491views
الأربعاء الثامن عشر من زمن السنة
تذكار إختياريّ للقدّيس سيكتُس الثاني، البابا ورفقائه الشهداء
سفر العدد 35-34.29-26.1:14.33-31.30a-25.2a-1:13.16:12
في تِلكَ ٱلأَيّام، ٱرتَحَلَ ٱلشَّعبُ مِن حَصيروتَ وَنَزلوا بِبَرِّيَّةِ فاران.
فَكَلَّمَ ٱلرَّبُّ موسى، قائِلًا:
«إِبعَث رِجالًا، يَجُسّونَ أَرضَ كَنعان».
وَرَجِعوا مِن جَسِّ ٱلأَرضِ بَعدَ أَربَعينَ يَومًا.
وَساروا حَتّى جاءوا موسى وَهرونَ وَكُلَّ جَماعَةِ بَني إِسرائيلَ في بَرِّيَّةِ فاران، في قادِش، وَرَدّوا خَبَرًا عَلَيهِما وَعَلى ٱلجَماعَةِ كُلِّها. وَأَرَوهُم ثَمَرَ ٱلأَرض.
وَقَصّوا عَلَيه، وَقالوا: «قَد صِرنا إِلى ٱلأَرضِ ٱلَّتي بَعَثتَنا إِلَيها، فَإِذا هِيَ بِٱلحَقيقةِ تَدُرُّ لَبَنًا وَعَسَلًا، وَهَذا ثَمَرُها.
غَيرَ أَنَّ ٱلشَّعبَ ٱلسّاكِنَ فيها أَقوِياء، وَٱلمُدُنَ حَصينَةٌ عَظيمَةٌ جِدًّا، وَرَأَينا ثُمَّ أَيضًا بَني عَناق.
أَلعمالِقَةُ مُقيمونَ بِأَرضِ ٱلجَنوب، وَٱلحِثِّيّونَ وَٱليَبوسِيّونَ وَٱلأَمورِيّون مُقيمونَ بِٱلجَبَل، وَٱلكَنعانِيّونَ مُقيمونَ عِندَ ٱلبَحرِ وَعَلى عُدوَةِ ٱلأُردُنّ».
وَكانَ كالِبُ يُسكِتُ ٱلشَّعبَ عَن موسى.
وَأَمّا ٱلقَومُ ٱلَّذينَ صَعِدوا مَعَهُ، فَقالوا: «لا نَقَدِرُ أَن نَصعَد إِلى ٱلشَّعب، لِأَنَّهُم أَشَدُّ مِنّا».
وَشَنَّعوا، عِندَ بَني إِسرائيل، عَلى ٱلأَرضِ ٱلَّتي تَجَسَّسوها، وَقالوا: «ٱلأَرضُ ٱلَّتي مَرَرنا فيها لِنَتَجَسَّسَها، هِيَ أَرضٌ تَأكُلُ أَهلَها. وَجَميعُ ٱلشَّعبِ ٱلَّذينَ رَأَيناهُم فيها أُناسٌ طِوالُ ٱلقامات.
وَقَد رَأَينا ثُمَّ مِنَ ٱلجَبابِرَة، جَبابِرَةَ بَني عَناق، فَصِرنا في عُيونِنا كَٱلجَراد، وَكَذَلِكَ كُنّا في عُيونِهِم».
وَرَفَعَ كُلُّ ٱلجَماعَةِ أَصَواتَهُم وَصَرَخوا، وَبَكى ٱلشَّعبُ في تِلكَ ٱللَّيلَة.
وَكَلَّمَ ٱلرَّبُّ موسى وَهارون، قائِلًا:
«إِلى كَم أَحتَمِلُ هَذِهِ ٱلجَماعَةَ ٱلشَرّيرَةَ ٱلمُتَذَمِّرَةَ عَلَيّ؟ فَلَقَد سَمِعتُ تَذَمرَ بَني إِسرائيلَ ٱلَّذي تَذَمَّروهُ عَلَيّ.
