stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 19 أغسطس – آب 2020 “

658views

الأربعاء الثاني عشر من زمن العنصرة
القدّيس لوقا البعلبكيّ الشهيد

سفر أعمال الرسل 10-1:28

يا إِخوَتِي : لَمَّا نَجَوْنَا، عَرَفْنَا أَنَّ ٱلجَزِيرَةَ تُدْعَى مَالطَة.
وأَظْهَرَ لَنَا أَهَالي ٱلجَزِيرَةِ عِنَايَةً إِنْسَانِيَّةً نَادِرَة، فَأَضْرَمُوا نَارًا وَدَعَوْنَا جَمِيعًا لِنَسْتَدْفِئ، لِشِدَّةِ مَا أَصَابَنَا مِنَ ٱلمَطَرِ وَٱلبَرْد.
وجَمَعَ بُولُسُ حِزْمَةً مِنَ ٱلحَطَب، وأَلْقَاهَا في ٱلنَّار، وَمِنْ شِدَّةِ ٱلحَرَارَةِ نَشَبَتْ أَفْعَى، وتَعَلَّقَتْ بِيَدِهِ.
ولَمَّا رأَى ٱلأَهَالي ٱلحَيَّةَ عَالِقَةً بِيَدِهِ، قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُم: «لا شَكَّ في أَنَّ هذَا ٱلرَّجُلَ قَاتِل، فقَدْ نَجَى مِنَ ٱلبَحْر، ومَا تَرَكَهُ ٱلعَدْلُ ٱلإِلهِيُّ يَحْيَا!».
فَنَفَضَ بُولُسُ ٱلحَيَّةَ في ٱلنَّار، ولَمْ يَمَسَّهُ أَيُّ أَذَى.
أَمَّا هُم فكَانُوا يَنْتَظِرُونَ أَنْ يَتَوَرَّمَ جِسْمُهُ، أَو أَنْ يَقَعَ فَجْأَةً مَيْتًا. ولَمَّا ٱنْتَظَرُوا طَوِيلاً ورَأَوا أَنَّهُ مَا أُصِيبَ بِسُوء، تبَدَّلَ رَأْيُهُم وأَخَذُوا يَقُولُون: «إِنَّهُ إِله!».
وكَانَ في جِوارِ ذلِكَ ٱلمَكَانِ مَزْرَعَةٌ لِبُبْلِيُوسَ حَاكِمِ ٱلجَزِيرَة، فَٱسْتَقْبَلَنَا وأَضَافَنَا كأَصْدِقَاءَ لَهُ مُدَّةَ ثَلاثَةِ أَيَّام.
وكَانَ وَالِدُ بُبْلِيُوسَ طَريحَ ٱلفِرَاش، مُصَابًا بِحُمَّى وإِسْهَالٍ شَدِيد. فَدَخَلَ بُولُسُ إِلَيْه، وصَلَّى، ووَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْه، فَشَفَاه.
وعَلى أَثَرِ ذلِكَ، أَخَذَ جَمِيعُ ٱلَّذِينَ بِهِم أَمْرَاضٌ في ٱلجَزِيرَةِ يأْتُونَ إِلَيْه، فيُشْفَوْن.
فأَكْرَمُونَا كُلَّ ٱلإِكْرَام. ولَدَى إِقْلاعِنَا، زَوَّدُونَا بِمَا نَحْتَاجُ إِلَيْه.

إنجيل القدّيس لوقا 9-6:13

قالَ الربُّ يَسوعُ هذَا المَثَل: «كَانَ لِرَجُلٍ تِينَةٌ مَغْرُوسَةٌ في كَرْمِهِ، وَجَاءَ يَطْلُبُ فيهَا ثَمَرًا فَلَمْ يَجِدْ.
فقالَ لِلكَرَّام: هَا إِنِّي مُنْذُ ثَلاثِ سِنِين، آتي وَأَطْلُبُ ثَمَرًا في هذِهِ التِّينَةِ وَلا أَجِد، فٱقْطَعْهَا! لِمَاذَا تُعَطِّلُ الأَرْض؟
فَأَجابَ وَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّد، دَعْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا، حَتَّى أَنْكُشَ حَوْلَهَا، وَأُلْقِيَ سَمَادًا،
لَعَلَّها تُثْمِرُ في السَّنَةِ القَادِمَة، وَإِلاَّ فَتَقْطَعُها!».

التعليق الكتابي :

القدّيس قِبريانُس (نحو 200 – 258)، أسقف قرطاجة وشهيد
فوائد الصبر، 7

« فَلرَّبما تُثمِرُ في العامِ المُقبِل وإِلاَّ فتَقطَعُها » : الاقتداء بصبر الله

أيّها الأخوة الأحبّاء، لم يكتفِ يسوع المسيح، إلهنا وربّنا، بتعليم الصبر من خلال الكلمات؛ لقد بيّنه أيضًا بأفعاله… ففي وقت الآلام والصليب، كم سمع من التهكّم المهين بصبر، وكم من السخرية الجارحة احتمل؛ بُصِق عليه هو الذي بلعابه فتح عينيّ الأعمى (راجع يو 9: 6)…؛ كُلِّلَ بالشوك وهو الذي يكلِّلُ الشهداء بورود أبديّة؛ صُفِع على وجهه براحة اليد وهو الذي بيده يعطي الوسام الحقيقي للمنتصرين؛ عُرّي من ثيابه هو الذي يكسو الآخرين بالخلود، سُقي خلاًّ ومرًّا وهو الذي يعطي الطعام السماوي والشراب من كأس الخلاص. هو البريء، هو العادل، بل بالأحرى هو البراءة والعدل ذاتهما، وُضِع في صفوف المجرمين؛ شهادات زور طغت على الحقيقة؛ وتمَّت محاكمة مَن له أن يحاكِم؛ كلمة الله سيق إلى الذبح بدون أن يتفوّه بكلمة. ففي الوقت الذي احتجبت الكواكب واضطربت العناصر واهتزّت الأرض… لم يتكلّم ولم يتحرّك ولم يكشف عن جلاله. احتمل كلّ شيء حتّى النهاية بثبات لا يكلّ لكي يجد الصبر المثالي الذي لا عيب فيه كماله في الرّب يسوع المسيح.

بعد ذلك كلّه، ها هو يستقبل مَن قتلوه إذا تابوا وعادوا إليه؛ والفضل يعود إلى صبره…، لا يغلق باب كنيسته أمام أي شخص: أخصامه والمجدّفين وأعداء اسمه الأبديّين، لا يعطيهم غفرانه إذا تابوا عن خطاياهم وحسب، إنّما يكافئهم أيضًا بملكوت السماوات. هل هناك من صبر أعظم من ذلك، ومن عطف أكبر من هذا؟ إنّ الذي سفك دم الرّب يسوع المسيح هو بنفسه يحيا بدمه. هذا هو مدى صبر الرّب يسوع المسيح الذي لو لم يكن بهذه السعة لما كان القدّيس بولس في الكنيسة.