stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني ” 18 أغسطس – آب 2021 “

321views

الأربعاء العشرون من زمن السنة

سفر القضاة 15-6:9

في تِلكَ ٱلأَيّام، ٱجتَمَعَ كُلُّ أَهلِ شَكيمَ وَجَميعُ بَيتِ مِلّو، وَمَضَوا فَأَقاموا أَبيمَلِكَ عَلَيهِم مَلِكًا عِندَ شَجَرَةِ ٱلبَلّوطَ ٱلَّتي في شَكيم.
فَأُخبِرَ يوتامُ بِذَلِك، فَٱنطَلَقَ وَوَقَفَ عَلى قِمَّةِ جَبَلِ جَرِزيم، وَرَفعَ صَوتَهُ وَنادى، وَقالَ لَهُم: «إِسمَعوا لي يا أَهلَ شَكيمَ سَمِعَ ٱللهُ لَكُم:
ذَهَبَتِ ٱلَشّجَرُ مَرَّةً لِيَمسَحنَ عَلَيهِنَّ مَلِكًا. فَقُلنَ لِشَجَرَةِ ٱلزَّيتون: كوني عَلَينا مَلِكَة.
فَقالَت لَهُنَّ ٱلزَّيتونَة: أَأَدَعُ زَيتي ٱلَّذي لِأَجلِهِ تُكرِمُني ٱلآلِهَةُ وَٱلنّاس، وَأَذهَبَ لِأَستَعلِيَ عَلى ٱلشَّجَر؟
فَقالَتِ ٱلَشَّجَرُ لِلتّينَة: تَعالَي أَنتِ فَكوني عَلَينا مَلِكَة.
فَقالَت لَهُنَّ ٱلتّينَة: أَأَدَعُ حَلاوَتي وَثَمَرَتي ٱلطَّيِّبَة، وَأَذهَبَ لِأَستَعلِيَ عَلى ٱلشَّجَر؟
فَقالَتِ ٱلَشَّجَرُ لِلجَفنَة: تَعالَي أَنتِ فَكوني عَلَينا مَلِكَة.
فَقالَت ٱلجَفنَة: أَأَدَعُ مِسطارِيَ ٱلَّذي يَسُرُّ اللهَ وَٱلنّاس، وَأَذهَبَ لِأَستَعلِيَ عَلى ٱلشَّجَر؟
فَقالَتِ ٱلَشَّجَرُ كُلُّها لِلعَوسَجَة: تَعالَي أَنتِ فَكوني عَلَينا مَلِكَة.
فَقالَتِ ٱلعَوسَجَةُ لِلشَّجَر: إِن كُنتُنَّ حَقًّا تَمسَحنَني مَلِكَةً عَلَيكُنَّ فَتَعالَينَ ٱستَظَلِلنَ بِظِلّي، وَإِلّا فَلتَخرُج نارٌ مِنَ ٱلعَوسَجَةِ وَتَحرِقُ أَرزَ لُبنان».

سفر المزامير 7-6.5-4.3-2:(20)21

أَللَّهُمَّ، بِعِزَّتِكَ يَفرَحُ ٱلمَليك
وَبِخَلاصِكَ يَبتَهِجُ كَثيرا
لِأَنَّكَ أَنَلتَهُ مُنيَةَ قَلبِهِ
وَلَم تَحرِمهُ سُؤلَ لِسانِهِ

بِبَرَكاتِ ٱلخَيرِ تُبادِرُ إِلَيهِ
وَبِتاجٍ مِن إِبريزٍ تُتَوِّجُ رَأسَهُ
سَأَلَكَ ٱلحَياةَ فَوَهَبتَها لَهُ
أَيامًا طِوالًا إِلى ٱلدَّهرِ وَٱلأَبَد

وَإِنَّ خَلاصَكَ يوليهِ مَجدًا أَثيلا
وَأَنتَ تُضفي عَلَيهِ بَهاءً وَجَلالا
تَجعَلُهُ بَرَكَةً أَبَدَ ٱلدُّهور
وَأَمامَ وَجهِكَ تَغمُرُهُ بِٱلسُّرور