فَقُل لَهُم: حَيٌّ أَنا، يَقولُ ٱلرَّبّ، لَأَصنَعَنَّ بِكُم، كَما تَكَلَّمتُم عَلى مَسامِعي.
في هَذا ٱلبَرُّ تَسقُطُ جُثَثُكُم، كُلُّ ٱلمَعدودينَ مِنكُم، بِحَسَبِ عَدَدِكُم، مِنِ ٱبنِ عِشرينَ سَنةً فَصاعِدًا، ٱلَّذينَ تَذَمَّروا عَلَيّ.
بِعَدَدِ ٱلأَيّامِ ٱلَّتي تَجَسَّستُم ٱلأَرضَ فيها، وَهِيَ أَربَعونَ يَومًا، كُلُّ يَومٍ بِسَنَة، تَحمِلونَ أَوزارَكُم أَربَعينَ سَنة، فَتَعرِفونَ ٱنتِقامي.
أَنا ٱلرَّبُّ قَد تَكَلَّمت. فَلَأوقِعَنَّ بِجَميعِ هَذِهِ ٱلجَماعَةِ ٱلشِّرّيرَةِ ٱلمُجتَمِعَةِ عَلَيّ. إِنَّهُم في هَذِهِ ٱلبَرِّيَّةِ يَنقَرِضونَ وَهَهُنا يَموتون».
سفر المزامير 23.22-21.14-13.7a-6:(105)106
خَطِئنا نَحنُ وَأَجدادُنا
خَطِئنا وَأَمسَينا آثِمين
وَما أَضحى أَجدادُنا
لِمُعجِزاتِكَ مُدرِكين
غَيرَ أَنَّهُم أَسرعوا إِلى نِسيانِ يدِهِ
وَلَم يَنتَظِروا ٱلتَّدبيرَ مِن عِندِهِ
وَٱشتَهَوا شَهوَةً في ٱلصَّحراء
وَتَحَدَّوا ٱلإِلَهَ في ٱلبَيداء
نَسوا ٱللهَ مُخَلِّصِهِم
ٱلَّذي صَنَعَ بِمِصرَ عَجَبا
وَٱلمُعجِزاتِ في أَرضِ حام
وَعِندَ بَحرِ القُلزُمِ ٱلفِعالَ ٱلجِسام
وَعَزَمَ اللهُ عَلى أَن يورِدَهُمُ ٱلهَلاك
لَولا أَنَّ موسى ٱلَّذي ٱختارَهُ كانَ هُناك
وَوَقَفَ بَينَ يَدَيهِ عِندَما ثار
لِيَحولَ دونَ غَضَبِهِ وَٱلدَّمار
إنجيل القدّيس متّى 28-21:15
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، خَرَجَ يَسوعُ وَذَهَبَ إِلى نَواحي صورَ وَصَيدا.
وَإِذا ٱمرَأَةٌ كَنعانِيَّةٌ خارِجَةٌ مِن تِلكَ ٱلبِلادِ تَصيح: «رُحماكَ، يا رَبّ! يا ٱبنَ داوُد. إِنَّ ٱبنَتي يَتَخَبَّطُها ٱلشَّيطانُ تَخَبُّطًا شَديدًا».
فَلَم يُجِبها بِكَلِمَة. فَدنا تَلاميذُه يَتَوَسَّلونَ إِلَيه، فَقالوا: «إِصرِفها، فَإِنَّها تَتبَعُنا بِصِياحِها».
فَأَجاب: «لَم أُرسَل إِلّا إِلى ٱلخِرافِ ٱلضّالَّةِ مِن آلِ إِسرائيل».
وَلَكِنَّها جاءَت فَسَجدَت لَهُ، وَقالَت: «أَغِثني، يا رَبّ!»
فَأَجابَها: «لا يَحسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ ٱلبَنينَ فَيُلقى إِلى صِغارِ ٱلكِلاب».
