القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 13 أبريل – نيسان 2020 “
الاثنين من أسبوع الحواريّين
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 11-1:15
يا إخوَتِي، أُذَكِّرُكُم بِالإِنْجِيلِ الَّذي بَشَّرْتَكُم بِهِ، وَقَبِلْتُمُوه، ومَا زِلْتُم فِيهِ ثَابِتِين،
وبِهِ أَيْضًا أَنْتُم تَخْلُصُون، إِذَا بَقِيتُم مُتَمَسِّكِينَ بِالكَلِمَةِ الَّتي بَشَّرْتُكُم بِهَا، إِلاَّ إِذَا كُنْتُم قَدْ آمَنْتُم بَاطِلاً!
فإِنِّي قَدْ سَلَّمْتُ إِلَيْكُم أَوَّلاً مَا أَنَا تَسَلَّمْتُهُ، وهوَ أَنَّ المَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا، كَما جَاءَ في الكُتُب؛
وأَنَّهُ قُبِر؛ وأَنَّهُ أُقِيمَ في اليَوْمِ الثَّالِث، كَمَا جَاءَ في الكُتُب؛
وأَنَّهُ ظَهَرَ لِكِيفَا، ثُمَّ لِلٱثْنَيْ عَشَر.
وبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِ مِئَةِ أَخٍ مَعًا، وأَكْثَرُهُم بَاقٍ حَتَّى الآن، وبَعْضُهُم رَقَدُوا.
بَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ لِيَعْقُوب، ثُمَّ لِجَمِيعِ الرُّسُل.
وآخِرَ الجَمِيعِ ظَهَرَ لي أَيْضًا أَنَا السِّقْطُ!
فإِنِّي أَنَا أَصْغَرُ الرُّسُل، ولَسْتُ أَهْلاً أَنْ أُدْعَى رَسُولاً، لأَنِّي ٱضْطَهَدْتُ كَنِيسَةَ الله،
لكِنِّي بِنِعْمَةِ اللهِ صِرْتُ مَا أَنَا عَلَيْه، وَنِعْمَتُهُ عَلَيَّ لَمْ تَكُنْ بَاطِلَة، بَلْ تَعِبْتُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِهِم، لا أَنَا بَلْ نِعْمَةُ اللهِ الَّتي هِيَ مَعِي.
أَكُنْتُ أَنَا أَمْ كَانُوا هُم، فَهكَذَا نُبَشِّرُ وهكَذَا آمَنْتُم.
إنجيل القدّيس مرقس 14-9:16
فَجْرَ الأَحَد، قَامَ يَسُوعُ فَتَرَاءَى أَوَّلاً لِمَرْيَمَ المَجْدَلِيَّة ، تِلْكَ الَّتي أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِين.
وهذِهِ ٱنْطَلَقَتْ وَبَشَّرَتْ أُولئِكَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، وكَانُوا يَنُوحُونَ وَيَبْكُون.
وَهؤُلاءِ لَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُ حَيّ، وَأَنَّهَا أَبْصَرَتْهُ، لَمْ يُؤْمِنُوا.
وبَعْدَ ذلِكَ تَرَاءَى بِشَكْلٍ آخَر، لٱثْنَينِ مِنْهُم كَانَا ذَاهِبَينِ إِلى القَرْيَة.
وهذَانِ رَجَعَا وبَشَّرَا البَاقِين، ولا بِشَهَادَةِ هذَيْنِ آمَنُوا.
وأَخِيرًا تَرَاءَى لِلأَحَدَ عَشَر، وَهُم يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَام، فَبَكَّتَهُم عَلى عَدَمِ إِيْمَانِهم، وقَسَاوَةِ قُلُوبِهِم، لأَنَّهُم لَمْ يُؤْمِنُوا بِشَهَادَةِ الَّذينَ أَبْصَرُوهُ بَعْدَ أَنْ قَام.
التعليق الكتابي :
التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة
§ 989 – 993
« ونترجّى قيامة الموتى والحياة الجديدة في الدّهر الآتي » (قانون الإيمان)
نؤمن إيمانًا ثابتًا، وبالتالي نرجو، أنّه كما أنّ الرّب يسوع المسيح قام حقًّا من بين الأموات، وأنّه يحيا على الدوام، كذلك الصدّيقون من بعد موتهم سيحيون على الدوام مع المسيح القائم، وأنّه سيقيمهم في اليوم الأخير. وقيامتنا، على غرار قيامته، ستكون عمل الثالوث القدّوس: “إفإِذا كانَ الرُّوحُ الَّذي أَقامَ يسوعَ مِن بَينِ الأَمواتِ حالاًّ فيكُم، فالَّذي أَقامَ يسوعَ المسيحَ مِن بَينِ الأَموات يُحْيي أَيضًا أَجسادَكُمُ الفانِيةَ بِرُوحِه الحالِّ فيكُم” (رو 8: 11). إن كلمة “الجسد” تعني الإنسان من حيث وضعه الضعيف والمائت. “وقيامة الجسد” تعني أنّه، من بعد الموت، لن يكون فقط حياة للنفس الخالدة، ولكن حتّى “أجسادنا الفانية” (راجع رو 8: 11) ستعود إليها الحياة.
إن الإيمان بقيامة الأموات هو أحد عناصر الإيمان المسيحي الأساسيّة منذ بدايته. “هناك اقتناع لدى المسيحيّين: قيامة الأموات. وهذا الإيمان يحيينا”(طرطليانس). “فإِذا أُعلِنَ أَنَّ المسيحَ قامَ مِن بَينِ الأَموات، فكَيفَ يَقولُ بَعضُكُم إِنَّه لا قِيامةَ لِلأَموات؟ فإِن لم يَكُنْ لِلأَمواتِ مِن قِيامة، فإِنَّ المسيحَ لم يَقُمْ أَيضًا. وإِن كانَ المسيحُ لم يَقُمْ، فتَبشيرُنا باطِلٌ وإِيمانُكُم أَيضًا باطِل… كَلاَّ! إِنَّ المسيحَ قد قامَ مِن بَينِ الأَموات وهو بِكرُ الَّذينَ ماتوا” (1كور 15: 12-14 + 20).
إنّ قيامة الأموات قد كشفها الله لشعبه تدريجيًّا. فالرجاء بقيامة الأموات في الجسد قد ثبت كنتيجة ضمنيّة للإيمان بإله خلق الإنسان بكامله جسدًا ونفسًا… الفريسيّون وكثيرون من معاصري الربّ كانوا يرجون القيامة، وقد علّمها الرب يسوع على وجه ثابت. فأجاب الصدوقيّون الذين ينكرونها: “أَوَما أَنتُم في ضَلال، لأَنَّكم لا تَعرِفونَ الكُتُبَ ولا قُدرَةَ الله ؟” (مر 12: 24). الإيمان بالقيامة يرتكز على الإيمان بالله الذي “ما كانَ إِلهَ أَمْوات، بل إِلهُ أَحْياء” (مر 12: 27) .