القديس جايتانو (كاچتِن) – St. Gaetano – ( Cajetan)
No tags
1.2kviews
القديس جايتانو (كاچتِن)
St. Gaetano – ( Cajetan)
عيده 7 أغسطس
وُلِدَ “جايتانو دي كونتي دي تياني” في 1 أكتوبر 1480م، في ڤيتشنزا التابعة لڤينيسيا شمالي إيطاليا، لأبٍ هو “جاسبر دي تياني” لورد مدينة تياني، وأمٍ هي “ماريا پورتا” من نبيلات ڤيتشنزا. وقد توفّيَ الوالد بينما كان جايتانو في الثانية من عمره. عُرفَ منذ طفولته بالهدوء والميل إلى العُزلة، كما كان متأثراً بتقوى والدته ، فهو رفيقها في وقت الصلاة، تدخل به إلى الكنيسة منذ كان رضيعاً للتأمل والصلاة، وقد نمىَ وعيه على هذا النحو، وأصبح لا يفارقها أبداً بشكل خاص وقت الصلاة. درس جايتانو القانون بجامعة پادوڤا، وحصل على الدكتوراه في القانون الكنسي والمدني، بعمر الرابعة والعشرين. وبعمر السادسة والعشرين تم تعينه ممثلاً دبلوماسياً للبابا چوليوس (يوليوس) الثاني، وقد ساهم بجهود كبيرة في إحلال السلام بين العائلات المتناحرة بڤينيسيا. بعد وفاة للبابا چوليوس (يوليوس) الثاني عام 1513م، غادر جايتانو المقر الباباوي، ثم تم استدعاه في نفس العام من قِبَل عائلته إلى ڤيتشنزا لوفاة والدته. أما سيامته الكهنوتية فقد تمت في عام 1516م، وهو بعمر السادسة والثلاثين. وقد كان يرى أن دعوته هي إبراز عناية الله بالبشر، بحيث يتحول الإنسان ليد الله الحانية والمساعِدة، فأنشأ عام 1522م مستشفىَ بڤيتشنزا لرعاية الحالات المستعصية والميئوس من شفائها مجاناً وتقديم كامل العناية لهم حتى آخر لحظة من حياتهم وبمنتهى الإهتمام والحب والرحمة. وفي العام التالي أنشأ مستشفى أخرى تخدم ڤينسيا بالكامل، ولها نفس الرسالة السامية. كما كان يراعي دائماً البعد الروحي والنفسي للمرضى من خلال التواصل معهم والصلاة معهم وأخذ إعترافهم إن شائوا وتقديم المناولة لهم. كما انتمىَ روحياً لإجتماع بروما يُدعىَ إجتماع الحب الإلهي. تأسيس جمعية كهنة العناية الإلهية (التياتيين): كان الأب جايتانو واعياً للحالة المحزنة التي صارت عليها الكنيسة في زمنه، ولاحظ الجوع الشديد للغذاء الروحي الذي تعيشه الرعايا الكنسية بسبب وجود كهنة غير مؤهلين أخلاقياً أو دراسياً، فقد كانت الغالبية منهم تستغلّ رعاياها مادياً ولا تقدم لهم زادهم الروحي في طريق الحياة، وبسبب هذه الحالة التي أصابت الكهنة الإيبارشيين في تلك الحقبة، وعندما عرض بعض الكهنة الإيبارشيين الأمناء والعلمانيين ذوي الغيرة الرسولية على رؤسائهم إحتراماً للهيراركية، رؤيتهم للوضع واستشعارهم للخطر ، وجدوا رد فعل مُمانِع لتنفيذ حلول على نطاق واسع، وعلى أحسن الأحوال وجدوا بعض رؤسائهم غير مُبالين بما قد يتم أو لا يتم. ولو أن الكنيسة انتبهت إلى جهود ونداءات الإصلاح الداخلي من أبنائها الأمناء ربما لم تقع كارثة البروتستانتية التي قسمت المسيحيين والتي قد