إنجيل القدّيس متّى 16a-1:20

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، قالَ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ هَذا ٱلمَثَل: «مَثلُ مَلكوتِ ٱلسَّمَوات كَمَثلِ رَبِّ بَيتٍ خَرَجَ عِندَ ٱلفَجرِ لِيَستأجِرَ عَمَلةً لِكَرمِه.
فاتَّفقَ معَ ٱلعَمَلةِ عَلى دينارٍ في ٱليَوم وأَرسَلهم إِلى كَرمِه.
ثُمَّ خَرَجَ نَحوَ ٱلسّاعةِ ٱلتّاسِعة، فرَأى عَمَلةً آخَرينَ قائمينَ في ٱلسّاحَةِ بَطّالين.
فَقالَ لَهُم: إِذهَبوا أَنتُم أَيضًا إِلى كَرمي، وسَأُعطيكُم ما كانَ عَدلًا.
فذَهَبوا. وخرَجَ أَيضًا نَحوَ ٱلظُّهر ثُمَّ نَحوَ ٱلثّالِثَةِ بَعدَ ٱلظُّهر، ففَعلَ مِثلَ ذَلِكَ.
وخَرَجَ نَحوَ ٱلخامِسةِ بَعدَ ٱلظُّهر، فَلَقِيَ أُناسًا آخرينَ قائمينَ هُناك، فَقالَ لَهُم: لِماذا بَقيتُم هَهُنا طَوالَ ٱلنَّهارِ بَطّالين؟
قالوا له: لم يَستأجِرنا أَحَد». قالَ لَهُم: «إِذهَبوا أَنتُم أَيضًا إِلى كَرمي.
وَلَمّا جاءَ ٱلمساء قالَ صاحِبُ ٱلكَرمِ لِوَكيلِه: أُدعُ ٱلعَمَلَةَ وادفَع لَهُمُ ٱلأُجرَة، مُبتَدِئًا بِٱلآخِرين مُنتَهِيًا بِٱلأَوَّلين.
فجاءَ أَصحابُ ٱلسّاعةِ ٱلخامِسةِ بَعدَ ٱلظُّهر وأَخَذَ كُلٌّ مِنهُم دينارًا.
ثُمَّ جاءَ ٱلأَوَّلون، فظَنّوا أَنَّهُم سيَأخُذونَ أَكثَرَ مِن هَؤُلاء، فَأَخَذَ كُلٌّ مِنهُم أَيضًا دينارًا.
وكانوا يأخُذونَه ويقولون مُتَذَمِّرينَ عَلى ربِّ ٱلبَيت:
هَؤُلاءِ ٱلَّذينَ أَتَوا آخِرًا لم يَعمَلوا غَيرَ ساعةٍ واحدة، فساوَيتَهم بِنا نحنُ ٱلَّذينَ ٱحتَمَلنا ثِقَلَ ٱلنَّهارِ وَحَرَّه ٱلشَّديد.
فَأَجابَ واحِدًا مِنهُم: يا صَديقي، ما ظَلَمتُكَ، أَلَم تَتَّفِق مَعي عَلى دينار؟
خُذ مالَكَ وَٱنصَرِف. فَهَذا ٱلَّذي أَتى آخِرًا أُريدُ أَن أُعطِيَهُ مِثلَكَ.
أَلا يَجوزُ لي أَن أَتَصَرَّفَ بِمالي كَما أَشاء؟ أَم عَينُكَ حَسودٌ لِأَنّي كَريم؟
فَهَكَذا يَصيرُ ٱلآخِرونَ أَوَّلين، وَٱلأَوَّلونَ آخِرين».

التعليق الكتابي :

القدّيس غريغوريوس الكبير (نحو 540 – 604)، بابا روما وملفان الكنيسة
عظات حول الإنجيل، العظة 19

«لِماذا بَقِيتُم هَهُنا طَوالَ النَّهارِ بَطَّالين؟»

يمكننا أن نُقارن مختلف ساعات النهار هذه بأعمار حياة كلّ إنسان. فالفجر هو طفولة عقلنا. والساعة الثالثة يمكن أن تُفهم بالمراهقة، لأن الشمس ترتفع حينها، إذا جاز التعبير، كما تبدأ حماسة الشباب بالإحماء. أمّا الساعة السادسة فهي سِنّ النضج، حيث تضع الشمس نقطة توازنها، ويكون الإنسان حينها في ملء قوّته. بينما الساعة التاسعة تعني الشيخوخة، حيث تنحدر الشمس نوعًا ما من أعلى السماء، لأنّ حرارة منتصف العمر تأخذ بالبرودة. وأخيرًا، فالساعة الحادية عشرة هي ذلك العمر الّذي نسمّيه الشيخوخة القصوى… بما أنّ البعض مدعوّون إلى حياة مستقيمة منذ الطفولة، والبعض الآخر أثناء المراهقة، وآخَرين في عمر النضوج، وآخَرين في الشيخوخة، وغيرهم أخيرًا في عمر متقدّم جدًّا، فكما لو كانوا مدعوّين إلى الكرم في مختلف ساعات النهار.

تأمّلوا إذن طريقة عيشكم، يا إخوتي، وانظروا إن كنتم بدأتم تتصرّفون كعَمَلَة الله. فكّروا مليًّا، وانظروا إن كنتم تعملون في كرم الربّ… مَن أهمل العيش من أجل الله إلى نهاية عمره هو كالعامل الّذي ظلّ بطّالاً إلى الساعة الحادية عشرة… “لِماذا بَقيتُم هَهُنا طَوالَ ٱلنَّهارِ بَطّالين؟” كما لو كنّا نقول بوضوح: “إن لم تريدوا العيش من أجل الله في شبابكم وفي عمر النضوج، توبوا على الأقلّ في نهاية عمركم… وتعالوا رغم ذلك إلى طرق الحياة”…

ألم يَصِل اللصّ في الساعة الحادية عشرة؟ (راجع لو 23: 39). وجد نفسه بالغًا نهاية حياته ليس بسبب عمره المتقدّم، إنّما بسبب عذابه. فاعترف بالله على الصليب، ولفظ أنفاسه الأخيرة تقريبًا في نفس الوقت الّذي لفظ فيه الربّ حُكمَه. وربُّ الكرم، بقبوله اللصّ قبل بطرس في راحة الفردوس، دفع الأجرة مبتدئًا بالآخِر.