القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 5 مايو – أيار 2020 “
الثلاثاء الرابع من زمن القيامة
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي 12-1:2
يا إخوَتِي، أَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعْلَمُونَ، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنَّ دُخُولَنَا إِلَيْكُم لَمْ يَكُنْ باطِلاً.
ولكِنْ، كَمَا تَعلَمُون، بَعْدَ أَنْ تَأَلَّمْنَا وشُتِمْنَا في فِيلِبِّي، تَجَرَّأْنَا بإِلهِنَا أَنْ نُكَلِّمَكُم بإِنْجِيلِ الله، في جِهَادٍ كَثِير.
ولَمْ يَكُنْ وَعْظُنَا عَنْ ضَلال، ولا عَنْ نَجَاسَة، ولا بِمَكْر،
بَلْ كَمَا ٱخْتَبَرَنَا اللهُ فَأَمَّنَنَا على الإِنْجِيل، هكَذَا نَتَكَلَّم، لا إِرْضَاءً لِلنَّاسِ بَلْ للهِ الَّذي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا.
فَإِنَّنا ولا مَرَّةً أَتَيْنَاكُم بِكَلِمَةِ تَمَلُّق، كَمَا تَعْلَمُون، ولا بِدَافِعِ طَمَع، واللهُ شَاهِد،
ولا طَلَبْنَا مَجْدًا مِنْ بَشَر، لا مِنْكُم ولا مِنْ غَيرِكُم،
معَ أَنَّنَا قادِرُونَ أَنْ نَكُونَ ذَوِي وَقَار، كَرُسُلٍ لِلمَسِيح، لكِنَّنَا صِرْنَا بَيْنَكُم ذَوِي لُطْف، كَمُرْضِعٍ تَحْتَضِنُ أَوْلادَهَا.
وهكَذَا فَإِنَّنَا مِنْ شِدَّةِ الحَنِينِ إِلَيْكُم، نَرْتَضِي أَنْ نُعْطِيَكُم لا إِنْجِيلَ اللهِ وحَسْب، بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضًا، لأَنَّكُم صِرْتُم لَنَا أَحِبَّاء.
وإِنَّكُم تَتَذكَّرُون، أَيُّهَا الإِخْوَة، تَعَبَنَا وكَدَّنَا: فَلَقَد بَشَّرْنَاكُم بِإِنْجيلِ الله، ونَحْنُ نَعْمَلُ لَيْلَ نَهَار، لِئَلاَّ نُثَقِّلَ عَلى أَحَدٍ مِنْكُم.
أَنْتُم شُهُود، واللهُ شَاهِد، كَيْفَ كُنَّا مَعَكُم، أَنْتُمُ ٱلمُؤْمِنِين، في نَقَاوَةٍ وبِرٍّ وبِغَيرِ لَوم،
نُعامِلُ كُلاًّ مِنْكُم، كَمَا تَعْلَمُون، مُعَامَلَةَ ٱلأَبِ لأَوْلادِهِ.
وكُنَّا نُنَاشِدُكُم، ونُشَجِّعُكُم، ونَحُثُّكُم على أَنْ تَسْلُكُوا مَسْلَكًا يَلِيقُ بالله، الَّذي يَدْعُوكُم إِلى مَلَكُوتِهِ ومَجْدِهِ.
إنجيل القدّيس لوقا 25-22:8
في أَحَدِ الأَيَّامِ رَكِبَ يَسُوعُ سَفِينَةً هُوَ وَتَلامِيذُهُ، وَقَالَ لَهُم: «لِنَعْبُرْ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى مِنَ البُحَيْرَة». فَأَقْلَعُوا.
وَفِيما هُمْ مُبْحِرُون، نَامَ يَسُوع. وَهَبَّتْ عَاصِفَةُ رِيحٍ عَلى البُحَيْرَة، وَكادَتِ المِيَاهُ تَغْمُرُهُم، وَصَارُوا في خَطَر.
فَدَنَا التَّلامِيذُ مِنْ يَسُوعَ وَأَيْقَظُوهُ قَائِلين: «يَا مُعَلِّم، يَا مُعَلِّم،نَحْنُ نَهْلِك!». فَٱسْتَيْقَظَ يَسُوع، وَزَجَرَ الرِّيحَ وَالأَمْواجَ فَسَكنَتْ، وَحَدَثَ هُدُوء.
