stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 26 أغسطس – آب 2020 “

358views

الأربعاء الثالث عشر من زمن العنصرة

رسالة القدّيس يوحنّا الأولى 20-12:2

يا إِخوَتِي : أَكْتُبُ إِلَيْكُم، أَيُّهَا الأَبْنَاء، لأَنَّ خطايَاكُم غُفِرَتْ لَكُم مِنْ أَجْلِ ٱسْمِ المَسِيح.
أَكْتُبُ إِلَيْكُم، أَيُّهَا الآبَاء، لأَنَّكُم عَرَفْتُمُ الَّذي هُوَ مُنْذُ البَدْء. أَكْتُبُ إِلَيكُم، أَيُّهَا الشُّبَّان، لأَنَّكُم غَلَبْتُمُ الشِّرِّير.
كَتَبْتُ إِلَيكُم، أَيُّها الأَبْنَاء، لأَنَّكُم عَرَفْتُمُ الآب. كتَبْتُ إِلَيْكُم، أَيُّهَا الآبَاء، لأَنَّكُم عَرَفْتُمُ الَّذي هُوَ مُنْذُ البَدْء. كَتَبْتُ إِلَيكُم، أَيُّهَا الشُّبَّان، لأَنَّكُم أَقْوِيَاء، ولأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ ثَابِتَةٌ فِيكُم، وقَدْ غَلَبْتُمُ الشِّرِّير.
لا تُحِبُّوا العَالَمَ ولا مَا في العَالَم. إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُحِبُّ العَالَم، فلا تَكُونُ فِيهِ مَحَبَّةُ الآب؛
لأَنَّ كُلَّ مَا في العَالَمِ مِن شَهْوَةِ الجَسَد، وشَهْوَةِ العَين، وكِبْرِياءِ الغِنَى، لَيْسَ هُوَ مِنَ الآبِ بَلْ هُوَ مِنَ العَالَم.
فإِنَّ العَالَمَ وشَهْوَتَهُ يَزُولان، أَمَّا مَنْ يَعْمَلُ بِمَشِيئَةِ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلى الأَبَد.
أَيُّهَا الأَبْنَاء، إِنَّهَا السَّاعَةُ الأَخِيرَة. لقَدْ سَمِعْتُم أَنَّ مَسِيحًا دَجَّالاً سَيَأْتِي، وقَدْ أَتَى الآنَ مُسَحَاءُ دَجَّالُونَ كَثِيرُون، فَمِنْ هذَا نَعْرِفُ أَنَّهَا السَّاعَةُ الأَخِيرَة.
إِنَّهُم خَرَجُوا مِنْ بَيْنِنَا، لكِنَّهُم مَا كَانُوا مِنَّا، فلَو كَانُوا مِنَّا، لَكَانُوا ثَبَتُوا مَعَنَا. لكِنَّهُم خَرَجُوا لِيَتَبَيَّنَ أَنَّهُم جَمِيعَهُم لَيسُوا مِنَّا.
أَمَّا أَنْتُم فَلَكُم مَسْحَةٌ مِنَ القُدُّوس، وجَمِيعُكُم تَعْرِفُون ذلِكَ.

إنجيل القدّيس لوقا 11-7:14

لاحَظَ يَسُوعُ كَيْفَ كَانَ المَدْعُووُّنَ يَخْتَارُونَ المَقَاعِدَ الأُولى، فَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل:
«إِذَا دَعَاكَ أَحَدٌ إِلى وَلِيمَةِ عُرْس، فَلا تَجْلِسْ في المَقْعَدِ الأَوَّل، لَرُبَّما يَكُونُ قَدْ دَعَا مَنْ هُوَ أَعْظَمُ مِنْكَ قَدْرًا،
فَيَأْتي الَّذي دَعَاكَ وَدَعَاهُ وَيَقُولُ لَكَ: أَعْطِهِ مَكَانَكَ! فَحِينَئِذٍ تُضْطَرُّ خَجِلاً إِلى الجُلُوسِ في آخِرِ مَقْعَد!
ولكِنْ إِذَا دُعِيتَ فٱذْهَبْ وٱجْلِسْ في آخِرِ مَقْعَد، حَتَّى إِذَا جَاءَ الَّذي دَعَاكَ يَقُولُ لَكَ: يا صَدِيقي، تَقَدَّمْ إِلى أَعْلَى! حِينَئِذٍ يَعْظُمُ شَأْنُكَ فِي عَيْنِ الجَالِسِينَ مَعَكَ.
لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع.»

التعليق الكتابي :

القدّيس فرنسيس دي سال (1567 – 1622)، أسقف جنيف وملفان الكنيسة

الحديث الخامس

« فمَن رفَعَ نَفْسَه وُضِع، ومَن وَضَعَ نَفْسَه رُفِع »

لا يقتصر التواضع على تحدي الذات، إنما يشتمل أيضًا على الثقة بالله؛ فتحدي الذات وقوانا الذاتية يولد ثقة بالله، ومن هذه الثقة يولد كرم النفس. وفي هذا الإطار، شكلت القديسة العذراء مريم مثالًا ساطعًا حين تلفظت بهذه الكلمات: “أنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ” (لو 1: 38). برهنت مريم بقولها إنها أمة الرب عن أكبر وأسمى عمل تواضع يمكن لأحد القيام به، خاصة وأنها ردت بهذه الكلمات على التسابيح التي أغدقها عليها الملاك- أنها سوف تصبح أم الله، وأن الولد الذي سوف يخرج من أحشائها سوف يُدعى ابن الله العظيم، وهو أكبر شرف يمكن تخيله- هي بذلك تظهر دونيتها وعدم استحقاقها في وجه كلّ المدائح بقولها إنّها أمة الرب. ولكن يجدر بنا أن نلحظ أنها قدمت واجب التواضع حالًا إذا اظهرت الكرم الأسمى حين قالت “فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ”.

وبذلك أرادت القول: صحيح أنني غير مستحقة بأي شكل من الأشكال لهذه النعمة، بالنظر إلى ما أنا عليه، ولكن بما أن ما هو صالح فيّ هو من الله وما تخبرني به هو رغبته القدوسة، أعتقد أن ذلك ممكن وسوف يحصل؛ ومن دون أن يراودها الشك، قالت: ” فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ”.