وجدنا ما فقدناه لأسباب مرتبطة بخبرتنا وظروف فقدنا له. بل يذكرنا الله أن الفرح هو فرح الناس جميعًا حينما يتشاركون أو يتسامرون أو يعملون في مشروع مشترك يلبي أحلامهم وطموحاتهم. الفرح هو حال الأشخاص الذين يقبلون أن يتقاسموا معًا أوقات المشقة كما يتقاسمون أوقات الفرح.
نحن نقول في المثل الشعبي “الصديق يُعرف وقت الضيق” أو “لقمة هنية تكفي 100” أو “بصلة المُحب خروف” هذه الثقافة الشعبية التي تمجد ثقافة فرح المشاركة و الصداقة وإحتمال الشُح هي التي يدعونا إليها الانجيل. لم يأت الإنجيل بأمثلة عن الملائكة ولكن بأمثلة من حياته البشرية التي تغلف سر تجسده محبة فينا وتضامنًا معنا.
فلنفرح جميعًا ونتهلل بكل يوم يصنعه الرب.