stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 24 أبريل – نيسان 2020 “

668views

يوم الجمعة الثاني من زمن القيامة
مار سابا القائد والشهيد

رسالة القدّيس بطرس الأولى 10-1:2

يا إخوَتِي، إِطْرَحُوا عَنْكُم كُلَّ شَرٍّ، وكُلَّ غِشّ، ورِيَاء، وحَسَد، وكُلَّ نَمِيمَة.
وكأَطْفَالٍ مَولُودِينَ حَدِيثًا، تُوقُوا إِلى اللَّبَنِ الرُّوحِيِّ الصَّافِي، لِكَي تَنْمُوا بِهِ لِلخَلاص،
هذَا إِنْ ذُقْتُمْ أَنَّ الرَّبَّ طَيِّبٌ، كَمَا يَقُولُ الكِتَاب.
وَبِمَا أَنَّكُم قَدِ ٱقْتَرَبْتُم مِنهُ، هُوَ الحَجَرُ الحَيُّ المَرذُولُ عِنْدَ النَّاس، وأَمَّا عِندَ اللهِ فهُوَ المُخْتَارُ الكرِيم،
فَكُونوا أَنْتُم أَيضًا مَبْنِيِّين، كَحِجَارَةٍ حَيَّة، بَيتًا رُوحِيًّا، لِتَصِيرُوا جَمَاعةً كَهَنُوتِيَّةً مُقَدَّسَة، فَتُقَرِّبُوا ذَبَائِحَ روحِيَّةً مَرْضِيَّةً للهِ بيَسُوعَ المَسِيح.
لِذلِكَ وَرَدَ في الكِتَاب: «هَا إِنِّي أَضَعُ في صِهْيُونَ حَجَرَ زاوِيَةٍ مُخْتَارًا كَرِيْمًا، وَالمُؤْمِنُ بهِ لا يُخْزَى».
فَالكَرَامَةُ إِذًا لَكُم، أَيُّهَا الْمُؤْمِنُون. أَمَّا لِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ «فَإِنَّ الحَجَرَ الَّذي رذَلَهُ البنَّاؤُونَ هُوَ صَارَ رأْسًا لِلزَّاوِيَة،
وحَجَرَ عَثْرةٍ وصَخْرَةَ شَكّ». وهُم يَعْثُرُون، لأَنَّهُم يَعْصُونَ الكَلِمَة. وهذَا هُوَ مَصِيرُهُم!
أَمَّا أَنْتُم فَإِنَّكم ذُرِّيَّةٌ مُخْتَارَة، وكَهَنُوتٌ مُلُوكِيّ، وأُمَّةٌ مُقَدَّسَة، وشَعْبٌ مُقْتَنَى، لِتُخْبِرُوا بِأَفْضَالِ مَنْ دَعَاكُم مِنَ الظُّلْمَةِ إِلى نُورِهِ العَجِيب،
أَنتُمُ الَّذِينَ لَمْ تَكُونُوا مِن قَبْلُ شَعْبًا، أَمَّا الآنَ فأَنْتُم شَعْبُ الله، ولَمْ تَكُونُوا مَرحُومِين، أَمَّا الآنَ فأَنْتُم مَرْحُومُون.

