stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 13 يوليو – تموز 2021 “

274views

الثلاثاء الثامن من زمن العنصرة

يوئيل النبيّ

سفر أعمال الرسل 23a-11:16

يا إِخْوَتِي : أَقلَعْنا مِن تُرْوَاس، وٱتَّجَهْنا تَوًّا إِلى سَامُطْرَة، وفي ٱليَوْمِ ٱلتَّالي إِلى نِيَابُولِيس،
ومِنْها إِلى فِيلِبِّي، وهِيَ أَوَّلُ مَدينَةٍ في مُقَاطَعَةِ مَقْدُونِيَة، وهِيَ مُسْتَعمَرَةٌ رُومَانِيَّة. فأَقَمْنَا في هذِهِ ٱلمَدِينَةِ بِضْعَةَ أَيَّام.
ويَوْمَ ٱلسَّبْتِ خَرَجْنا خَارِجَ بَابِ ٱلمَدِينَةِ إِلى ضَفَّةِ نَهْر، وكُنَّا نتَوَقَّعُ أَنْ نَجِدَ هُنَاكَ مَكَانًا لِلصَّلاة. فجَلَسْنا نُكَلِّمُ ٱلنِّسَاءَ ٱلمُجْتَمِعَاتِ هُنَاك.
وكَانَتْ تَسْتَمِعُ إِلَينا ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُهَا لِيدِيَة، بائِعَةُ أُرْجُوان، مِن مَدِينَةِ طِيَاطِيرَة، عابِدَةٌ لله. فَفَتَحَ الرَّبُّ قَلْبَهَا لِكَي تُصْغِيَ إِلى أَقْوَالِ بُولُس.
ولَمَّا ٱعْتَمَدَتْ هِيَ وأَهلُ بَيتِها، قَالَتْ لَنَا رَاجِيَةً: «إِنْ كُنْتُم تَحْسُبُونِي مُؤْمِنَةً بِٱلرَّبِّ فَٱدْخُلُوا بَيْتِي وأَقِيمُوا فِيه». وأَلْزَمَتْنا بِذلِكَ.
وحَدَثَ، بَيْنَمَا كُنَّا ذاهِبِينَ إِلى ٱلصَّلاة، أَنْ لاقَتْنا جَارِيَةٌ بِها رُوحُ عِرَافَة، وكانَتْ بِعَرَافَتِها تُكْسِبُ مَوَالِيهَا مَالاً كَثيرًا.
وكَانَتْ تَتْبَعُ بُولُسَ وتَتْبَعُنا عَنْ كَثَب، وتَصِيحُ قائِلَةً: «هؤُلاءِ ٱلنَّاسُ هُم عَبِيدُ ٱللهِ ٱلعَلِيّ. وهُم يُبَشِّرُونَكُم بِطَريقِ ٱلخَلاص».
وظَلَّتْ تَفْعَلُ هذَا أَيَّامًا كَثِيرة، فَٱغتاظَ بُولُسُ وٱلتَفَتَ فقَالَ لِروُحِ ٱلعِرَافَةِ فِيها: «آمُرُكَ بِٱسْمِ يَسُوعَ ٱلمَسيحِ أَنْ تَخْرُجَ مِنها!». فَخَرَجَ ٱلرُّوحُ لِسَاعَتِهِ.
فلمَّا رأَى مَوَالِيها أَنَّهُ قَدْ ذَهَبَ أَمَلُهُم في كَسْبِ ٱلمَال، قَبَضُوا عَلى بُولُسَ وسِيلا، وجَرُّوهُمَا إِلى ٱلسَّاحَة، إِلى ٱلحُكَّام.
وقدَّمُوهُما إِلى قادَةِ ٱلحَرَسِ وقالُوا: «هذَانِ الرَّجُلانِ يُبَلْبِلانِ مَدِينَتَنا، وهُمَا يَهُودِيَّان،
ويُنَادِيَانِ بِعَوائِدَ لا يجُوزُ لنا أَنْ نَقْبَلَها ولا أَن نَعمَلَ بِها نَحْنُ ٱلرُّومانِيِّين».
فَهَاجَ ٱلجَمْعُ كُلُّهُ علَيْهِمَا، وجَرَّدَهُمَا قَادَةُ ٱلحَرَسِ مِنْ ثِيَابِهِمَا، وأَمَرُوا بِجَلْدِهِما.
وبَعْدَمَا أَوْسَعُوهُمَا ضَرْبًا، أَلقَوْهُما في ٱلسِّجْن، وأَمَرُوا ٱلسَّجَّانَ بِأَنْ يُشَدِّدَ ٱلحِرَاسَةَ علَيْهِمَا.

