القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 11 فبراير – شباط 2021 “

الخميس من أسبوع الموتى المؤمنين
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل تسالونيقي 5-1:3.17-13:2
يا إِخوَتي، يَجِبُ أَنْ نَشْكُرَ اللهَ دائِمًا مِن أَجْلِكُم، أَيُّهَا الإِخوة، أَحِبَّاءُ الرَّبّ، لأَنَّ اللهَ ٱخْتَارَكُم بَاكُورةً للخَلاص، بتَقدِيسٍ مِنَ الرُّوحِ وإِيْمَانٍ بِالحَقّ.
ودَعَاكُم بإِنْجِيلِنَا لِتُحْرِزُوا مَجدَ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح.
إِذًا، أَيُّها الإِخْوَة، أُثْبُتُوا وتَمَسَّكُوا بِالتَّقالِيدِ الَّتي تَعَلَّمْتُمُوهَا مِنَّا بالكَلِمَةِ أَو بِالمُرَاسَلَة.
ورَبُّنَا يَسُوعُ المَسِيحُ نَفسُهُ، واللهُ أَبُونَا الَّذي أَحَبَّنَا، ووَهَبَنَا بِنِعْمَتِهِ عَزاءً أَبَدِيًّا، ورجَاءً صَالِحًا،
هُوَ يُعَزِّي قُلُوبَكُم ويُثَبِّتُهَا في كُلِّ عَمَلٍ وكَلِمَةٍ صَالِحَة.
وبَعدُ، أَيُّهَا الإِخْوَة، صَلُّوا مِن أَجْلِنَا، لِكَي تَنْتَشِرَ كَلِمَةُ الرَّبّ، وتَتَمَجَّد، كمَا هيَ عِنْدَكُم،
وَلِكَي نَنْجُوَ منَ النَّاسِ الضَّالِّينَ الأَشْرَار، فَمَا جَمِيعُ النَّاسِ يُؤْمِنُون.
لكِنَّ الرَّبَّ أَمِين، وهُوَ يُثَبِّتُكُم ويَحْفَظُكُم مِنَ الشِّرِّير.
إِنَّنَا واثِقُونَ بِكُم في الرَّبّ، أَنَّكُم تَفْعَلُونَ مَا نُوصِيكُم بِهِ، وَسَتَفْعَلُون.
وَلْيَهْدِ الرَّبُّ قُلُوبَكُم إِلى مَحَبَّةِ اللهِ وثَبَاتِ المَسِيح.
إنجيل القدّيس لوقا 32-22:12
قالَ الربُّ يَسوع: «لا تَهْتَمُّوا لِنَفْسِكُم بِمَا تَأْكُلُون، وَلا لِجَسَدِكُم بِمَا تَلْبَسُون.
فٱلنَّفْسُ أَهَمُّ مِنَ الطَّعَام، وَالجَسَدُ أَهَمُّ مِنَ اللِّبَاس.
تَأَمَّلُوا الغِرْبَان، فَهيَ لا تَزْرَعُ وَلا تَحْصُد، وَلَيْسَ لَهَا مَخَازِنُ وَأَهْرَاء، وٱللهُ يَقُوتُها. فَكَمْ أَنْتُم بِالحَرِيِّ أَفْضَلُ مِنَ الطُّيُور؟
وَمَنْ مِنْكُم، إِذَا ٱهْتَمَّ، يَسْتَطِيعُ أَنْ يُطِيلَ عُمْرَهُ مِقْدارَ ذِرَاع؟
فَإِنْ كُنْتُمْ لا تَسْتَطِيعُونَ القَلِيل، فَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِالبَاقِي؟
تَأَمَّلُوا الزَّنَابِقَ كَيْفَ تَنْمُو، وَهيَ لا تَغْزِلُ وَلا تَنْسُج، وَأَقُولُ لَكُم: إِنَّ سُلَيْمَانَ نَفْسَهُ، في كُلِّ مَجْدِهِ، لَمْ يَلْبَسْ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا.
