stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني” 4 نوفمبر – تشرين الثاني 2021 “

251views

الخميس من الأسبوع السابع بعد عيد الصليب

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 27-12:12

يا إخوتي، كَمَا أَنَّ الجَسَدَ هُوَ وَاحِد، ولَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَة، وأَعْضَاءُ الجَسَدِ كُلُّهَا، معَ أَنَّهَا كَثِيرَة، هيَ جَسَدٌ وَاحِد، كَذَلِكَ المَسِيحُ أَيْضًا.
فَنَحْنُ جَمِيعًا، يَهُودًا ويُونَانِيِّين، عَبِيدًا وأَحْرَارًا، قَدْ تَعَمَّدْنَا في رُوحٍ وَاحِدٍ لِنَكُونَ جَسَدًا وَاحِدًا، وسُقِينَا جَمِيعًا رُوحًا وَاحِدًا.
فَٱلجَسَدُ لَيْسَ عُضْوًا وَاحِدًا، بَلْ هوَ أَعْضَاءٌ كَثِيرَة.
فَإِنْ قَالَتِ الرِّجْلُ: «لأَنِّي لَسْتُ يَدًا، فأَنَا لَسْتُ مِنَ الجَسَد!»، أَمِنْ أَجْلِ ذلِكَ لا تَكُونُ مِنَ الجَسَد؟
وإِنْ قَالَتِ الأُذُن: «لأَنِّي لَسْتُ عَيْنًا، فَأَنَا لَسْتُ مِنَ الجَسَد!»، أَمِنْ أَجْلِ ذلِكَ لا تَكُونُ مِنَ الجَسَد؟
فإَنْ كَانَ الجَسَدُ كُلُّهُ عَيْنًا، فَأَيْنَ السَّمْعُ؟ وإِنْ كَانَ كُلُّهُ سَمْعًا، فأَيْنَ الشَّمّ؟
ولكِنَّ اللهَ جَعَلَ الأَعْضَاء، كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا، في الجَسَد، كَمَا شَاء.
وإِنْ كَانَتِ الأَعْضَاءُ كُلُّهَا عُضْوًا وَاحِدًا، فَأَيْنَ الجَسَد؟
والحَالُ أَنَّ الأَعْضَاءَ كَثِيرَة، ولكِنَّ الجَسَدَ وَاحِد.
فلا تَسْتَطِيعُ العَيْنُ أَنْ تَقُولَ لِليَد: «لا أَحْتَاجُ إِلَيْكِ!»، ولا الرَّأْسُ لِلرِّجْلَيْن: «لا أَحْتَاجُ إِلَيْكُمَا!»،
بَلْ بِالأَحْرَى فَإِنَّ الأَعْضَاءَ الَّتي تُحْسَبُ أَضْعَفَ أَعْضَاءِ الجَسَد، هِيَ ضَرُورِيَّة.
والَّتي نَظُنُّهَا أَحْقَرَ أَعْضَاءِ الجَسَد، فَإِيَّاهَا نَخُصُّ بِإِكْرَامٍ أَوْفَر؛ والَّتي نَسْتَحِي بِهَا، تَحْصَلُ عَلى ٱحْتِرَامٍ أَكْثَر.
أَمَّا الأَعْضَاءُ الكَرِيْمَةُ فَلا تَحْتَاجُ إِلى ذلِكَ. لكِنَّ اللهَ نَظَّمَ الجَسَد، فأَعْطَى العُضْوَ المُحْتَقَرَ فِيهِ إِكْرَامًا أَوْفَر،
لِئَلاَّ يَكُونَ في الجَسَدِ ٱنْقِسَام، بَلْ لِتَهْتَمَّ الأَعْضَاءُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ ٱهْتِمَامًا وَاحِدًا.
فَإِنْ تَأَلَّمَ عُضْوٌ وَاحِدٌ تَأَلَّمَتْ مَعَهُ جَمِيعُ الأَعْضَاء. وإِنْ أُكْرِمَ عُضْوٌ وَاحِدٌ فَرِحَتْ مَعَهُ جَميعُ الأَعْضَاء.
فأَنْتُم جَسَدُ المَسِيح، وأَعْضَاءٌ فِيه، كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا قُسِمَ لَهُ.

