stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 16 مارس – أذار 2020 “

458views

الاثنين الرابع من الصوم الكبير
المجمع المسكونيّ الثاني في القسطنطينيّة 381

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 15-5.1a:9

يا إخوَتِي، أَمَّا في شَأْنِ خِدمَةِ الإِعَانَاتِ لِلقِدِّيسِين،
فقَد رَأَيْتُ مِنَ الضَّرُورِيِّ أَنْ أَطْلُبَ مِنَ الإِخْوَةِ أَنْ يَسْبِقُونِي إِلَيْكُم، فَيُرَتِّبُوا تَقْدِمَاتِ بَرَكَتِكُمُ الَّتي وَعَدْتُم بِهَا، لِتَكُونَ مُهَيَّأَةً لا كَتَقْدِمَةِ بُخْلٍ بَلْ كَبَرَكَة!
وٱعْلَمُوا هذَا أَنَّ مَنْ يَزْرَعُ في الشِّحّ، في الشِّحِّ أَيْضًا يَحْصُد، ومَنْ يَزْرَعُ في البَرَكَات، في البَرَكَاتِ أَيضًا يَحْصُد.
فَلْيُعْطِ كُلُّ واحِد، كَما نَوَى في قَلْبِهِ، بِلا أَسَفٍ ولا إِكْرَاه، لأَنَّ ٱللهَ يُحِبُّ المُعْطِيَ الفَرْحَان.
وٱللهُ قَادِرٌ أَنْ يَغْمُرَكُم بِكُلِّ نِعْمَة، حَتَّى يَكُونَ لَكُم في كُلِّ شَيءٍ وفي كُلِّ حِينٍ كُلُّ مَا يَكْفِيكُم، فَتَفِيضُوا بِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح،
كَمَا هوَ مَكْتُوب: «وزَّعَ وأَعْطَى المَسَاكِين، فَبِرُّهُ دَائِمٌ إِلى الأَبَد».
والَّذي يَرزُقُ الزَّارِعَ زَرْعًا، وخُبْزًا يَقُوتُهُ، هُوَ يَرزُقُكُم ويُكَثِّرُ زَرْعَكُم، ويَزِيدُ ثِمَارَ بِرِّكُم!
فَتَغْتَنُونَ في كُلِّ شَيء، لِيَكُونَ سَخَاؤُكُم كَامِلاً ويُثْمِرَ عَلى يَدِنَا فِعْلَ شُكْرٍلله؛
لأَنَّ قِيَامَكُم بِهذِهِ الخِدْمَةِ المُقَدَّسَةِ لا يَسُدُّ عَوَزَ القِدِّيسِينَ فَحَسْب، بَلْ أَيْضًا يُفيضُ فيهِم أَفْعَالَ شُّكْرٍ لله.
فإِنَّهُم سَيُقَدِّرُونَ خِدْمَتَكُم هذِهِ، فَيُمَجِّدُونَ ٱللهَ عَلى طَاعَتِكُم و ٱعْتِرَافِكُم بإِنْجِيلِ المَسِيح، وعَلى سَخَائِكُم في مُشَارَكَتِكُم لَهُم وَلِلْجَميع.
وهُم يَتَشَوَّقُونَ إِلَيْكُم رَافِعِينَ الدُّعَاءَ مِنْ أَجْلِكُم، بِسَبَبِ نِعْمَةِ ٱللهِ الفائِقَةِ الَّتي أَفَاضَهَا عَلَيْكُم.
فَٱلشُّكْرُ للهِ عَلى عَطِيَّتِهِ الَّتِي لا وَصْفَ لَهَا!

