القراءات اليومية بحسب الطقس المارونى 3 اغسطس 2019
السبت الثامن من زمن العنصرة
سفر أعمال الرسل 11-1:18
فوَجَدَ يَهُودِيًّا ٱسْمُهُ أَكِيلا، بُنْطِيَّ ٱلأَصْل، كانَ قَدْ جَاءَ مِنْ وَقْتٍ قَريبٍ مَعَ زَوجَتِهِ بِرِسْقِلَّةَ مِنْ إِيطاليا؛ لأَنَّ كلُوديُوسَ قَيصَرَ كانَ قَدْ أَمَرَ كُلَّ ٱليَهُودِ بِٱلرَّحِيلِ عَنْ رُومَا، فَذَهَبَ بُولُسُ إِلَيْهِمَا.
وبِمَا أَنَّهُ كانَ مِثْلَهُمَا صَانِعَ خِيَام، أَقَامَ عِندَهُمَا يَعْمَلُ معَهُمَا.
وكانَ يُجادِلُ كُلَّ سَبْتٍ في ٱلمَجْمَع، ويُقْنِعُ ٱليَهُودَ وٱليُونَانِيِّين.
ولَمَّا نَزَلَ سِيلا وطِيمُوتاوُسُ مِنْ مَقْدُونِية، تَفَرَّغَ بُولُسُ لِلْكَلِمَة، شَاهِدًا لِلْيَهُودِ أَنَّ ٱلمَسِيحَ هُوَ يَسُوع.
ولكِنَّهُم كَانُوا يُقَاوِمُونَهَ ويُجَدِّفُون، فَنَفَضَ ثِيَابَهُ وقَالَ لَهُم: «دَمُكُم عَلى رُؤُوسِكُم! أَنَا مِنْهُ بَرِيء! وسَأَنْصَرِفُ مُنْذُ ٱلآنَ إِلى ٱلأُمَم!».
وَٱنْتَقَلَ مِنْ هُنَاكَ ودَخَلَ بَيْتَ رَجُلٍ مُتَعَبِّدٍ لله، ٱسْمُهُ طِيطُس يُسْتُس، وكَانَ بَيْتُهُ مُلاصِقًا لِلْمَجْمَع.
وآمَنَ بِٱلرَّبِّ كِرِسْبُسُ رَئيسُ ٱلمَجْمَع، وجَميعُ أَهْلِ بَيْتِهِ، وكَانَ قُورِنْثِيُّونَ كَثِيرُونَ يُؤْمِنُونَ لَدَى سَمَاعِهِم بُولُس، ويَعْتَمِدُون.
وذَاتَ لَيْلَة، قَالَ ٱلرَّبُّ لِبُولُسَ في ٱلرُّؤْيَا: «لا تَخَفْ! بَلْ تَكَلَّمْ وَلا تَسْكُتْ!
فأَنَا مَعَكَ، ولَنْ يُلْقِيَ أَحَدٌ عَلَيْكَ يَدًا لِيُؤْذِيَكَ، لأَنَّ لي شَعْبًا كَثِيرًا في هذِهِ ٱلمَدِينَة».
فأَقَامَ سَنَةً وسِتَّةَ أَشْهُرٍ يُعَلِّمُ بَيْنَهُم كَلِمَةَ ٱلله.
إنجيل القدّيس لوقا 32-27:11
أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها!».
وفيمَا كانَ الجُمُوعُ مُحْتَشِدِين، بَدَأَ يَسُوعُ يَقُول: «إِنَّ هذَا الجِيلَ جِيلٌ شِرِّير. إِنَّهُ يَطْلُبُ آيَة، وَلَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان.
فكَمَا كَانَ يُونانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوى، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِهذَا ٱلجِيل.
مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ رِجَالِ هذا الجِيلِ وَتَدِينُهُم، لأَنَّها جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان.
رِجَالُ نِينَوى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذا الجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان.
التعليق الكتابى
«طوبى لِلبَطنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّديَينِ اللَّذَينِ رَضِعتَهما!»
تمعّنوا جيّدًا فيما قالهُ الرّب يسوع المسيح، وهو يشير بيده نحو تلاميذه: “هؤلاءِ هم أُمِّي وإِخوَتي” ومن ثم أضاف “مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ أَبي الَّذي في السَّمَوات هو أَخي وأُختي وأُمِّي” (مت 12: 49 -50). ألم تصنع العذراء مريم مشيئة الآب، هي التي وثقت بسبب إيمانها، وحبلت (من الرُّوح القدس) لهذا السّبب؟… نعم لقد عملت العذراء مريم مشيئة الآب وبالتالي… استحقّت مريم تلك الطّوبى، لأنها حتى قبل أن تلد الرّب، حملته في أحشائها. انظروا إن كان ما قلته صحيحًا. فبينما كان الرب يمرٌ، ويجترح المعجزات الإلهية وتلحق به الجموع، رفعت امرأة صوتها من الجمع وقالت “طوبى لِلبَطنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّديَينِ اللَّذَينِ رَضِعتَهما!”. بماذا أجاب الرب لتفادي تخصيص الطّوبى للجسد؟ قال: “بَل طوبى لِمَن يَسمَعُ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحفَظُها!”. إذًا، إنّ مريم هي طوباويّة أيضًا لأنها سمعت كلمة الله وحفظتها: لقد حفظت نفسها الحق أكثر مما حفظت أحشاؤها الجسد. إنّ الحق هو الرّب يسوع المسيح؛ كما أنّ الجسد هو جسد الرّب يسوع. الحق، هو الرّب يسوع المسيح في نفس مريم؛ والجسد، هو أيضًا جسد الرّب يسوع المسيح في أحشاء مريم. فما هو في النفس يتفوٌق على ما هو في الأحشاء. قدّيسة أنتِ يا مريم، طوبى لكِ يا مريم!… أما أنتم يا أعزاءي، فانظروا إلى أنفسكم: “أَنتُم جَسَدُ المَسيح وكُلُّ واحِدٍ مِنكُم عُضوٌ مِنه” (1 كور 12: 27)… “”مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ أَبي الَّذي في السَّمَوات هو أَخي وأُختي وأُمِّي” لأنّ هنالك ميراث واحد. لذلك، فإن الرّب يسوع المسيح وهو الابن الوحيد، لم يرد أن يكون وحيدًا؛ ففي رحمته، أراد أن نكون ورثة للآب، أن نكون ورثة معه (راجع رو 8: 17).