stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 30 أغسطس – آب 2021 “

263views

عيد الطوباويّ الأخ إسطفان نعمة المعترف

رسالة القدّيس بطرس الثانية 11-3:1

يا إِخوَتي، إنَّ قُدْرَةَ يَسوعَ المَسيحِ الإِلهِيَّةَ وهَبَتْنَا كُلَّ ما يَؤُولُ إِلى الحَيَاةِ والتَّقْوى، بِمَعْرِفَتِنَا لِمَنْ دعَانَا بِمَجْدِهِ وقوَّتِه.
فَوهَبَنَا بِهِمَا أَثْمَنَ الوُعُودِ وأَعْظَمَهَا، حتَّى إِذا ما تَخَلَّصْتُم مِمَّا في العالَم مِنَ فَسَادِ الشَّهْوَة، تَصِيرُونَ شُرَكاءَ في الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّة.
فَمِنْ أَجْلِ هَذَا عَيْنِه، أُبْذُلُوا كُلَّ الجَهْدِ لِكَي تَزِيدُوا عَلى إِيْمَانِكُمُ الفَضِيلَة، وعلى الفَضِيلَةِ المَعْرِفَة،
وعلى المَعْرِفَةِ العَفَاف، وعَلى العَفَافِ الثَّبَات، وعَلى الثَّبَاتِ التَّقْوَى،
وعَلى التَّقْوَى الحُبَّ الأَخَوِيّ، وعَلى الحُبِّ الأَخَوِيِّ المَحَبَّة.
فإِنْ كَانَتْ فِيكُم هذهِ كُلُّهَا وكانَتْ وافِرَة، فإِنَّهَا لَنْ تَدَعَكُم بَطَّالِينَ بِغَيرِ ثَمَر، في معرِفَتِكُم لِرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح.
ومَنْ لَم تَكُنْ فِيه، فَهُوَ أَعْمَى قَصِيرُ النَّظَر، وقَد نَسِيَ أَنَّهُ تَطهَّرَ مِنْ خَطاياهُ القَدِيْمَة.
لذلِكَ، أَيُّهَا الإِخوَة، أُبذُلُوا الجَهْدَ بِالأَحْرَى لِكَي تُثَبِّتُوا دَعْوةَ اللهِ وٱختِيَارَهُ لَكُم. فإِنَّكُم، إِنْ فَعَلْتُم هذَا، لَنْ تَسْقُطُوا أَبَدًا.
وهكذَا يُعْطى لَكُم بِسَخَاءٍ أَنْ تَدْخُلُوا المَلَكُوتَ الأَبَدِيّ، مَلَكوتَ رَبِّنَا ومُخَلِّصِنَا يَسُوعَ المَسِيح.

إنجيل القدّيس لوقا 30-18:18

سَأَلَ يَسُوعَ أَحَدُ الرُّؤَسَاءِ قَائِلاً: «أَيُّها المُعَلِّمُ الصَّالِح، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الحَيَاةَ الأَبَدِيَّة؟».
فَقالَ لَهُ يَسُوع: «لِمَاذا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لا أَحَدَ صَالِحٌ إِلاَّ وَاحِد، هُوَ الله!
أَنْتَ تَعْرِفُ الوَصَايا: لا تَزْنِ، لا تَقْتُلْ، لا تَسْرِقْ، لا تَشْهَدْ بِالزُّور، أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ!».
قالَ الرَّجُل: «هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مَنْذُ صِبَاي».
ولَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ ذلِكَ قَالَ لَهُ: «وَاحِدَةٌ تُعْوِزُكَ: بِعْ كُلَّ مَا لَكَ، وَوَزِّعْ عَلَى الفُقَرَاء، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ في السَّمَاوَات، وَتَعَالَ ٱتْبَعْنِي!».
فَلَمَّا سَمِعَ الرَّجُلُ ذلِكَ، حَزِنَ حُزْنًا شَدِيدًا، لأَنَّهُ كانَ غَنِيًّا جِدًّا.
ورَأَى يَسُوعُ أَنَّهُ حَزِنَ فَقَال: «ما أَصْعَبَ عَلَى الأَثْرِياءِ أَنْ يَدْخُلُوا مَلَكُوتَ ٱلله.
فَإِنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في خِرْمِ الإِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ ٱلله».
فقَالَ السَّامِعُون: «فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَخْلُص؟».
قَالَ يَسُوع: «إِنَّ غَيْرَ المُمْكِنِ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ مُمْكِنٌ عِنْدَ الله».
فقَالَ بُطْرُس: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ مَا لَنَا وَتَبِعْنَاك!».
فقالَ لَهُم: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَا مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ بَيتًا، أَوِ ٱمْرَأَةً، أَوْ إِخْوَةً، أَوْ وَالِدَيْن، أَوْ بَنِين، مِنْ أَجْلِ مَلَكُوتِ الله،
إِلاَّ وَيَأْخُذُ في هذَا الزَّمَانِ أَضْعَافًا كَثِيرَة، وفي الدَّهْرِ الآتي حَياةً أَبَدِيَّة».

