stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 27 يوليو – تموز 2020 “

575views

الاثنين التاسع من زمن العنصرة
مار بنديلايمون أو أسيا الشهيد (305)

سفر أعمال الرسل 28-18:18

يا إِخْوَتِي : بَقِيَ بُولُسُ في قُورِنْتُسَ أَيَّامًا عَدِيدَة، ثُمَّ وَدَّعَ ٱلإِخْوَة، وأَبْحَرَ إِلى سُورِيَّا، ومَعَهُ بِرِسْقِلَّةُ وأَكِيلا، وكَانَ قَدْ حَلَقَ رَأْسَهُ في قَنْخَرِيَّة، لِنَذْرٍ كَانَ عَلَيْه.
ولَمَّا وَصَلُوا إِلى أَفَسُس، تَرَكَهُمَا بُولُس، ودَخَلَ ٱلمَجْمَع، فَجَادَلَ ٱليَهُود.
وسَأَلُوهُ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَهُم مُدَّةً أَطْوَل، فَلَمْ يُوافِقْ،
ولكِنَّهُ وَدَّعَهُم قائِلاً: «سَأَعُودُ إِلَيْكُم ثَانِيَةً، إِنْ شَاءَ ٱلله». ثُمَّ غَادَرَ أَفَسُس.
ونَزَلَ إِلى قَيصَرِيَّة، ومِنْهَا صَعِدَ إِلى أُورَشَليم، وسَلَّمَ عَلى ٱلكَنِيسَة، ثُمَّ نَزَلَ إِلى أَنْطَاكِيَة.
وبَعْدَما قَضَى فيهَا مُدَّةً، خَرَجَ وَٱجْتَازَ عَلى ٱلتَّوَالي في بِلادِ غَلاطِيَةَ وَفِرِيْجِيَة، وهُوَ يُشَدِّدُ ٱلتَّلامِيذَ جَميعًا.
وقَدِمَ إِلى أَفَسُسَ يَهُودِيٌّ إِسْكَنْدَرِيُّ ٱلأَصْل، ٱسْمُهُ أَبُلُّوس، فَصيحُ ٱللِّسَان، قَديرٌ في شَرْحِ ٱلكُتُبِ ٱلمُقَدَّسَة.
وكانَ قَدْ تَعَلَّمَ طَريقَ ٱلرَّبّ، وأَخَذَ يَتَكَلَّمُ بِرُوحٍ مُتَّقِد، ويُعَلِّمُ مَا يَخْتَصُّ بِيَسُوعَ تَعْليمًا دَقيقًا، ولكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ إِلاَّ مَعْمُودِيَّةَ يُوحَنَّا.
وبَدَأَ يَتَكَلَّمُ بِجُرْأَةٍ في ٱلمَجْمَع. وَسَمِعَتْهُ بِرِسْقِلَّةُ وأَكِيلا فأَخَذَاهُ إِلَيْهِمَا، وشَرَحَا لَهُ طَريقَ ٱللهِ شَرْحًا أَدَقّ.
وعَزَمَ أَنْ يَجْتَازَ إِلى أَخائِيَة، فَشَجَّعَهُ ٱلإِخْوَةُ وكَتَبُوا إِلى ٱلتَّلامِيذِ لِيَسْتَقْبِلُوه. ولَمَّا وَصَلَ إِلَيْها سَاعَدَ المُؤْمِنينَ مُسَاعَدَةً كَبيرَةً بِمَا أُوتِيَ مِنْ نِعْمَة؛
فقَدْ كَانَ يُفْحِمُ ٱليَهُودَ عَلانِيَةً بِقُوَّةِ حُجَجِهِ، مُبَيِّنًا مِنَ ٱلكُتُبِ ٱلمُقَدَّسَةِ أَنَّ ٱلمَسِيحَ هُوَ يَسُوع.

