القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني” 3 أبريل – نيسان 2021 “
سبت النور
أشعيا وحزقياّل النبيّان
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 11-1:5
يا إخوَتِي، بِمَا أَنَّنَا قَدْ بُرِّرْنَا بِالإِيْمَان، صَارَ لَنَا سَلامٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح؛
وبِهِ أَيْضًا صَارَ لَنَا الوُصُولُ بِالإِيْمَانِ إِلى هذِهِ النِّعْمَةِ الَّتي نَحْنُ فيهَا ثَابِتُون، وصَارَ لَنَا ٱفْتِخَارٌ بِرَجَاءِ مَجْدِ الله.
ولَيْسَ هذَا فَحَسْب، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا بِالضِّيقَات، عَالِمينَ أَنَّ الضِّيقَ يُوَلِّدُ الصَّبْر،
والصَّبْرَ يُوَلِّدُ الٱخْتِبَار، والٱخْتِبَارَ يُوَلِّدُ الرَّجَاء،
والرَّجَاءُ لا يُخَيِّب، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ أُفيضَتْ في قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ القُدُسِ الَّذي وُهِبَ لَنَا.
فلَمَّا كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاء، مَاتَ المَسِيحُ في الوَقْتِ المُحَدَّدِ عَنِ الكَافِرِين.
ولا يَكَادُ أَحَدٌ يَمُوتُ مِنْ أَجْلِ إِنْسَانٍ بَارّ، وقَدْ يَجْرُؤُ أَحَدٌ أَنْ يَمُوتَ مِنْ أَجْلِ إِنْسَانٍ صَالِح،
أَمَّا اللهُ فَأَثْبَتَ مَحَبَّتَهُ لَنَا بأَنَّنَا، حينَ كُنَّا بَعْدُ خَطَأَة، مَاتَ المَسيحُ مِنْ أَجْلِنَا.
إِذًا، فَكَمْ بالأَحْرَى، وقَدْ بُرِّرْنَا الآنَ بِدَمِهِ، نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الغَضَبِ الآتِي!
فإِنْ كُنَّا، ونَحْنُ أَعْدَاء، قَدْ صَالَحَنَا اللهُ بِمَوْتِ ٱبْنِهِ، فَكَمْ بالأَحْرَى، ونَحْنُ مُصَالَحُون، نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ!
ولَيْسَ هذَا فَحَسْب، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا بٱللهِ بِوَاسِطَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، الَّذي بِهِ نِلْنَا الآنَ المُصَالَحَة.
إنجيل القدّيس متّى 66-62:27
في الغَد – أَيْ بَعْدَ التَّهْيِئَةِ لِلسَّبْت – ٱجْتَمَعَ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّونَ لَدَى بِيلاطُس،
وقَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّد، لَقَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذلِكَ المُضَلِّلَ قَال، وهُوَ حَيّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ أَقُوم.
فَمُرْ أَنْ يُضْبَطَ القَبْرُ إِلى اليَوْمِ الثَّالِث، لِئَلاَّ يَأْتِيَ تَلامِيذُهُ ويَسْرِقُوه، ويَقُولُوا لِلشَّعْب: إِنَّهُ قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، فَتَكُونَ الضَّلالَةُ الأَخِيرَةُ أَكْثَرَ شَرًّا مِنَ الأُولى!».
فقَالَ لَهُم بِيلاطُس: «عِنْدَكُم حُرَّاس، إِذْهَبُوا وٱضْبُطُوا القَبْرَ كَمَا تَعْرِفُون».
فَذَهَبُوا وضَبَطُوا القَبْر، فَخَتَمُوا الحَجَرَ وأَقَامُوا الحُرَّاس.
التعليق الكتابي :
القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
العظة الثانية بمناسبة العشيّة الفصحيّة (سبت النور)
الليلة التي تُخلّصنا من رقاد الموت
فلنسهر، يا إخوتي، لأنّه حتّى هذه الليلة بقي الرّب يسوع المسيح مدفونًا في القبر. ففي هذه الليلة، حصلت القيامة المجيدة، قيامة جسده من بين الأموات. لقد كان هذا الجسد هدفًا لكلّ أنواع الاستهزاء والسخرية وهو معلّقٌ على الصّليب؛ وهذا الجسد نفسه تعبده اليوم السماوات والأرض. إنّ هذه الليلة تشكّل جزءًا لا يتجزّأ من يوم أحد القيامة. لقد كان من الضروريّ أن يقوم الرّب يسوع المسيح من بين الأموات خلال الليل، لأنّه بقيامته أضاء كلّ ظلماتنا… وكما أنّ إيماننا الذي ازداد قوّة بفضل القيامة يطرد كلّ رقادٍ، كذلك هذه الليلة تمتلئ ضياءً بفضل سهرنا. إنّها تعطينا الرجاء، مع الكنيسة المنتشرة في كافّة أصقاع الأرض، بألاّ نفاجأ مجدّدًا خلال الليل (راجع مر 13: 33).
لقد غابت الشمس عند شعوب كثيرة يجمعها هذا العيد المهيب باسم الرّب يسوع المسيح – لكن الفجر لم يطلع بعد؛ لقد حلّت أنوار السماء مكان أنوار الأرض… فذاك الذي أعطانا “مَجْدَ اْسمِهِ القُدُّوس” (مز 29[28]: 2)، أضاءَ هذه الليلة أيضًا؛ وذاك الذي نقول له: “إلهي أنِر ظُلمتي” (مز 18[17]: 29)، نشرَ ضياءه في قلوبنا. وكما أنّ أعيُننا المبهورة تتأمّل المشاعل المنيرة، كذلك روحنا المستنير يُرينا كم أنّ هذه الليلة ساطعة– هذه الليلة المقدّسة حيث بدأ الربّ بجسده الحيّ حياةً لا تعرف الرقاد ولا الموت!