إنجيل القدّيس لوقا 45-37:9

فيمَا يَسُؤعُ وتَلاميذُهُ نَازِلُونَ مِنَ الجَبَل، لاقَاهُ جَمْعٌ كَثِير.
وإِذا رَجُلٌ مِنَ الجَمْعِ صَرَخَ قَائِلاً: «يا مُعَلِّم، أَرْجُوك، أُنْظُرْ إِلَى ٱبْنِي، لأَنَّهُ وَحيدٌ لي!
وهَا إِنَّ رُوحًا يُمْسِكُ بِهِ فَيَصْرُخُ بَغْتَةً، وَيَهُزُّهُ بِعُنْفٍ فَيُزْبِد، وَبِجَهْدٍ يُفارِقُهُ وهُوَ يُرضِّضُهُ.
وقَدْ رَجَوْتُ تَلامِيذَكَ أَنْ يُخْرِجُوهُ، فَلَمْ يَقْدِرُوا!».
فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «أَيُّهَا الجِيلُ المُلْتَوِي غَيرُ المُؤْمِن، إِلى مَتَى أَكُونُ مَعَكُم وَأَحْتَمِلُكُم؟ قَدِّمِ ٱبْنَكَ إِلى هُنَا».
ومَا إِنِ ٱقْتَرَبَ الصَّبِيُّ حَتَّى صَرَعَهُ الشَّيْطَان، وَهَزَّهُ بِعُنْف. فَزَجَرَ يَسُوعُ الرُّوحَ النَّجِس، وأَبْرَأَ الصَّبِيّ، وَسَلَّمَهُ إِلى أَبِيه.
فَبُهِتَ الجَمِيعُ مِنْ عَظَمَةِ الله. وفِيمَا كَانُوا جَمِيعًا مُتَعَجِّبِينَ مِنَ كُلِّ مَا كَانَ يَعْمَلُهُ يَسُوع، قالَ لِتَلامِيذِهِ:
وَأَنْتُمُ ٱجْعَلُوا هذَا الكَلامَ في مَسَامِعِكُم: فَٱبْنُ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسْلَمُ إِلَى أَيْدِي النَّاس.
أَمَّا هُم فَمَا كَانُوا يَفْهَمُونَ هذَا الكَلام، وَقَد أُخْفِيَ عَلَيْهِم لِكَي لا يُدْرِكُوا مَعْنَاه، وَكَانُوا يَخَافُونَ أَنْ يَسْأَلُوهُ عَنْهُ.

التعليق الكتابي :

القدّيس باسيليوس (نحو 330 – 379)، راهب وأسقف قيصريّة قبّدوقية، ملفان الكنيسة
عظة عن التواضع

« إِنَّ ٱبنَ ٱلإِنسانِ سَيُسلَمُ إِلى أَيدي ٱلنّاس »

“مَن وضع نفسه رُفع ومَن رفع نفسه وُضع” (مت 23: 12)… فلنتمثّل بالرّب يسوع المسيح الذي نزل من السماء واستقرّ في المرتبة الأخيرة، والذي رُفع بالمقابل من المرتبة الأخيرة إلى المرتبة التي لطالما كانت تليق به. علينا أن نكتشف تعاليم الربّ كلّها التي تقودنا إلى التواضع.

ها هو الطفل الصغير يولد في مغارة ويوضع في مزود، لا في مهد. ترعرع في منزل نجّار متواضع ووالدة بدون موارد، وكان مطيعًا لأمّه ولزوجها. كان يمتثل للتعليم، مستمعًا إلى أقوال مَن لم يكن مطلقًا بحاجة إليهم؛ كان يطرح الأسئلة غير أنّها كانت أسئلة تُدهش الجميع وتُظهر الحكمة التي كان يتميّز بها. خضع ليوحنّا، ونال المعلّم المعموديّة من تلميذه. لم يقاوم مطلقًا مَن كانوا يعارضونه، ولم يُظهر قدرته التي لا تُقهَر لكي يتحرّر من الأيدي التي كانت تقيّده، بل صمَت وتحمّل كلّ شيء، حتى أنّه خضع في وقت من الأوقات لسلطان كان يعرف أنّه إلى زوال. مثل أمام كبار الكهنة بصفته متّهَمًا؛ اقتيد أمام الحاكم وخضع لحكمه؛ وفي حين كان يستطيع الردّ على متّهميه، تحمّل الاتّهامات بصمت. وبعد أن بصق عليه العبيد والخدم، سلّم نفسه للموت، موت مخزٍ بنظر البشر. هكذا أمضى الرّب يسوع المسيح حياته كإنسان منذ ولادته حتّى موته على الصليب. لكن بعد هذا الاتّضاع، أبرز مجده للعالم… فلنتمثّل به كي نبلغ نحن أيضًا المجد الأبديّ.