إنجيل القدّيس يوحنّا 25-13:2

قَرُبَ فِصْحُ اليَهُود، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلى أُورَشَلِيم.
ووَجَدَ في الهَيْكَلِ بَاعَةَ البَقَرِ والغَنَمِ والحَمَام، والصَّيَارِفَةَ جَالِسِين.
فَجَدَلَ سَوطًا مِنْ حِبَال، وطَرَدَ الجَمِيعَ مِنَ الهَيْكَل، طَرَدَ الغَنَمَ والبَقَرَ، وبَعْثَرَ نُقُودَ الصَّيَارِفَة، وقَلَبَ طَاوِلاتِهِم.
وقَالَ لِبَاعَةِ الحَمَام: «إِرْفَعُوا هذَا الحَمَامَ مِنْ هُنَا، ولا تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتًا لِلتِّجَارَة».
فَتَذَكَّرَ تَلامِيذُهُ أَنَّهُ جَاءَ في الكِتَاب: «أَلْغيَرَةُ على بَيْتِكَ سَتَأْكُلُنِي!».
أَجَابَ اليَهُودُ وقَالُوا لِيَسُوع: «أَيَّ آيَةٍ تُرِينَا وأَنْتَ تَفْعَلُ هذَا؟».
أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «إِهْدِمُوا هذَا الهَيْكَل، وأَنَا أُقِيمُهُ في ثَلاثَةِ أَيَّام».
فَقَالَ اليَهُود: «بُنِيَ هذَا الهَيْكَلُ في سِتٍّ وأَرْبَعِينَ سَنَة، وتُقِيمُهُ أَنْتَ في ثَلاثَةِ أَيَّام؟».
أَمَّا هُوَ فَكَانَ يَتَكَلَّمُ عَلى هَيْكَلِ جَسَدِهِ.
ولَمَّا قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، تَذَكَّرَ تَلامِيذُهُ كَلامَهُ ذَاك، فَآمَنُوا بِٱلكِتَاب، وبِٱلكَلِمَةِ الَّتِي قَالَهَا يَسُوع.
وبَيْنَمَا كَانَ يَسُوعُ في أُورَشَلِيم، في عِيدِ الفِصْح، آمَنَ بِٱسْمِهِ كَثِيرُون، لأَنَّهُم رَأَوا ٱلآيَاتِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا.
أَمَّا هُوَ فَمَا كَانَ يَأْمَنُ عَلى نَفْسِهِ مِنْهُم، لأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُهُم جَميعًا.
ولا يُعْوِزُهُ شَاهِدٌ عَلى الإِنْسَان، لأَنَّهُ عَليمٌ بِمَا في الإِنْسَان .

التعليق الكتابي :

الكاردينال شارل جورنيه (1891 – 1975)، لاهوتيّ
محاضرات ألقيت في جنيف (سويسرا) من سنة 1972 حتّى سنة 1974 حول إنجيل القدّيس يوحنّا

« مَكتوبٌ: سَيَكونُ بَيتي بَيتَ صَلاة، وأَنتُم جَعلتُموهُ مَغارَةَ لُصوص ! » (لو 19: 46)

إنّ الهيكل الذي اختاره الله لنفسه هو أوّلاً شعب إسرائيل هذا؛ ويمثّله بناء الهيكل الذي أنجزه داود حتّى يكون بيتًا لله في هذا الشعب الصغير، ولا يكون في الخيمة كما كان من قبل، وقد مثّل الهيكل مكانًا للسكَن الإلهيّ حيث اجتمع الشعب معًا للتضرّع إلى الله. وبعد ذلك، في وقت معيَّن، لم يعد هذا الشعب هو الذي يمثّل الله ويكون مسكنه، بل صار الرّب يسوع بدلاً منه؛ هو الذي صار الهيكل، لكن بمعنى غير مُدرَك. في أوان التجسّد، الكلمة صار جسدًا، وأتى ليسكن في إنسانيّة المخلِّص المقدَّسة بقوّة لا تصدَّق للأزمنة الماضية، وإنّه هو الذي أصبح الهيكل الحقيقيّ الذي فيه تجب العبادة. العبادة بالحقّ تعني عبادة الله الحاضر في إنسانيّة المخلِّص يسوع.

حتّى ذلك الحين، كانت هناك عبادة شرعيّة، عبادة الخلاص الآتي من اليهود، ولكنّها كانت تتطوّر. الآن وعد العهد القديم يؤدّي إلى الرّب يسوع، والعهد القديم كلّه يؤدّي إلى الرّب يسوع، إلى الكلمة الّذي صار جسدًا، والعبادة الحقيقيّة تصبح – لا غير متجسّدة -إنّما عبادة الرّب يسوع، الكلمة الذي صار جسدًا. “تَأتي ساعةٌ – وقد حَضَرتِ الآن – فيها العِبادُ الصادِقون يَعبُدونَ الآبَ بِالرُّوحِ والحَقّ” (يو 4: 23)، أي في المعبد الذي هواختاره لنفسه بتجسّده. هذا مهمّ، فهي ليست عبادة غير متجسّدة؛ سيقول الإنجيليّ لاحقًا: “والحَياةُ الأَبدِيَّة هي أَن يَعرِفوكَ أَنت الإِلهَ الحَقَّ وحدَكَ ويَعرِفوا الَّذي أَرسَلتَه يَسوعَ المَسيح” (يو 17: 3). إنّها عبادة الله في المسيح يسوع، الكلمة المتجسِّد. لن يكون جبل كورازيم أو جبل أورشليم، بل سيكون جسد الكلمة هو مكان عبادتنا. وهو لدينا الآن في الإفخارستيا؛ في القربان المقدَّس، في عبادة القربان المقدَّس، هذا هو مكان عبادتنا حيث تتّصل الأرض بالسماء.