فَقالَت: «نَعم، يا رَبّ! فَصِغارُ ٱلكِلابِ نَفسُها تَأكُلُ مِنَ ٱلفُتاتِ ٱلَّذي يَتَساقَطُ عَن مَوائِدِ أَصحابِها».
فَأَجابَها يَسوع: «ما أَعظمَ إيمانَكِ، أَيَّتُها ٱلمَرأَة! فَليَكُن لَكِ ما تُريدين». فَشُفِيَتِ ٱبنَتُها في تِلكَ ٱلسّاعَة.
شرح لإنجيل اليوم :
الكاردينال شارل جورنيه (1891 – 1975)، لاهوتيّ
محاضرات معطاة في جنيف من 1972 إلى 1974 حول إنجيل القدّيس يوحنّا
المرأة الكنعانيّة
ذهب الرّب يسوع إلى نواحي صور وصيدا، وكانت هناك امرأة، كنعانيّة، وسوريّة-فينيقيّة، جاءت وتقول له: “إبنتي مريضة”. فلم يُجب بشيء، وكأنّه لا يسمع. ثمّ قال له الرسل: “إِصرِفها، فَإِنَّها تَتبَعُنا بِصِياحِها” فأجاب: “لَم أُرسَل إِلّا إِلى ٱلخِرافِ ٱلضّالَّةِ مِن آلِ إِسرائيل”. وزاد إصرار هذه المرأة فأجابها الرّب يسوع بكلام يبدو قاسيًا قائلاً لها: “لا يَحسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ ٱلبَنينَ فَيُلقى إِلى صِغارِ ٱلكِلاب”. لقد بدا هذا قاسياً جدّاً على هذه الأمّ التي تطلب شفاء ابنتها، فيما تسمع الرّب يسوع يقول لها : “لا يَحسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ ٱلبَنينَ فَيُلقى إِلى صِغارِ ٱلكِلاب”. أجابت: “نَعم، يا رَبّ! فَصِغارُ ٱلكِلابِ نَفسُها تَأكُلُ مِنَ ٱلفُتاتِ ٱلَّذي يَتَساقَطُ عَن مَوائِدِ أَصحابِها”. أنظروا جواب الرّب يسوع… أنظروا، إنّه كان يضع حواجزًا. فهو لم يُرسَل إلى الخراف الضائعة، إلّا التي من إسرائيل، هذا دوره الخاصّ، ثمّ وضع له حواجز. والحواجز التي يضعها رفعت مستوى نهر حبّه. ثمّ قالت هذا القول الرائع: “نَعم، يا رَبّ! فَصِغارُ ٱلكِلابِ نَفسُها تَأكُلُ مِنَ ٱلفُتاتِ ٱلَّذي يَتَساقَطُ عَن مَوائِدِ أَصحابِها- يَا امْرَأَةُ، إيمانك عظيم!” إنّه لَرائع، هذا الأمر. لم تكن في خطّة رسالة الرّب يسوع، لكنّها تأتي مع هكذا حبّ، حتّى أنّه اختبرها، إذ شعر بأنّها كانت نفساً عظيمة، فساعدها سرّاً، بأن وضع حواجز لرفع مستوى حبّها لهذه الدرجة. هذا واحد من أكثر المقاطع المؤثِّرة في الإنجيل.
لذلك، يمكن أن يفعل كذلك معنا في بعض الأحيان، أن يعاملنا بقساوة، ويتركنا بشعورنا وكأنّه يدفعنا بعيدًا. هذا يمكن أن يكون في بعض الأحيان مؤلماً جدّاً في الإختبارات الكبيرة المخصَّصة لتلك النفوس العظيمة، هناك أوقات يمكنها أن تكون رهيبة، تجارب رهيبة يمكن أن تأتي بعد سنوات من الحياة المعطاة لله، كما يمكن أن تأتي تجارب ضدّ الإيمان مثلاً، ويمكنها أن تكون فظيعة. لماذا يسمح الله بهذه السدود؟ لكي يجعل الصلوات ترتفع، والدعاء. وبعد ذلك، يزيد الإيمان عشرات الأضعاف.