إنجيل القدّيس لوقا 8-5:11

قالَ الربُّ يَسوعُ: «مَنْ مِنْكُم يَكُونُ لَهُ صَدِيق، وَيَذْهَبُ إِلَيهِ في نِصْفِ ٱللَّيل، وَيَقُولُ لَهُ: يَا صَدِيقِي، أَقْرِضْنِي ثَلاثَةَ أَرْغِفَة،
لأَنَّ صَدِيقًا لي قَدِمَ عَلَيَّ مَنْ سَفَر، وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أُقَدِّمُهُ لَهُ؛
فَيُجِيبُهُ صَدِيقُهُ مِنَ الدَّاخِلِ ويَقُول: لا تُزْعِجْنِي! فَٱلبَابُ الآنَ مُغْلَق، وَأَوْلادِي مَعِي في الفِرَاش، فَلا أَقْدِرُ أَنْ أَقُومَ لأُعْطِيَكَ؟
أَقُولُ لَكُم: إِنْ كَانَ لا يَقُومُ وَيُعْطِيهِ لأَنَّهُ صَدِيقُهُ، فإِنَّهُ مِنْ أَجْلِ لَجَاجَتِهِ يَنْهَضُ وَيُعْطِيهِ كُلَّ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْه.

التعليق الكتابي :

القدّيس بونافَنتورا (1221 – 1274)، راهب فرنسيسيّ وملفان الكنيسة
شرح لإنجيل القدّيس لوقا

« يا أَخي، أَقرِضني ثَلاثَةَ أَرغِفَة »

“مَن مِنكُم يَكونُ لَهُ صَديقٌ فَيَمضي إِلَيهِ عِندَ نِصفِ ٱللَّيل، وَيَقولُ لَهُ: يا أَخي، أَقرِضني ثَلاثَةَ أَرغِفَة. فَقَد قَدِمَ عَلَيَّ صَديقٌ مِن سَفَر، وَلَيسَ عِندي ما أُقَدِّمُ لَهُ”. حسب الإدراك الرُّوحيّ، فإنّ هذا الصديق يرمز إلى الرّب يسوع المسيح.

“لا أَدعوكم عَبيدًا بعدَ اليَوم لِأَنَّ العَبدَ لا يَعلَمُ ما يَعمَلُ سَيِّدُه. فَقَد دَعَوتُكم أَحِبَّائي لأَنِّي أَطلَعتُكم على كُلِّ ما سَمِعتُه مِن أَبي”(يو 15: 15). يجب أن نذهب الى هذا الصديق ليلًا، أي في صمت ليلي، كما فعل نيقوديموس الّذي “جاءَ إِلى يَسوعَ ليلاً”(يو 3: 2). أولًا لأنّه في الصمت اللّيلي السرّي، علينا أن نقرع [باب الرّب] بواسطة الصلاة، كما قال إشعيا: “نَفسي ٱشتاقَتكَ في ٱللَّيلِ”(إش 26: 9). حيث إنّه في الليل، أي في وقت الشدّة على حسب ما قال هوشع، “إِنَّهم في ضيقِهم يَبتَكِرونَ إِلَيَّ”(هو 5: 15).

في الواقع، إنّ الصديق الآتي من السفر، هو ذهنُنا الذي يعود إلينا بعدد المرّات التي ابتعد فيها عنّا من خلال الخيرات الزمنيّة. تبعد اللذّة هذا الصديق لكن الشدّة تعيدُه، كما نقرأ لاحقًا في إنجيل القدّيس لوقا بصَدد الابن الضالّ الذي ابتعد بسبب الفِسق وعاد بسبب الشقاء (راجع لو 15: 11- 32). إنّ الذي يعود يفرَغ الى نفسِه، لكنّه يجد نفسَه خالٍ من فرح تعزية مصدرها الغذاء الرّوحي.

لهذا الصديق الجائع، يتوجب علينا، إذًا أن نسأل الصديق الحقيقي ثلاثة أرغفة أي إدراك الثالوث الأقدس وذلك بذكر أسماء الأقانيم الثلاثة لكي يجد هذا الصديق غذائه في معرفة الإله الواحد، أم أنّ هذه الأرغفة الثلاث هي الايمان والرجاء والمحبة، بها نكتشف فضيلة ثلاثية في النَفس (البشرِّية).

بهذا الخصوص، نقرأ في سفر صموئيل الأول: “وإذا تَقَدَّمتَ أَيضًا ووَصَلتَ إِلى بَلُّوطَةِ تابور، يُصادِفُكَ هُناكَ ثَلاثَةُ رِجالٍ صاعِدينَ إِلى الله، إِلى بَيتَ إِيل، ومع أَحَدِهم ثَلاثَةُ جِداء، وِمع الآخَرِ ثَلاثَةُ أَرغِفَةٍ مِنَ الخُبْز، ومع الآخرِ زِقُّ خَمْر”، لكي تُفهم في هذا النص وحدة النعمة وثالوثيّة الفضائل التي من خلالها تتكوّن في النفس صورة الله.