stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 27 أغسطس – أب 2019 )

671views

الثلاثاء الثاني عشر من زمن العنصرة

مار بيمين الناسك والمعترف

 

سفر أعمال الرسل 44-39.37-33.27:27

يا إِخوَتِي : في ٱللَّيْلَةِ ٱلرَّابِعَةَ عَشْرَة، نَحْوَ مُنْتَصَفِ ٱللَّيْل ، وٱلرِّيَاحُ تَحْمِلُنَا في بَحْرِ أَدْرِيَا على غَيرِ هُدَى، أَحَسَّ ٱلبَحَّارَةُ أَنَّهُم يَقْتَرِبُونَ مِنَ ٱلبَرّ.
وكَانَ بُولُسُ يَحُثُّهُم جَمِيعًا، حتَّى طُلُوعِ ٱلنَّهَار، عَلى تَناوُلِ ٱلطَّعَامِ قائِلاً: «هَا إِنَّ لَكُمُ ٱليَومَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَومًا، وأَنتُم مُنْتَظِرُون، تُواصِلُونَ ٱلصَّومَ ولا تتَنَاولُونَ شَيْئًا!
فَأَسْأَلُكُم أَنْ تتَنَاوَلُوا طَعَامًا، لأَنَّ ذَلِكَ يَؤُولُ بِكُم إِلى ٱلخَلاَص. ولَنْ تَهْلِكَ شَعْرَةٌ مِنْ رأْسِ أَيِّ واحِدٍ مِنْكُم».
ولَمَّا قَالَ هذَا، أَخَذَ خُبْزًا، وشَكَرَ ٱللهَ أَمَامَ ٱلجَمِيع، وكَسَر، وٱبْتَدَأَ يَأْكُل.
فتَشَجَّعُوا كُلُّهُم، وتَنَاوَلُوا هُم أَيْضًا طَعَامًا.
وكُنَّا جَمِيعًا في ٱلسَّفينَةِ مِئَتَيْنِ وَسِتًّا وسَبْعِينَ نَفْسًا.
ولَمَّا طَلَعَ ٱلنَّهَار، لَمْ يَسْتَطِعِ ٱلبَحَّارَةُ أَن يُمَيِّزُوا أَيَّ أَرْضٍ هِيَ، بَلْ تَبَيَّنُوا خَلِيجًا لَهُ شَاطِئ، فعَزَمُوا أَنْ يَدْفَعُوا بِٱلسَّفينَةِ إِلَيْه، إِنِ ٱسْتَطَاعُوا.
فحَلُّوا ٱلمَرَاسي، وتَرَكُوهَا تَغْرَقُ في ٱلبَحْر، وأَرْخَوا ٱلحِبَالَ ٱلَّتِي تَرْبِطُ ٱلدَّفَّة، وَرَفَعُوا ٱلشِّرَاعَ ٱلصَّغيرَ لِلرِّيح، وٱتَّجَهُوا إِلى ٱلشَّاطِئ.
ولكِنَّهُم وَقَعُوا عَلى مَكانٍ رَمْلِيٍّ بَينَ مَاءَيْن، فَدَفَعُوا بِٱلسَّفينَةِ إِلَيْه، فَغُرِزَ مُقَدَّمُهَا في ٱلمَكَان، وبَقِيَ لا يَتَحَرَّك، أَمَّا مُؤَخَّرُهَا فتَفَكَّكَ مِنْ شِدَّةِ ٱلمَوْج.
وٱرْتَأَى ٱلجُنُودُ أَنْ يَقْتُلُوا ٱلأَسْرَى، لِئَلاَّ يَسْبَحَ أَحَدٌ مِنْهُم فَيَهْرُب.
لكِنَّ قَائِدَ ٱلمِئَةِ كَانَ يُريدُ أَنْ يُخَلِّصَ بُولُس، فمَنَعُهُم مِنْ قَصْدِهِم، وأَمَرَ ٱلقَادِرِينَ عَلى ٱلسِّبَاحَةِ أَنْ يتَقَدَّمُوا فَيُلْقُوا بِأَنْفُسِهِم في ٱلمَاء، ويَعْبُرُوا إِلى ٱلبَرّ.
أَمَّا ٱلبَاقُونَ فعَبَرُوا عَلى أَلْواحٍ خَشَبيَّة، أَو عَلى حُطَامِ ٱلسَّفينَة، وهكَذَا وصَلُوا إِلى ٱلبَرِّ سَالِمِين.