التعليق الكتابي :

القدّيسة تيريزيا الآبِليّة (1515 – 1582)، راهبة كرمليّة وملفانة الكنيسة
القصر الداخلي، المساكن الثالثة، الفصل الأوّل

«إِذا أَرَدتَ أَن تكونَ كامِلاً»

يا ربّي يسوع! هل من واحدة بيننا يمكن أن تقول إنّها لا تريد الوصول إلى النهاية؟ لن تقول أيّ واحدة منّا ذلك بالتأكيد. نحن جميعًا نؤكّد أنّنا نريد ذلك. لكن يحتاج الأمر إلى أكثر من ذلك ليصبح الله سيّدًا مطلقًا على النفس، ولا يكفي قول ذلك فحسب. فالشّاب الذي سأله ربّنا إن كان يريد أن يكون كاملاً هو خير دليل على ذلك…

يا بناتي، ادخلنَ إلى أعماق أنفسكنّ وتخطّينَ أعمال الفضيلة. بصفتكنّ مسيحيّات، أنتنّ ملزمات على القيام بهذا كلّه، وعلى أكثر من ذلك بكثير. اكتَفينَ بأن تصبحنَ خادمات الربّ، ولا تكنّ مدّعيات جدًّا إلى حدّ خسارة كلّ شيء. فكّرنَ في القدّيسين الذين دخلوا إلى “أخادير هذا الملك” (راجع نش1: 4)، وستعرفنَ المسافة التي تفصلنا عنهم. لا تطلبنَ ما لستنّ مستحقّات له. بعد أن أهنّا الربّ كما فعلنا، يجب ألاّ يتبادر إلى أذهاننا أنّنا سنتمكّن يومًا، مهما كانت الخدمات التي سنقدّمها، من أن نستحقّ الحظوة الممنوحة للقدّيسين. أيّها التواضع! أيّها التواضع! أنا أميل إلى الاعتقاد أنّ السبب الذي يجعل بعض الأشخاص يتكدّرون من الجفاف الروحي الذي يصيبهم هو النقص في هذه الفضيلة عندهم… يا أخواتي، فلنَمتَحن أنفسنا بأنفسنا، أو فلنَدع الربّ يمتحننا. هو يجيد القيام بذلك، رغم أنّنا غالبًا ما نرفض فهمه…

حين يقول لنا ما علينا القيام به لنكون كاملات، إن أدَرنا له ظهورنا وابتعدنا حزينات، كما فعل الشاب في الإنجيل، ماذا يمكنه أن يفعل، هو الذي عليه أن يزن المكافأة وفقًا للحبّ الذي نبادله إيّاه؟ يا بناتي، هذا الحبّ يجب ألاّ يكون ثمرة باطلة من الخيال، بل يجب أن يبرز من خلال الأعمال. لكن لا تظنَنَّ أنّ الله يحتاج إلى أعمالنا؛ ما يحتاج إليه هو تصميم إرادتنا… هذا أمر أكيد: إن ثابرنا في هذا التجرّد وفي هذا التخلّي عن كلّ شيء، سنحصل على ما نرغب فيه. لكن يجب أن تفهمنَ جيّدًا أن هذا الأمر يمكن أن يحصل بشرط واحد: يجب أن نعتبر أنفسنا مثل الخادم الأمين (راجع لو 12: 48).