صارت في تلك الفترة على الأبواب. لم يكن رد فعل الأب جايتانو ورفاقه مثل رد فعل مارتن لوثر ورفاقه، إذ أن عدم إستماع السُلطة الكنسية لهم لم يُثنيهم عن عزمهم على إصلاح البيت الكنسي من الداخل وليس هدم البيت بالإنقسامات. ومن ثم أرشد الله خادمه جايتانو إلى ضرورة تكوين جماعة مسيحية تجمع بين البعد الروحي لحياة الرهبنة من حيث الفقر والطاعة والعفة، والبعد الإجتماعي للكهنوت الإيبارشي والأنشطة الرعوية والخدمية، فكانت فكرة تأسيس جمعية كهنة العناية الإلهية، والتي أسسها كل من: - الأب جايتانو دي كونتي دي تياني. - الأب پاولو كونسلياري. - الأب بونيفاشو ددا كولّي. - الأسقف چوڤاني پيترو كرافا (البابا بولس الرابع فيما بعد)، أسقف مدينة كياتي Chieti والتي تُنطق باللاتينية تياتّي Theate أو تيتّي Teate وهي مدينة بوسط إيطاليا. وقد تم اختيار الأسقف كرافا كأول رئيس للجمعية، وتم إطلاق اسم إيبارشيته على أعضاء الجمعية كنوع من اختصار الإسم فصاروا الـ “التياتيين” وبالإنجليزية الـ “ثياتينز” كما أصبح اختصارها الـ C.R أي Clerics Regular أو الإكليروس العاديين (الغير منتمين لرهبنة من الرهبانيات الديرية). تم إقرار الجمعية رسمياً من الكنيسة عام 1524م عن يد البابا كليمنت السابع، وقد نمت الجمعية ببطئ وإنضم لها عدد قليل من الكهنة الإيبارشيين الراغبين في حمل الرسالة والتكرس لها، لدرجة أن عدد أعضاء الجمعية بعد مرور ثلاث أعوام على إقرارها لم يتعدى الإثنا عشر عضواً!. لاقت الجمعية معارضات شديدة وإحجام كبير عن الإشتراك من الكهنة الغير راغبين في الإصلاح والعلمانيين المنتفعين من الفساد الكنسي، وقد حمّل ذلك الكهنة الإثنا عشر مهمات خدمية تفوق عددهم، إلا أن عظاتهم وإنجيلهم المُعاش في خدمة المرضى المحتضرين والحياة المتقشفة التي تمسكوا بها، كان سبباً في تنمية البعد الروحي لأفراد كثيرين في الرعايا والإيبارشيات. لم يكن المجهود الخدمي يُرهِق الأب جايتانو بقدر ما كان يُرهقه الشر المحيط والرغبة المحمومة في إفشال رسالته وغلق باب إصلاح الكهنة الإيبارشيين للأبد. في العام الثالث لإقرار الجمعية – أي عام 1527م – حدث إحتلال روما الشهير، حيث كانت روما وقتها ضمن السُلطة الباباوية، وقد أقدم على احتلالها الإمبراطور “كارلوس الأول” الذي جمع بين حكم إسبانيا وإيطاليا منذ عام 1519م، حيث صار الإمبراطور كارلوس الأول بالنسبة لإسبانيا والإمبراطور كارلو الخامس بالنسبة لإيطاليا، لكنه اشتهر بإسمه الإيطالي ”كارلو الخامس”، وقد ضم حوالي 34000 من قوات التمرد على الكنيسة وسمح للجنود بنهب روما كبديل لصرف الرواتب التي لم يكن بإمكانه دفعها لهذا العدد الضخم، وتعذيب الكهنة الموالين لطاعة الكنيسة، وتخريب الكنائس والأديرة وتشريد الرهبان والراهبات، حتى الكرادلة الذينو والوا الإمبراطور خوفاً على حياتهم إضطروا للتنازل