stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني ” 6 أغسطس – آب 2020 “

388views

عيد تجلّي الربّ

رسالة القدّيس بطرس الثانية 19-16:1

أيُّها الأَحِبَّاء، قد أَطْلَعناكم على قُدرَةِ رَبِّنا يسوعَ المسيح وعلى مَجيئِه، لا اتِّباعًا مِنَّا لِخَرافاتٍ مُزَخْرَفة، بل لِأَنَّنا عايَنَّا جَلالَه.
فقَد نالَ مِنَ اللهِ الآبِ إكرامًا ومَجْدًا، إذْ جاءَهُ مِنَ المَجْدِ – جَلَّ جَلالُه – صَوتٌ يَقول: «هَذا هو ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضيت».
وَذاكَ الصَّوتُ قد سَمِعناه آتِيًا مِنَ السَّماء، إِذ كُنَّا معَه على الجَبَلِ المُقَدَّس.
فَازدادَ كَلامُ الأَنبياءِ ثَباتًا عِندَنا، وإِنَّكم لَتُحسِنونَ عمَلاً، إذا نَظَرتُم إلَيه، كَأَنَّهُ مِصباحٌ يُضيءُ في مَكانٍ مُظلِم، حتَّى يَطلَعَ الفَجْر، ويُشرِقُ كَوكَبُ الصُّبحِ في قُلوبِكم.

سفر المزامير 9.6-5.2-1:(96)97

مَلَكَ ٱلرَّبُّ فَلتَبتَهجِ ٱلأَرض
وَلتَفرَحِ ٱلجُزُرُ ٱلكَثيرَة
أَلسَّحابُ وَٱلضَّبابُ مِن حَولِهِ
أَلعَدلُ وَٱلإِنصافُ قِوامُ عَرشِهِ

ذابَتِ ٱلجِبالُ ذَوَبانَ ٱلشَّمعِ أَمامَ ٱلمَولى
في حَضرَةِ ٱلرَّبِّ سَيِّدِ الأَرضِ كُلِّها
وَقَد أَعلَنَتِ ٱلسَّماواتُ عَدلَهُ
وَشاهَدَت كُلُّ ٱلشُّعوبِ جَلالَهُ

إِنَّكَ أَنتَ يا رَبُّ، عَلِيٌّ فَوقَ ٱلأَرضِ طُرّا
مُتَعالٍ فَوقَ جَميعِ ٱلآلِهَةِ عُلُوًا كَبيرا

إنجيل القدّيس متّى 9-1:17

في ذَلِك الزَّمان: مَضى يسوعُ بِبُطرسَ ويَعقوبَ وأَخيه يوحَنَّا، فانفَردَ بِهِم على جَبَلٍ عالٍ،
وتَجلَّى بِمَرأًى مِنهُم، فأَشَعَّ وَجهُه كالشَّمس، وتَلألأَت ثِيابُه كالنُّور.
وإِذا موسى وإِيلِيَّا قد تَراءَيا لَهم يُكلِّمانِه.
فخاطَبَ بُطرُسُ يسوعَ قال: «يا ربّ، حَسَنٌ أَن نكونَ ههُنا. فإِن شِئتَ، نَصَبْتُ ههُنا ثَلاثَ خِيَم: واحِدَةً لكَ وواحِدَةً لِموسى وواحِدَةً لإِيليَّا».
وبَينَما هُوَ يَتَكَلَّم إِذا غَمامٌ نَيِّرٌ قد ظلَّلهُم، وإِذا صَوتٌ مِنَ الغَمامِ يقول: «هذا هَو ابنيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضيت، فلَهُ اسمَعوا».
فلَمَّا سَمِعَ التَّلاميذُ ذلك، سَقَطوا على وُجوهِهِم، وقدِ استَولى علَيهِم خَوفٌ شديد.
فدنا يسوعُ ولمَسَهم وقالَ لَهم: «قوموا، لا تَخافوا».
فَرفَعوا أَنظارَهم، فلَم يَرَوا إِلاَّ يسوعَ وحدَه.
وبَينما هم نازلونَ مِنَ الجَبَل، أَوصاهُم يسوعُ قال: «لا تُخبِروا أَحدًا بِهذِه الرُّؤيا إِلى أَن يَقومَ ابنُ الإِنسانِ مِن بَينِ الأَموات».

التعليق الكتابي :

القدّيس لاوُن الكبير (؟ – نحو 461)، بابا روما وملفان الكنيسة
العظة 51: عظة حول تجلّي الرّب

« أَوصاهم أَلاَّ يُخبِروا أَحداً بِما رَأَوا، إِلاَّ متى قامَ ابنُ الإِنسانِ مِن بَينِ الأَموات »

أراد الرّب يسوع أن يسلّح تلاميذه بقوّة كبيرة في النفس وبثبات يسمحان لهم بحمل صليبهم الخاصّ بدون خوف، رغم فظاعته. أرادهم أيضًا ألاّ يخجلوا من آلامه، وألاّ يعتبروا عارًا الصبر الّذي سيخضع به لآلام قاسية، بدون أن يفقد شيئًا من مجد قوّته. “فَمَضى يسوعُ بِبُطرُسَ ويعقوبَ ويوحَنَّا فانفَرَدَ بِهِم وَحدَهم على جَبَلٍ عالٍ”، وأظهر لهم هناك بهاء مجده. حتّى لو أنّهم فهموا أنّ العظمة الإلهيّة كانت فيه، كانوا لا يزالون يجهلون القوّة التي يحملها هذا الجسد الحاجب الألوهة…

أظهر الربّ إذًا مجده في حضرة شهود كان قد اختارهم، ونشر على جسده، الشبيه بكلّ الأجساد الأخرى، بهاء ساطعًا، “فأَشَعَّ وَجهُه كالشَّمس، وتَلألأَت ثِيابُه ناصِعَةَ البَياض”. لا شكّ في أنّ هدف هذا التجلّي كان خاصّةً إزالة عار الصليب من قلب تلاميذه، وعدم زعزعة إيمانهم بسبب ذلّ آلامه الإراديّة…، لكنّ هذا التجلّي كان يؤسّس في كنيسته الرجاء الّذي من شأنه أن يساندها. وهكذا يفهم جميع أعضاء الكنيسة، التي هي جسده، أنّ هذا التحوّل سيتمّ فيهم يومًا، لأنّ الأعضاء موعودون بالمشاركة في المجد الّذي أشرق في الرأس. والربّ نفسه قال في كلامه عن عظمة مجيئه: “الصِّدِّيقونَ يُشِعُّونَ حِينَئذٍ كالشَّمْسِ في مَلَكوتِ أَبيهِم” (مت 13: 43). والرّسول بولس أكّد من جهته: “أَرى أَنَّ آلامَ الزَّمَنِ الحاضِرِ لا تُعادِلُ المَجدَ الَّذي سيَتَجَلَّى فينا” (رو 8: 18)… وكتب أيضًا: “لأَنَّكم قد مُتُّم وحَياتُكم مُحتَجِبةٌ معَ المسيحِ في الله. فإِذا ظَهَرَ المسيحُ الَّذي هو حَياتُكم، تَظَهَرونَ أَنتُم أَيضًا عِندَئِذٍ معَه في المَجْد” (كول 3: 3-4).