stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القديسة تريزا بنديكتا للصليب – إديت شتاين: عطيّة الحياة ضدّ عدم التسامح Santa Teresa Benedetta della Croce- Martire

377views

9 أغسطس

إعداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني

“شهيدة، امرأة صادقة، امرأة تبحث عن الله بأمانة ومحبة، امرأة شهيدة شعبها اليهودي والمسيحي”. هكذا وصف البابا فرنسيس القديسة تيريزا بنديكتا للصليب التي تحتفل الكنيسة اليوم بعيدها. شخصية لا تزال لا تزال اليوم أيضًا تنير الطريق لاسيما لأوروبا التي هي شفيعتها. الفيلسوفة أنجيلا أليس بيلو: “امرأة شجاعة يمكنها أن تقول الكثير لعالم اليوم”.

ابنة محبوبة للكنيسة التي اعترفت بشهادة إيمانها ومحبّتها وبكونها “نور في الليل المظلم”، هكذا وصف البابا بنديكتوس السادس عشر إديت شتاين، التي ولدت في سيليزيا الألمانية في عام 1881 لعائلة يهودية، وأصبحت فيلسوفة ثم ارتدّت إلى الكاثوليكية، دون أن تنكر أبدًا أصولها اليهودية، لأنها تأثّرت بحياة القديسة تيريزا الأفيليّة.

أصبحت راهبة كرملية باسم تيريزا بنديتا للصليب وفي سنوات الاضطهاد النازي تم نقلها إلى هولندا. لكن هنا، في كرمل إيخت، كتبت رغبتها في تقديم نفسها “كذبيحة كفارة من أجل سلام حقيقي وهزيمة مملكة المسيح الدجال”. بعد عامين من الغزو النازي لهولندا في عام 1940، تم القبض عليها مع 244 يهوديًا كاثوليكيًا آخر، كعمل انتقامي ضد الأسقفية الهولندية التي عارضت علنًا الاضطهاد وتم نقلها إلى أوشفيتز، وفي معسكر الإبادة هذا استشهدت مع شقيقتها روزا، التي كانت قد ارتدّت أيضًا إلى الكاثوليكية.

أن الحب يجعل الألم خصبًا أيضًا. واصبحت شفيعة لأوروبا مع القديسة كاترين السيانيّة والقديسة بريجيدا. مؤخرًا قدمت دار النشر ” المدينة الجديدة” سلسلة “الأعمال الكاملة لإديت شتاين”، وقد قامت بتنسيقها وتنقيحها البروفيسورة أنجيلا أليس بيلو، الأستاذة الفخرية لتاريخ الفلسفة المعاصرة في جامعة اللاتيران الحبريّة في روما ورئيسة جمعية إديث شتاين الإيطالية. وفي مقابلة لها مع موقع فاتيكان نيوز تسلط البروفيسورة أليس بيلو الضوء على أوجه التشابه بين هذه المرحلة التاريخية الحالية، المطبوعة بالوباء، وتلك التي عانت منها القديسة تيريزا بنديتا للصليب، والتي طُبعت بالحمى الإسبانية.

في جواب على سؤال حول ماذا يمكن أن تقول لنا قصة إيديث شتاين وفكرها اليوم في خضم حالة الطوارئ هذه التي يسببها والوباء وما هي رسالتها قالت البروفيسورة أنجيلا أليس بيلو إن الرسالة هي ذات قراءات مختلفة. في المقام الأول، يتعلق الأمر بالعمل في التاريخ، وبالتالي القدرة على أن نجعل من ذواتنا داخل بيئتنا، وداخل مجال عملنا، روادًا حقيقيين لعمل موجّه نحو الخير، وليس لخيرنا وحسب وإنما أيضًا من أجل خير الآخرين. وهنا يعتبر مفهوم “الجماعة” الذي تقترحه إديت شتاين لنا مهمًا جدًا، لأنَّ الجماعة تعني التضامن وتحمل المسؤولية المتبادلة. لذلك فهي رسالة ذات طبيعة أخلاقية تقوم على بُعد ديني يهودي مسيحي في الأساس.

تابعت البروفيسورة أنجيلا أليس بيلو مجيبة على سؤال حول إن كان هناك جوانب غير معروفة من شخصيّة القديسة إديت شتاين غير تلك التي سلط البابا فرنسيس الضوء عليها كخياراتها الشجاعة، سواء في الارتداد إلى المسيح أو في بذل حياتها ضد جميع أشكال عدم التسامح والانحراف الأيديولوجي وقالت إنها بالتأكيد شخصية كاملة ومعقدة. وبمعقدّة أعني أنه من الصعب فهم كل الفروق الدقيقة في شخصيتها. لقد سمحت لي معرفتي الطويلة بنصوص شتاين بالدخول قليلاً،

على الأقل كما أعتقد، في انسجام مع شخص شجاع حتى النهاية، ويتجلى ذلك أيضًا من خلال مشاركتها، في شبابها، في الحرب العالمية الأولى كممرضة في الصليب الأحمر ورغمًا عن عائلتها لأن العمل كان بطبيعة الحال محفوفًا بالمخاطر. لقد وجدت نفسها في مستشفى حيث كان هناك أيضًا مرضى التيفوس، وبالتالي كان الوضع صعبًا جدًّا. لكن هذا العنصر لا يُظهر شجاعتها فحسب، وإنما أيضًا الطريقة التي واجهت بها ما يعرف بارتدادها الديني فيما يتعلق بالعائلة التي،

بالطبع، لم تستطع قبول هذا الانتقال إلى رؤية مختلفة عن الرؤية اليهودية. وكذلك أيضًا عند الاضطهاد، إنه في الواقع مثال رائع على المركزية على الذات، والصفاء الداخلي الذي يعطيه وعي الإيمان لمواجهة أي موقف سلبي. من ٥ وحتى ٩ من أغسطس تم نقلها إلى معسكر الإبادة في أوشفيتز مع أختها التي تبعتها إلى كرمل إيخت في هولندا. وفقًا لشهادات بعض الناجين،

يظهر التزامها لاسيما في رعاية الأطفال الذين غالبًا ما تم التخلي عنهم حتى من قبل أمهاتهم اللواتي لم يعدن قادرات على رعايتهم بسبب المعاناة والوضع المأساوي. لذلك فهي حقًا مثال رائع بالنسبة لنا للقوة الأخلاقية، وهي تتحدث في كتاباتها عن القوة الروحية التي يمكنها مواجهة جميع المواقف السلبية في الحياة، حتى عندما تضعف ما تسميها بالقوة الحيوية. لقد أظهر لنا يسوع القوة الأخلاقية في آلامه وموته، وهكذا تشبّهت به إديت شتاين حقًا وأعتقد أن هذا الأمر قد شكّل أيضًا عنصرًا مهمًا في تحديد قداستها.
أعلن القديس يوحنا بولس الثاني قداستها في 11 أكتوبر عام 1998م.

فلتكن صلاتها معنا