القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 20 مايو – أيار 2021 “
الخميس السابع من زمن القيامة
رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 7-1:5
يا إِخْوَتي، كُونُوا مُقْتَدِينَ بِٱللهِ كأَوْلادٍ أَحِبَّاء.
وَٱسْلُكُوا في المَحَبَّةِ كَمَا المَسِيحُ أَيْضًا أَحَبَّنَا، فَبَذَلَ نَفسَهُ عَنَّا قُربَانًا وذَبيحَةً لله، طيِبًا ذَكِيَّ الرَائِحَة.
أَمَّا الفُجُورُ وكُلُّ نَجَاسَة، أَوِ الجَشَع، فلا يُذْكَرْ حتَّى ٱسْمُهَا بَيْنَكُم، كَمَا يَلِيقُ بِالقِدِّيسِين؛
ولا البَذَاءَةُ ولا الكلامُ السَّفِيه، أَوِ السُّخْرِيَّة، كُلُّ هذِهِ لا تَلِيق، بَلْ بِالأَحْرَى الشُّكْرَان.
إِعْلَمُوا هذَا جَيِّدًا: إِنَّ كُلَّ زَانٍ، أَو نَجِس، أَو جَشِعٍ عَابِدِ أَوثَان، لا مِيرَاثَ لَهُ في مَلَكُوتِ المَسِيحِ والله.
لا يَخْدَعَنَّكُم أَحَدٌ بِكلامٍ بَاطِل، فبِهذَا يَنْصَبُّ غَضَبُ اللهِ على أَبْنَاءِ العُصْيَان.
فلا تَكُونُوا لَهُم شُرَكَاء.
إنجيل القدّيس يوحنّا 43-37:12
صَنَعَ يَسُوعُ أَمَامَ اليَهُودِ تِلْكَ الآيَاتِ كُلَّهَا، فَمَا كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ،
لِتَتِمَّ الكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا آشَعْيَا النَّبِيّ: «يَا رَبُّ، مَنْ آمَنَ بِمَا سَمِعَ مِنَّا؟ ولِمَنْ أُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبّ؟».
لِهذَا لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُؤْمِنُوا لأَنَّ آشَعْيَا قَالَ أَيْضًا:
«لَقَدْ أَعْمَى عُيُونَهُم، وقَسَّى قُلُوبَهُم، لِئَلاَّ يَرَوا بِعُيُونِهِم، ويَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِم، ويَتُوبُوا فَأَشْفِيَهُم».
قَالَ آشَعْيَا هذَا، لأَنَّهُ رَأَى مَجْدَ يَسُوعَ وتَحَدَّثَ عَنْهُ.
غَيرَ أَنَّ كَثيرينَ مِنَ الرُّؤَسَاءِ أَنْفُسِهِم آمَنُوا بِهِ، ولكِنَّهُم بِسَبَبِ الفَرِّيسِيِّينَ لَمْ يَجْهَرُوا بِإِيْمَانِهِم، لِئَلاَّ يُفْصَلُوا عَنِ المَجْمَع.
فَقَدْ فَضَّلُوا مَجْدَ النَّاسِ عَلى مَجْدِ الله.
التعليق الكتابي :
سمعان اللاهوتيّ الحديث (حوالى 949 – 1022)، راهب يونانيّ وقدّيس في الكنائس الأرثوذكسيّة
تعليم مسيحي، 29
الإيمان بالرّب يسوع المسيح اليوم
كثيرون يردّدون: “لو كنّا نعيش في زمن الرسل وكنّا أهلاً لرؤية الرّب يسوع المسيح مثلهم، لكنّا أصبحنا نحن أيضًا قدّيسين”. إنّهم لا يعرفون أنّه هو نفسه اليوم، هو الذي يتكلّم اليوم كما أبدًا في كلّ الكون. يختلف الوضع الحاليّ عن الوضع آنذاك، لكنّ الوضع اليوم هو أكثر فرحًا، إذ يقودنا بسهولة أكثر نحو إيمان وقناعة أعمق من أن نكون قد رأيناه وسمعناه جسديًّا وقتها.
إذًا، في الواقع، كان الربّ يسوع إنسانًا يبان للذين يفتقدون الذكاء، كأي إنسانٍ متواضع؛ لكنّنا الآن نُبَشَّرُ به إلهًا حقًّا. لقد كان يُخالط العشّارين والخطأة، وكان يأكل معهم؛ لكنّه الآن جالسٌ عن يمين الله الآب كونه غير منفصل عنه بأيّ طريقة. لذلك، كان الناس يزدرونه قائلين: “أَليسَ هذا يسوعَ ابنَ يُوسُف، ونَحنُ نَعرِفُ أَباهُ وأُمَّه” (مر6: 3؛ يو6: 42). لكنّه الآن يُعبَدُ من الملوك والأمراء على أنّه ابن الله الحقّ، وهو الإله الحقّ. لقد نزل إذًا بهيئة إنسانٍ هالكٍ مثل سواه من البشر. لقد اتّخذ جسمًا بشريًّا بدون تغيير، هو الإله غير المرئي والذي لا شكل له. لقد أظهر نفسه إنسانًا بالكامل، بدون أن يكون مختلفًا عن البشر بشيء. لقد أكل وشرب ونام وتنفّس وتعب؛ لقد فعل كلّ ما يفعله البشر، إلاّ الخطيئة.
إنّه لأمرٌ عظيمٌ أن نعرف ونؤمن أنّ إنسانًا مماثلاً كان الله، خالق السماء والأرض وما تحتويانه. هكذا، من يسمع الربّ يسوع كلّ يوم يبشّر ويعلن مشيئة أبيه القدّوس في الأناجيل المقدّسة، بدون أن يطيع كلامه بمخافة وبدون أن يحفظ وصاياه، فهو لم يقبل بعد بأن يؤمن به.