القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 2 يناير – كانون الثاني 2021 “
اليوم التاسع للميلاد
الرسالة إلى العبرانيّين 10-1:7
يا إخوَتِي، إِنَّ مَلْكِيصَادِقَ هذَا، مَلِكَ شَلِيم، هُوَ كَاهِنُ اللهِ العَلِيّ، الَّذي خَرَجَ لِمُلاَقَاةِ إِبْرَاهِيمَ الرِّاجِعِ مِن بَعْدِ أَنْ هَزَمَ المُلُوك، وبَارَكَهُ.
وأَدَّى لَهُ إِبْرَاهِيمُ العُشْرَ مِن كُلِّ شَيء. وتَفْسِيرُ ٱسْمِهِ أَوَّلاً مَلِكُ البِرّ، ثُمَّ مَلِكُ شَلِيم أَيْ مَلِكُ السَّلام.
ولَيْسَ لَهُ أَبٌ، ولا أُمٌّ، ولا نَسَبٌ، ولا بِدَايَةُ أَيَّام، ولا نِهَايَةُ حَيَاة، وقَدْ شُبِّهَ بِٱبْنِ الله، ويَبْقى كاهِنًا إِلى الأَبَد.
فَٱنْظُرُوا ما أَعْظَمَ ذلِكَ الذي أَعْطاهُ إِبْراهِيمُ أَبُو الآبَاءِ العُشْرَ مِن خِيرَةِ غَنَائِمِهِ.
فإِنَّ الَّذِينَ يَقْبَلُونَ الكَهَنُوتَ مِنْ بَنِي لاوِي، لَهُم وَصِيَّةٌ بِمُقْتَضَى الشَّرِيعَةِ أَنْ يَأْخُذُوا العُشْرَ مِنَ الشَّعْب، أَيْ مِن إِخْوَتِهِمِ الَّذِينَ هُم مِن صُلْبِ إِبْراهِيم.
أَمَّا مَلْكِيصَادِق، الَّذي لَيْسَ لَهُ نَسَبٌ مِنْ بَنِي لاوِي، فَقَدْ أَخَذَ العُشْرَ مِن إِبْراهِيم، وبَارَكَ مَنْ كَانَتْ لَهُ الوُعُود!
ومِمَّا لا خِلافَ فيهِ أَنَّ الأَصْغَرَ يَتَلَقَّى البَرَكَةَ مِنَ الأَكْبَر.
ثُمَّ إِنَّ الذِينَ يَأْخُذُونَ العُشْرَ ههُنَا بَشَرٌ مائِتُون، أَمَّا هُنَاكَ فإِنَّهُ إِنْسَانٌ مَشْهُودٌ لَهُ بِأَنَّهُ حَيّ.
وإِنْ صَحَّ القَوْل، فَإِنَّ لاوِي نَفْسَهُ، الَّذي يَأْخُذُ العُشُور، قَدْ أَعْطى العُشْرَ لِمَلْكِيصَادِقَ مِنْ خِلالِ إِبْرَاهِيم،
لأَنَّهُ كانَ بَعْدُ في صُلْبِ إِبْراهِيمَ أَبِيه، يَومَ خَرَجَ مَلْكِيصَادِقُ لِمُلاقَاتِهِ.
إنجيل القدّيس لوقا 24-22:2
ولَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِير يُوسُفَ ومَريَمَ بِحَسَبِ تَورَاةِ مُوسَى، صَعِدَا بِهِ إِلى أُورَشَلِيمَ لِيُقَدِّماهُ للرَّبّ،
كمَا هُوَ مَكْتُوبٌ في شَرِيعَةِ الرَّبّ: «كُلُّ ذَكَرٍ فَاتِحِ رَحِمٍ يُدْعَى مُقَدَّسًا لِلرَّبّ»،
ولِكَي يُقدِّمَا ذَبِيحَة، كَمَا وَرَدَ في شَرِيعَةِ الرَّبّ: «زَوجَيْ يَمَام، أَو فَرْخَيْ حَمَام».
التعليق الكتابي:
آدم دو بيرسين (؟ – 1221)، راهب سِستِرسيانيّ
العظة الرابعة عن التطهير
« حَمَله (سِمعَانُ) عَلى ذِراعَيهِ وَبارَكَ اللهَ فقال: الآنَ تُطلِقُ، يا سَيِّد، عَبدَكَ بِسَلام، وَفْقاً لِقَوْلِكَ »
إنّ “أبَ الأنوارِ” (يع 1: 17) يدعو “أبناءَ النُّور” (لو 16: 8) ليحتفلوا بعيد النور هذا حسب قول المزمور: “تأَمَّلوا فيه تُشرقْ جِباهُكم ولا تَخْزَ وُجوهُكم” (مز34[33]: 6). في الواقع، إنّ “الَّذي لَه وَحدَه الخُلود ومَسكِنُه نَورٌ لا يُقتَرَبُ مِنه” (1تم 6: 16) تكّرم وجعل الوصول إليه ممكنًا. لقد تنازل واتّخذ جسدًا كي يستطيع المساكين والضعفاء أن يصعدوا إليه. يا له من تنازل مليء بالرحمة! لقد “أَمالَ السَّمَواتِ”، أي قمّة الألوهة، “ونَزَل”، فأصبح حاضرًا بالجسد “والغَيمُ المُظلِمُ تَحتَ قَدَمَيه” (مز 18[17]: 10).
إنّ الظلام ضروري ليعود النور إلينا! لقد احتجب النور الحقيقي خلف “عَمودٍ غَمامِ” الجسد (راجع خر 13: 21)، وهو غمامٌ مظلمٌ لأنّ الربَّ أتى إلينا “في جَسَدٍ يُشْبِهُ جَسَدنا الخاطِئ” (رو 8: 3)… وبما أنّ النور احتجب في الجسد، فلنقترب، نحن المولودين بحسب الجسد، أكثر من كلمة الله الذي صار بشرًا… لكي نتعلّم أن ننتقل شيئًا فشيئًا من الجسد إلى الرّوح. فلنقترب الآن، لأنّ لنا شمسًا جديدةً أشرقت ولمعت أكثر من العادة. لقد كان الربّ، حتّى ذلك الوقت، محبوسًا في مغارة ضيّقة في بيت لحم ولم يكن العالم قد عرفه بعد؛ أمّا الآن، فقد قُدِّم في أورشليم أمام حشد كبير في هيكل الربّ… اليوم تسطع الشمس لتشعّ على العالم أجمع…
ليت نفسي تستطيع أن تضطرم بالرغبة التي أشعلت سمعان الشيخ لكي أستحقّ أن أكون حاملاً لنور بهذا الحجم! لكن إن لم تطهَّر النفس أوّلاً من خطاياها، لن تستطيع الذهاب “لِمُلاقاةِ المسيحِ في الجَوّ” (1تس 4: 17)… عندها فقط، يمكن لنفسي أن تتمتّع مع سمعان الشيخ بالنور الحقيقي وتنطلق مثله بسلام.