إنجيل القدّيس لوقا 36-33:11

قالَ الربُّ يَسوعُ: «لا أَحَدَ يَشْعَلُ سِرَاجًا، وَيَضَعُهُ في مَكانٍ مَخْفِيّ، وَلا تَحْتَ المِكْيَال، بَلْ عَلَى المنَارَة، لِيَرَى الدَّاخِلُونَ النُّور.
سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَين. عِنْدَمَا تَكُونُ عَيْنُكَ سَلِيمَة، يَكُونُ جَسَدُكَ أَيْضًا كُلُّهُ نَيِّرًا. وَإِنْ كَانَتْ سَقِيمَة، فَجَسَدُكَ أَيْضًا يَكُونُ مُظْلِمًا.
تَنَبَّهْ إِذًا لِئَلاَّ يَكُونَ النُّورُ الَّذي فِيكَ ظَلامًا.
إِذاً، إِنْ كانَ جَسَدُكَ كَلُّهُ نَيِّرًا، وَلَيْسَ فِيهِ جِزْءٌ مُظْلِم، يِكُونُ كُلُّهُ نَيِّرًا، كَمَا لَوْ أَنَّ السِّراجَ بِضَوئِهِ يُنيرُ لَكَ».

التعليق الكتابي :

القدّيس يوحنّا كاسيان (360 – 435)، مؤسّس دير في مرسيليا

Institutions « Sur les huit pensées de malice » n° 2,2-3; 2,16-17 (Philocalie des Pères neptiques, Tome I ; trad. J. Touraille, Éd. DDB-Lattès 1995)

التمييز هو سراج النفس

إنّ التمييز هو، في الواقع، مثل عين النفس وسراجها، على حدّ تعبير الإنجيل: “سِراجُ الجَسَدِ هو العَين. فإِن كانَت عَينُكَ سَليمة، كانَ جَسدُكَ كُلُّه نَيِّراً وإِن كانت عَينُكَ مَريضة، كانَ جَسدُكَ كُلُّه مُظلِماً. فإِذا كانَ النُّورُ الَّذي فيكَ ظَلاماً، فَيا لَه مِن ظَلام!” (مت 6: 22 – 23). يفحص التمييز كلّ أفكار وأفعال الإنسان، ويرفض ويشتّت كلّ ما هو سيّئ وغير مَرضيّ لله، وبذلك يحفظ من الضياع. (…)

والتمييز أيضًا هو ما يسمّيه بولس الرَّسول “الشمس” عندما قال: “لا تَغرُبَنَّ الشَّمْسُ على غَيظِكم” (أف 4: 26). نحن نعتبره أيضًا كدفّة حياتنا، وفقًا لما هو مكتوب: “بِفِقْدانِ السِّياسَةِ (أي القيادة) يَسقطُ الشَّعْب” (راجع أم 11: 14). في التمييز تكمن الحكمة، وفيه الذكاء والحُكم، اللّذَين من دونهما لا يمكننا بناء بيتنا الداخليّ ولا جمع الغنى الروحيّ، بحسب الكلمة: “بِالْحِكْمَةِ يُبْنَى الْبَيْتُ وَبِالْفطنة يُثَبَّتُ، وبِالعلِمَ تَمتَلِئ الأَهْراء مِن كلِّ مالٍ نَفيسٍ شَهِيّ”(راجع أم 24: 3-4). هي (أي الحكمة) “الطَّعامَ القَوِيَّ لِلرَّاشِدين، لأَولئِكَ الَّذينَ بِالتَّدَرُّبِ رُوِّضَت بَصائِرُهم على التَمْييزِ بَينَ الخَيرِ والشَّرّ” (راجع عب 5 : 14). تُظهر جميع هذه النصوص بوضوح أنّه من دون موهبة التمييز، لا يمكن لفضيلة أن تترسّخ أو تبقى ثابتة حتّى النهاية، لأنّ التمييز هو الذي يُوَلِّد ويحفظ كلّ الفضائل. (…)

لذلك دعونا نسعى بكلّ قوّتنا وكلّ حماستنا لنكتسب موهبة التمييز الّذي بإمكانه أن يحفظنا سالِمين من الإفراطَين المضادَّين. في الواقع، كما يقول الآباء، فإنّ الإفراطات في اتّجاه أو في آخَر هي أيضًا ضارّة. (…) من خلال هذه التعاليم وغيرها الكثير، ملأنا الآباء بالفرح، فاستطعنا أن نمجّد الربّ الذي يمنح هكذا حكمة لِمَن يخافونه. له الكرامة والقوّة على مدى الأجيال. آمين.