فَإِنْ كَانَ العُشْبُ الَّذي يُوجَدُ اليَومَ في الحَقْل، وَغَدًا يُطْرَحُ في التَّنُّور، يُلْبِسُهُ اللهُ هكذَا، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَنْتُم، يَا قَلِيلِي الإِيْمَان؟
فَأَنْتُم إِذًا، لا تَطْلُبُوا مَا تَأْكُلُون، وَمَا تَشْرَبُون، وَلا تَقْلَقُوا،
فَهذَا كُلُّهُ يَسْعَى إِلَيْهِ الوَثَنِيُّونَ في هذَا العَالَم، وَأَبُوكُم يَعْلَمُ أَنَّكُم تَحْتَاجُونَ إِلَيْه.
بَلِ ٱطْلُبُوا مَلَكُوتَ الله، وَهذَا كُلُّهُ يُزَادُ لَكُم.
لا تَخَفْ، أَيُّها القَطِيعُ الصَّغِير، فَقَدْ حَسُنَ لَدَى أَبِيكُم أَنْ يُعْطِيَكُمُ المَلَكُوت.
التعليق الكتابي :
القدّيس منصور دي بول (1581 – 1660)، كاهن ومؤسِّس جماعات دينيّة
لقاء في 21 /02 /1659
« فَاطلُبوا أَوَّلاً مَلَكوتَه وبِرَّه تُزادوا هذا كُلَّه » (مت 6: 33)
“فَاطلُبوا أَوَّلاً مَلَكوتَه وبِرَّه تُزادوا هذا كُلَّه” (مت 6: 33)… قال الربّ إذًا إنّه علينا أن نطلب ملكوت الله. “أن نطلب” ليست سوى عبارة ولكنّي أرى أنّها تحمل الكثير من المدلولات… فهي تعني أن نعمل بلا كللٍ سعيًا وراء ملكوت الله، وألاّ نبقى خائفين ومكتوفي الأيدي، وأن نتنبّه لحياتنا الداخليّة لكي نصحّحها، كما يجب وألاّ نهتمّ بالأمور الخارجيّة لكي نلهوَ بها… اطلبوا الله في داخلكم: فها هو القدّيس أوغسطينُس قد اعترف أنّه لم يجد الله عندما بحث عنه خارج نفسه. إذًا اطلبوا الله وابحثوا عنه في نفوسكم حيثُ يحلو له أن يقيم، فهذا هو المكان الذي ينمّي فيه خدّام الله الفضائل التي يسعون إلى ممارستها. لا بدّ من التركيز على الحياة الداخليّة، ولا بدّ من السعي وراءها، لأنّه من دون الحياة الداخليّة، لا يمكن تحقيق شيء… فلنحوّل نظرنا إذًا نحو حياتنا الداخليّة… ولنطلب مجد الله وملكوت الرّب يسوع المسيح…
ولكنّكم ستقولون لي إنه لديكم الكثير من الانشغالات والأعمال في المنزل وفي المدينة وفي الحقول؛ فالعمل يلاحقكم في كل مكان، وتتساءلون: هل يجب أن نترك هذه الأمور كلّها لكي نفكّر في الله فقط؟ كلاّ، إنّما يجب أن تقدّسوا هذه الانشغالات من خلال البحث عن الله فيها، وأن تؤدّوا هذه المهام لكي تجدوا الله فيها وليس لكي تنجزوها بحدّ ذاتها. لقد أراد ربّنا يسوع المسيح أن نسعى قبل كلّ شيء وراء مجده وملكوته وبرّه، ولهذا السبب يريدنا أن نحقّق جوهر حياتنا الداخليّة وإيماننا وثقتنا وحبّنا وممارساتنا الإيمانيّة وأعمالنا وآلامنا على مرأى من الله ومن ربّنا يسوع الذي يسود على حياتنا… وما إن نسعى وراء مجد الله، نضمن أنّ كلّ تلك الأشياء ستزاد لنا.