stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني ‏” ١٢ مارس – آذار ٢٠٢٠ “‏

630views

الخميس الثاني من الزمن الأربعينيّ

سفر إرميا 10-5:17

هكذا قالَ الرَّبّ: مَلْعونٌ الرَّجلُ الَّذي يَتَوَكَّل على البَشَر ويَجعَلُ اللَّحمِ ذراعًا لَه وقَلبُه يَنصَرِفُ عنِ الرَّبّ.
إِنَّهُ يَكونُ كالأثلِ في البادِيَة ولا يَرى الخَيرَ إِذا أَقبَل بل يَسكُنُ الرَّمْضاءَ في البَرِّيَّة الأَرضَ السَّبخة الَّتي لا ساكِنَ فيها.
مُبارَكٌ ٱلرَّجُلُ ٱلَّذي يَتَوَكَّلُ عَلى ٱلرَّبّ وَيَكونُ ٱلرَّبُّ مُعتَمَدَهُ
إِنَّهُ يَكونُ كالشَّجَر المَغْروسِ على المِياه الَّذي يُلقي أُصولَهُ في الرُطوبَة ولا يرى الحرَ إِذا أَقبَل: بل يَبْقى وَرَقٌهٌ أَخضَر وفي سَنَةِ القَحط لا خَوفَ علَيه ولا يَكُفُّ عن الإِثمار.
القَلبُ أَخدَعُ كُلِّ شيَء وأَخبَثُه فمَن يَعرِفه؟
أَنا الرَّبَّ أَفحصُ القُلوب وأَمتَحِنُ الكُلى فأَجْزي الإِنْسانَ بِحَسَبِ طُرُقِه وثَمَرِ أَعْمالِه.

سفر المزامير 6.4.3.2-1:1

طوبى لِمَن لَم يَسلُك وَفقَ مَشورَةِ ٱلآثِمين
وَلَم يَتَوَقَّف في سُبُلِ ٱلخاطِئين
وَلَم يَجلِس في مَجلِسِ ٱلسّاخِرين
لَكِن بِشَريعَةِ ٱلرَّبِّ سُرورُهُ
وَبِشَريعَتِهِ يَتَفَكَّرُ لَيلَهُ وَنَهارَهُ

يَكونُ كَٱلشَّجَرِ ٱلمَغروسِ عَلى مَجرى ٱلمِياه
ٱلَّذي يُؤتي ثَمَرَهُ في أَوانِهِ
وَلا يَذبُلُ وَرَقُهُ
وَيَنجَحُ كُلُّ ما يَصنَعُهُ

لَيسَ كَذَلِكَ ٱلأَشرارُ، لَيسوا كَذَلِك
بَل إِنَّهُم كَٱلعُصافَةِ ٱلَّتي تَذروها ٱلرِّياح
لِأَنَّ ٱلرَّبَّ عالِمٌ بِطَريقِ ٱلصِّدّيقين
أَمّا طَريقُ ٱلأَشرارِ فَتُؤَدي إِلى ٱلهَلاك