إنجيل القدّيس متّى 22-15:22

ذَهَبَ الفَرِّيسِيُّونَ فتَشَاوَرُوا لِكَي يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَة.
ثُمَّ أَرْسَلُوا إِلَيْهِ تَلامِيذَهُم مَعَ الهِيرُودُوسِيِّينَ قَائِلين: «يَا مُعَلِّم، نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِق، وأَنَّكَ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ بِالحَقّ، ولا تُبَالِي بِأَحَد، لأَنَّكَ لا تُحَابِي وُجُوهَ النَّاس.
فَقُلْ لَنَا: مَا رَأْيُكَ؟ هَلْ يَجُوزُ أَنْ نُؤَدِّيَ الجِزْيَةَ إِلى قَيْصَرَ أَم لا؟».
وعَرَفَ يَسُوعُ مَكْرَهُم فَقَال: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونِي، يَا مُراؤُون؟
أَرُونِي نُقُودَ الجِزْيَة». فَقَدَّمُوا لَهُ دِيْنَارًا.
فَقَالَ لَهُم: «لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ والكِتَابَة؟».
قَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَر». حَينَئِذٍ قَالَ لَهُم: «أَدُّوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ إِلى قَيْصَرَ ومَا للهِ إِلى الله».
فَلَمَّا سَمِعُوا تَعَجَّبُوا وتَرَكُوهُ وَمَضَوا.

التعليق الكتابي :

القدّيس أنطونيوس البادوانيّ (نحو 1195 – 1231)، راهب فرنسيسيّ وملفان الكنيسة
عظات للآحاد وأعياد القدّيسين

«أَطلِعْ عَلينا نورَ وَجهِك، يا ربّ» (مز 4: 7)

كما يحمل هذا الدينار صورة قيصر، هكذا فإنّ أنفسنا هي على صورة الثالوث الأقدّس، وفقًا لما جاء في سفر المزامير: “أَطلِعْ عَلينا نورَ وَجهِك، يا ربّ. ” (مز 4: 7)… يا ربّ، إنَّ نور وجهك يعني نور نعمتك التي تثبّت صورتك فينا وتجعلنا على مثالك، نور وجهك هذا مطبوع في عقلنا الذي يعتبر القوّة الأسمى في نفسنا، والذي يتلقّى هذا النور كما يتلقّى الشمع بصمة الختم.

إنّ وجه الله هو عقلنا: فكما يُعرف المرء من وجهه، هكذا نعرف الله من خلال مرآة العقل. لكنّ هذا العقل تعرّض للتشويه من خلال خطيئة الإنسان، لأنّ الخطيئة تجعل الإنسان في مواجهة مع الله. لقد أصلحت نعمةُ الرّب يسوع المسيح عقلَنا. لذا، قال بولس الرسول لأهل أفسس: “وأَن تَتَجدَّدوا بِتَجَدُّدِ أَذهانِكمُ الرُّوحِيّ” (أف 4: 23). إنّ النور الذي تمّ التحدّث عنه في هذا المزمور هو إذًا النعمة التي رمّمت صورة الله المطبوعة في طبيعتنا.

إنّ الثالوث كلّه قد وسم الإنسان بصورته. فهو، من خلال الذاكرة، يشبه الآب؛ ومن خلال الذكاء، يشبه الابن؛ كما أنّه من خلال الحبّ، يشبه الرُّوح القدس… في الخلق، جُعِل الإنسان “على صورة الله كمثاله” (راجع تك 1: 26). إنّه صورةُ في معرفة الحقيقة؛ ومثال ٌفي محبّة الفضيلة. إنّ نور وجه الله هو إذًا النعمة التي تبرّرنا وتبرز مجدّدًا الصورة المخلوقة. هذا النور يشكّل كلّ خير الإنسان، خيره الحقيقي؛ إنّه يدمغه، كما تدمغ صورةُ القيصر الدرهمَ. لذا، أضاف الربّ قائلاً: “أَدُّوا إِذاً لِقَيصَرَ ما لِقَيصر”. وكأنّه كان يقول: كما تعيدون لقيصر صورته، هكذا أعيدوا لله نفسكم المزيّنة والموسومة بنور وجهه.