472views
الخميس الثاني من زمن القيامة
مار جرجس الشهيد
رسالة القدّيس بطرس الأولى 25-22:1
يا إخوَتِي، الآن، بَعْدَ أَنْ طَهَّرْتُم أَنْفُسَكُم بِالطَّاعَةِ لِلحَقّ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ لا رِيَاءَ فِيهَا، أَحِبُّوا بَعضُكُم بَعْضًا بقَلْبٍ طَاهِرٍ حُبًّا ثَابِتًا.
فإِنَّكُم وُلِدْتُم وِلادَةً جَدِيدَة، لا مِن زَرْعٍ فَاسِد، بَلْ مِنْ زَرْعٍ غَيرِ فَاسِد، بكَلِمَةِ اللهِ الحَيَّةِ البَاقيَة.
فَالكِتَابُ يَقُول: «كُلُّ بَشَرٍ كَالعُشْب، وكُلُّ مَجْدِهِ كَزَهْرِ العُشْب. العُشْبُ قَد يَبِسَ والزَّهرُ قَد سَقَط.
أَمَّا كلِمَةُ الرَّبِّ فَتَبْقَى إِلى الأَبَد». هذِهِ هِيَ الكَلِمَةُ الَّتي بُشِّرْتُم بِهَا.
إنجيل القدّيس متّى 20-16:28
أَمَّا التَّلامِيذُ ٱلأَحَدَ عَشَرَ فذَهَبُوا إِلى ٱلجَلِيل، إِلى ٱلجَبَلِ حَيثُ أَمَرَهُم يَسُوع.
ولَمَّا رَأَوهُ سَجَدُوا لَهُ، بِرَغْمِ أَنَّهُم شَكُّوا.
فدَنَا يَسُوعُ وكَلَّمَهُم قَائِلاً: «لَقَدْ أُعْطِيتُ كُلَّ سُلْطَانٍ في ٱلسَّمَاءِ وعَلى ٱلأَرْض.
إِذْهَبُوا إِذًا فَتَلْمِذُوا كُلَّ ٱلأُمَم، وعَمِّدُوهُم بِٱسْمِ ٱلآبِ وٱلٱبْنِ وٱلرُّوحِ ٱلقُدُس،
وعَلِّمُوهُم أَنْ يَحْفَظُوا كُلَّ مَا أَوْصَيْتُكُم بِهِ. وهَا أَنَا مَعَكُم كُلَّ ٱلأَيَّامِ إِلى نِهَايَةِ ٱلعَالَم».
التعليق الكتابي :
القدّيس رومانُس المرنِّم (؟ – نحو 560)، مؤلِّف أناشيد
النّشيد 48 عن الصّعود
«وهاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم»
إنّ ذلك الّذي نزل إلى الأرض (وحده يعلم كيف) في وقت رحيله، جمع مَن أحبّهم (كيف تمّ ذلك؟ وحده هو يعلم) وذهب بهم إلى الجبل… لكي يسمو بعقلهم وبنفسهم… “كالعُقابِ الَّذي يُثيرُ عُشَّه وعلى فِراخِه يُرَفرِف. يَبسُط جَناحَيه فيَأخُذُه وعلى ريشهِ يَحمِلُه” (تث 32: 11) وقال لصغاره: حميتكم “في كنفي” من كلّ الشّرور (مز 91[90]: 1). كما أحببتكم، أحبّوني. لن أنفصل عنكم: أنا معكم وليس مَن يقوم ضدكم” (راجع مت 28: 20 + رو 8: 31).
بهذه الكلمات، سبّب الربّ لرسله ألمًا كبيرًا. ربّما بكوا وقالوا… : “أتتركنا وتنفصل عن الّذين أحبّوك؟… فهذا يقلقنا لأنّ رغبتا أن نكون معك. فنحن نبحث عن وجهك… ما من إلهٍ غيرك (مز 27: 8 وإش 45: 5). لا تبتعد عن الّذين أحبّوك، أبقى بقربنا وقلّ لنا:’ لن أنفصل عنكم، أنا معكم وليس مَن يقوم ضدكم‘”.
وعندما رأى الربّ شكوى أحبّائه، شجّعهم كما يشجّع الأب أولاده: … “لا تبكوا يا أصدقائي، لأنّه ليس الوقت وقت بكاء… إنّها ساعة الفرح. من أجل أن أذهب عند أبي، أتّخذ أجنحتي، وأستقرّ في خيمتي (راجع مز 139[138]: 9)، لأنّه من جلد السماء نصبت لي خيمة… كما يقول إشعيا: “يَبسُطُ السَّمواتِ كالنَّسيج ويَمُدُّها كَخيمةٍ لِلسُّكْنى” (إش 40: 22).
فافرحوا إذًا الآن وابتهجوا، وليشرق وجهكم، “أَنشِدوا للِرَّبِّ نشيدًا جَديدًا فإِنَّه صَنعً العَجائِب الخَلاص بِيَمينه بِذِراعِه القُدُّوسة” (مز 98[97]: 1)، لأنّ كل ما كان متوقّعًا قد تمّ. لأنّني أحبّكم، قد نزلت إلى هنا، وذهبت إلى كلّ الأمكنة من أجل خيركم ومن أجل أن تستقبلوني. ولأنّني أحبّكم أصعد إلى السماء، لكي أحضّر لكم المكان حيث سأكون معكم، لأنّ “في بَيتِ أَبي مَنازِلُ كثيرة ولَو لم تَكُنْ، أَتُراني قُلتُ لَكم إِنِّي ذاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مُقاماً؟” (يو 14: 2)… سأحضّر لكم بيتًا هناك وسآخذكم وما من أحد يفصلني عنكم: أنا معكم وليس مَن يقوم ضدكم.