إنجيل القدّيس لوقا 31-19:16

في ذلك الزَّمان: قال يسوع للفريسيين: «كانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ يَلبَسُ الأُرجُوانَ والكَتَّانَ النَّاعِم، ويَتَنَعَّمُ كُلَّ يَومٍ بِمَأدُبَةٍ فاخِرة.
وكانَ رَجُلٌ مسكين اسمُه لَعازَر مُلْقىً عِندَ بابِه قد غطَّتِ القُروحُ جِسْمَه.
وكانَ يَشتَهِي أَن يَشبَعَ مِن فُتاتِ مائِدَةِ الغَنيّ. غَيرَ أَنَّ الكِلابَ كانت تأتي فتَلحَسُ قُروحَه.
وماتَ المسكين فحَمَلَتهُ المَلائِكَةُ إِلى حِضْنِ إِبراهيم. ثُمَّ ماتَ الغَنيُّ ودُفِن.
فرَفَعَ عَينَيهِ وهوَ في الجَحيم يُقاسي العَذاب، فرأَى إِبْراهيمَ عَن بُعدٍ ولَعازَرَ في أَحضانِه.
فنادى: يا أبتِ إِبراهيمُ ارحَمنْي فأَرسِلْ لَعاَزر لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصبَعِه في الماءِ ويُبَرِّدَ لِساني، فإِنِّي مُعَذَّبٌ في هذا اللَّهيب.
فقالَ إِبراهيم: يا بُنَيَّ، تَذَكَّرْ أَنَّكَ نِلتَ خَيراتِكَ في حَياتِكَ ونالَ لَعاَزرُ البَلايا. أَمَّا اليَومَ فهو ههُنا يُعزَّى وأَنت تُعَذَّب.
ومع هذا كُلِّه، فقد أُقيمَت بَيننا وبَينَكم هُوَّةٌ عَميقة، لِكَيلا يَستَطيعَ الَّذينَ يُريدونَ الاجتِيازَ مِن هُنا إِلَيكُم أَن يَفعَلوا ولِكَيلا يُعبَرَ مِن هُناك إِلَينا.
فقال: أَسأَلُكَ إِذًا يا أَبتِ أَن تُرسِلَه إِلى بَيتِ أَبي،
فإِنَّ لي خَمسَةَ إِخَوة. فَلْيُنذِرْهُم لِئَلاَّ يَصيروا هُم أَيضًا إلى مَكانِ العَذابِ هذا.
فقالَ إِبراهيم: عندَهُم موسى والأَنبِياء، فَلْيَستَمِعوا إِلَيهم.
فقال: لا يا أَبتِ إِبراهيم، ولكِن إذا مَضى إِليهِم واحِدٌ مِنَ الأَمواتِ يَتوبون.
فقالَ له: إِن لم يَستَمِعوا إِلى موسى والأَنبِياء، لا يَقَتَنِعوا ولو قامَ واحِدٌ مِنَ الأَموات».

التعليق الكتابي :

القدّيس غريغوريوس النيصيّ (نحو 335 – 395)، راهب وأسقف
العظة الأولى عن محبّة الفقراء

« وكانَ رَجُلٌ فَقيرٌ… يَشتَهِي أَن يَشبَعَ مِن فُتاتِ مائِدَةِ الغَنيّ »

ها نحن، الّذين دعينا بواسطة كلّ كلمة من الكتاب المقدّس للاقتداء بالربّ الّذي خلقنا بمحبّته، نعمل كلّ شيء بما يتناسب مع منفعتنا الخاصّة، ونقيس كلّ شيء وفقًا لما نرغب به. نجمع الممتلكات لحياتنا الخاصّة، ونضع الباقي جانبًا لورثتنا. لكنّنا لا نبالي أبدًا بالأشخاص الّذين يعانون من الفقر. وليس لدينا أدنى اهتمام بالفقراء. يا للقلوب العديمة الرحمة!

قد يرى إنسان منّا أنّ قريبه ينقصه الخبز ولا وسيلة لديه للحصول على الغذاء الضروريّ، وبدل أن يهبّ لمساعدته ليخرجه من بؤسه، يأخذ بمراقبته كما نراقب نبتة خضراء تيبس بسبب نقص الماء، مع أنّ هذا الإنسان يفيض غنًى وبإمكانه مساعدة الكثيرين بواسطة خيراته. كما أنّ مصدر نبع واحد يستطيع أن يروي العديد من الحقول الشاسعة، كذلك بذخ منزل واحد يستطيع أن يخلّص من البؤس عددًا كبيرًا من الفقراء، إن لم يقف جشع الإنسان وبخله حاجزًا، كالصخر الّذي يسقط في جدول المياه ويحوّل مساره.

فلا نَحيَ فقط بحسب الجسد، بل لنحيَ بحسب الله.