عن جزء كبير من أموالهم له حتى يُبقي على حياتهم. كذلك القوات المتبقية من المدافعين عن روما بقيت محيطة بمكتبة الڤاتيكان حفاظاً عليها من النهب، أما البابا كليمنت السابع فقد ظل قيد الإقامة الجبرية في قلعة سان انجلو، وقد إضطر لدفع فدية كبيرة مع التنازل عن مدن كثيرة للقوات الإمبريالية الغازية حيث تنازل عن پارما وپياتشينزا وتشيڤيتاڤيكيا ومودينا وقد ذاق الأب جايتانو ألواناً من العذاب على يد الجنود الإسبان حتى يثنوه عن ولائه للكنيسة الجامعة مُمثلاً في الحَبْر الروماني دون جدوىَ كما أطالوا في تعذيبه بعد أن عرفه أنه يعيش فقيراً وليس له ما يفتدي به نفسه. مرّت المحنة وانتهىَ سبي روما إلى ان أُطِلِق سراحه مع باقي كهنة الجمعية وتمكنوا من الوصول إلى ڤينيسيا. وفي ڤينيسيا إلتقى كاهن آخر هو الأب “چيرولامو إيملياني” (القديس چيرولامو إيملياني فيما بعد) وكان له نفس إلهام الروح القدس في إنشاء جمعية تُعنىَ بالشأن الروحي للكهنة الإيبارشيين وقد اشتهرت بإسم “الأباء السوماسكيين” نسبة لمدينة سومسكا بشمالي إيطاليا. وقد أفاده الأب جايتانو بخبرته في إنشاء وإقرار جمعية “التياتيين”. عاد إلى استكمال نشاط جمعيته مرة أخرى، وأنشأ بيت تابعاً لها في ناپولي عام 1533م، ثم امتد نشاطه وأنشأ بيت للرعاية في ڤيرونا، كما أنشأ بنكاً يعمل لحساب المشروعات الخدمية للفقراء ولإقراض الفقراء بدون مطالبة لهم بديونهم للقضاء على استغلال المرابين الذين يطالبون بالمبلغ الأصلي مضافاً له فوائد عالية (صار فيما بعد بنك ناپولي). مع كثرة المشكلات والإعاقات لجمعيتي الكهنة العاديين للعناية الإلهية، وإصرار القيادات الكنسية على إعاقة جهود الجمعيتين، إشتدّ المرض على الأب جايتانو وأصبح لا يقوىَ على الخدمات الإنسانية في المستشفيات، نصحه الأطباء بالرقاد على فراش أكثر راحة من لوح الخشب الذي إعتاد النوم عليه فأجابهم: ((إن سيدي ومخلصي يسوع المسيح مات على صليب فدعوني أموت خشبة على الأقل)). توفِّيَ الأب جايتانو بعطر القداسة بناپولي في 7 أغسطس 1547م بعمر السادسة والستين بعد حياة حافلة بالعطاء ومواجهة المعوقات داخل وخارج الجمعية. زخائره المباركة محفوظة بإكرام في بازيليكا سان پاولو ماچوري بناپولي وهي مزاره الرئيسي. تم إعلانه طوباوياً عن يد البابا أوربانوس الثامن عام 1629م، وقديساً عن يد البابا كليمنت العاشر عام 1671م. هو شفيع موظفي البنوك والباحثين عن عمل والعمال وضحايا التعذيب والمعترفين والكهنة الإيبارشيين ذوو الرسالة. يُرسم القديس عادةً وهو يخدم الفقراء ويحمل يسوع الطفل في شكل طفل فقير يرعاه ويهديه الطفل الزنابق الثلاثة (الفقر والطاعة والعفة) بينما تظهر سنابل القمح الدالة على كل ما قدمه من خير لصالح المرضى والفقراء. تعيِّد له الكنيسة الجامعة يوم 7 أغسطس. شهادة حياته وبركة شفاعته فلتكن معنا. آمين.