ثُمَّ قَالَ لَهُم: «أَيْنَ إِيْمَانُكُم؟». فَخَافُوا وَتَعَجَّبُوا، وَقالَ بَعْضُهُم لِبَعْض: «فَمَنْ هُوَ هذَا، حَتَّى يَأْمُرَ الرِّيَاحَ نَفْسَهَا وَالمِيَاهَ فَتُطيعَهُ؟».
التعليق الكتابي :
القدّيس كيرِلُّس (313 – 350)، بطريرك أورشليم وملفان الكنيسة
عظات حول العماد
« مَنْ تُرى هذا حتَّى الرِّياحُ والأَمواجُ يَأمُرُها فتُطيعُه ! » (لو 8: 25)
إن أراد أحدٌ أن يكرّم الله، فليسجُدْ لابنه. إذ إنه، من دون هذا السّجود للابن، لا يقبل الآب أن يُعبَد. فَمِن أعلى السّماوات أسْمَعَ الآبُ كلماته: “هذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنه رَضِيت” (مت 3: 17) إن الآب يجد رضاه وسروره في الابن؛ فإذا لم تجِد سرورك أنت فيه فلن تكون لك الحياة… فبعد أن تعترف بأن هناك إلهٌ واحدٌ اعترف بأنّ هناك ابن الله الوحيد؛ آمن “بربٍّ واحدٍ يسوع المسيح” (قانون الإيمان). نقول “واحد” لأنّه وحده الابن رغم أن لديه عدة اسماء…
“وهو الَّذي يُقالُ له المسيح” (مت 1: 16)، هو الرّب يسوع المسيح الّذي لم تمسحه أيدٍ بشريّة لكنّ الآب مسحَه منذ الأزل لكي يمارس نيابةً عن البشر ومن أجلهم الكهنوت الأعظم… إنّه يُدعى أيضاً “ابن الإِنسان” (مت 24: 30) ليس لأنّ جذوره من الأرض، كما كلّ واحد منّا، إنّما لأنّ جميعُ قبائِلِ الأَرض، سوف يأتي “على غَمامِ السَّماء في تَمامِ العِزَّةِ والجَلال” (مت 24: 30) ليدين الأحياء والأموات. ويُدعى أيضاً “الـمَسيحُ الرَّبّ” (لو 2: 11) ليس بشكل غير صحيح كما هو حال أرباب هذا العالم، إنّما عن حقٍّ وجدارة لأن الملك له بطبيعته منذ الأزل. لقد دعي باسم “يسوع” عن قصدٍ أكيد “لأَنَّه هوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعبَه مِن خَطاياهم” (مت 1: 21). وقد دعي “ابنًا” ليس لأن تَبَنٍّ ما قد رفعه وأعطاه هذا الاسم إنّما لأنّه مولود من الآبِ بحسب الطبيعة الإلهيّة.
هناك تسميات أخرى كثيرة لمُخلّصنا… ومن أجل صالحنا يُظهِرُ الرّب يسوع نفسه تحت عدّة أشكال. فهو جعل نفسه “كرمة” (يو 15: 1) لِمَن يحتاجون الفرح؛ وجعل من نفسه “الباب” (يو 10: 7) للّذين يريدون الدّخول؛ ومن أجل مَن يريدون تقدمة صلواتهم جعل من نفسه “عَظيمَ الكَهَنَةِ” (عب 7: 26) “والوَسيطَ الوحيد بَينَ اللهِ والنَّاسِ” (1تم 2: 5)؛ كما جعل نفسه “كخَروفٍ سِيقَ إِلى الذَّبح وكحَمَلٍ صامِتٍ بَينَ يَدَي مَن يَجُزُّه هكذا لا يَفتَحُ فاه” (أع 8: 32) وذلك من أجل الخطأة لكي يُضحّى به عنهم. لقد صار “لِلنَّاسِ كُلِّهِم كُلَّ شَيء” (1كور 9: 22) من دون أن يعتريه أيّ تغيير عمّا هو عليه في طبيعته.