 

إنجيل القدّيس لوقا 5-1:13

في ذلِكَ الوَقْت، حَضَرَ أُنَاسٌ وَأَخْبَرُوهُ بِأَمْرِ الجَليلِيِّين، الَّذينَ مَزَجَ بِيلاطُسُ دَمَهُم بِدَمِ ذَبَائِحِهِم.
فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُم: «هَلْ تَظُنُّونَ أَنَّ هؤُلاءِ الجَلِيليِّينَ كَانُوا خَطَأَةً أَكْثَرَ مِنْ جَميعِ الجَلِيليِّين، لأَنَّهُم نُكِبوا بِذلِكَ؟
أَقُولُ لَكُم: لا! وَلكِنْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا تَهْلِكُوا جَمِيعُكُم مِثْلَهُم!
وَأُولئِكَ الثَّمَانِيَةَ عَشَر، الَّذِينَ سَقَطَ عَلَيْهِمِ ٱلبُرْجُ في شِيلُوح، وَقَتَلَهُم، أَتَظُنُّونَ أَنَّهُم كَانُوا مُذْنِبِينَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ السَّاكِنِينَ في أُورَشَلِيم؟
أَقُولُ لَكُم: لا! ولكِنْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا تَهْلِكُوا جَمِيعُكُم كَذلِكَ!».

شرح لإنجيل اليوم :

القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
الاعترافات – الكتاب الثامن

«أَقولُ لَكُم:… إِن لَم تَتوبوا تَهِلكوا بِأَجمَعِكُم كَذَلِك»

كنتُ مُكبّلاً بأفكاري القديمة، والترّهات والأباطيل! فمن خلال ومضاتٍ صغيرة، كانت تلك الأفكار تشدّ بثوبي الجسدي وتهمس بصوت منخفض: “أنت تطردنا؟ قطعيًّا منذ الآن لن نكون أبدًا معك، ولن يكون مسموحًا لك أن تعمل كذا وكذا”. آه! بماذا كانت تلك الأفكار توحي لي، يا إلهي!… كنت أتردّد بالتخلّص منها، وأهمّ بالذهاب إلى حيث كنتُ مدعوًا؛ لكنّ العادة صارت تشوّش قصدي باستبداد: “هل تعتقد أنّه باستطاعتك العيش من دون أفكارك تلك؟” ولكن، صوتها كان ضعيفًا هذه المرّة، لأنّه، حيث كنت أدير رأسي، وحيث كنت أخاف المرور، كانت كرامة العفّة تدعوني بكلّ نبل ووداعة لأقترب منها من دون تردّد، مظهرة أمامي عددًا كبيرًا من الأمثال الصالحة… وتابعت[العفّة] تقول: “إنّه الربّ الإله الذي منحني لكلّ هؤلاء. لماذا إذًا تعتمد على نفسك وأنت لا تستطيع الوقوف؟ ألقِ بنفسك بين يديه، لا تخفْ. لن يتخلّى عنك لكي تسقط. ألقِ بنفسك من دون خوف؛ فهو سوف يستقبلك ويشفيك”…

هذا النزاع في قلبي لم يكن سوى صراعًا بين نفسي ونفسي… عندما تجلّت مآسيّ أمام عينيّ، تملّكتني عاصفة من الدموع. ولكي أترك العاصفة تأخذ مجراها، قرّرت الخروج… لا أذكر كيف استلقيت تحت شجرة تين، وذرفت دموعًا غزيرة، وهي تقدمة تليق بك، يا ربّي. وقلت لك: “ونَفْسيَ اْضطَرَبَت كَثيرًا. وأَنتَ يا رَبِّ فإِلى مَتى؟ إِلامَ يا رَبُّ؟ أَعلى الدَّوامِ تَغضَب! وكالنّارِ تتَقِدُ غَيرَتُكَ؟” (راجع مز6: 4 + 79[78]: 5)… صرخت من أعماقي: “إلى متى؟ كم من الوقت؟ للغد؟ أم لبعد غد؟ لماذا لا يكون الأمر في الحال؟”…

وفجأة سمعت صوتًا آتيًا من منزل مجاور، صوت ولدٍ أو فتاة صغيرة، يغني مُردِّدًا: “خذ واقرأ، خذ واقرأ!”. في الحال، لملمت نفسي وحاولت أن أتذكّر إذا كان ما سمعت هو لازمة للعبة طفوليّة؛ فلم أتذكّر شيئًا من هذا القبيل. حبست دموعي ونهضت معتبرًا أنّ السماء تأمرني بفتح كتاب رسائل القدّيس بولس وقراءة أوّل فصل يقع نظري عليه… عدت بسرعة إلى بيتي، أخذت الكتاب وقرأت أوّل ما وقعت عيناي عليه: “لِنَسِرْ سيرةً كَريمةً كما نَسيرُ في وَضَحِ النَّهار. لا قَصْفٌ ولا سُكْر، ولا فاحِشَةٌ ولا فُجور، ولا خِصامٌ ولا حَسَد بلِ البَسوا الرَّبَّ يسوعَ المسيح، ولا تُشغَلوا بِالجَسَدِ لِقَضاءِ شَهَواتِه” (رو 13: 13-14). ولم يكن من الضروري قراءة المزيد، لم أعد بحاجة إلى ذلك. وبالكاد انتهت تلك الأسطر حتّى أشرق في قلبي نور الطمأنينة وتبدّدت كلّ الظلمات التي كانت تنتابني وتشتّتني.