القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 23 سبتمبر – أيلول 2021 “
الخميس من الأسبوع الأوّل بعد عيد الصليب
رؤيا القدّيس يوحنّا 11-8:2
يا إِخوَتِي، قالَ ليَ ابْنُ الإِنسان : «أُكْتُبْ إِلى مَلاكِ ٱلكَنِيسَةِ ٱلَّتِي في إِزْمِير: هذَا مَا يَقُولُهُ ٱلأَوَّلُ وٱلآخِر، ذَاكَ ٱلَّذي أَمْسَى مَيْتًا ثُمَّ عَادَ حَيًّا:
إِنِّي عالمٌ بِمَا أَنْتَ عَلَيْهِ من ضِيقٍ وفَقْرٍ مَعَ أَنَّكَ غَنِيّ، وَعَالِمٌ أَيضًا بِتَجْدِيفِ ٱلَّذِينَ يَزْعَمُونَ أَنَّهُم يَهُود، وَهُم لَيْسُوا بِيَهُود، بَلْ هُمْ مَجْمَعٌ لِلشَّيْطَان.
فلا تَخَفِ ٱلبَتَّةَ مِمَّا سَتُعَاني مِنْ آلام. هَا إِنَّ إِبْلِيسَ مُزْمِعٌ أَنْ يُلْقِيَ بَعْضًا مِنْكُم في ٱلسِّجْن، لِيُجَرِّبَكُم، فَتُعَانُونَ ٱلضِّيقَ عَشَرَةَ أَيَّام. فَكُنْ أَمِينًا حَتَّى ٱلْمَوت، وأَنا أُعْطِيكَ إِكْلِيلَ ٱلحَياة.
مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَعْ، ما يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ لِلكَنَائِس: أَلظَّافِرُ لَنْ يُؤْذِيَهُ ٱلْمَوتُ ٱلثَّاني.
إنجيل القدّيس مرقس 27-17:10
أَسْرَعَ إِلَى يَسُوعَ رَجُلٌ وجَثَا أَمَامَهُ وسَأَلَهُ: «أَيُّها المُعَلِّمُ الصَّالِح، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الحَيَاةَ الأَبَدِيَّة؟».
فقَالَ لَهُ يَسُوع: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لا أَحَدَ صَالِحٌ إِلاَّ وَاحِد، هُوَ ٱلله!
أَنْتَ تَعْرِفُ الوَصَايَا: لا تَقْتُلْ، لا تَزْنِ، لا تَسْرِقْ، لا تَشْهَدْ بِٱلزُّور، لا تَظْلِمْ، أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ».
فقَالَ لَهُ الرَّجُل: «يَا مُعَلِّم، هذِهِ كُلُّها حَفِظْتُها مُنْذُ صِبَاي».
وحَدَّقَ إِلَيْهِ يَسُوعُ فَأَحبَّهُ، وقَالَ لَهُ: «وَاحِدَةٌ تَنْقُصُكَ: إِذْهَبْ، وَبِعْ كُلَّ مَا لَكَ، وأَعْطِ الفُقَرَاء، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ في السَّمَاء، وتَعَالَ ٱتْبَعْنِي!».
فَٱغْتَمَّ الرَّجُلُ لِهذَا الكَلام، ومَضَى حَزِينًا، لأَنَّهُ كانَ صَاحِبَ مُقْتَنَياتٍ كَثِيرة.
فأَجالَ يَسُوعُ نَظَرَهُ في مَنْ حَوْلَهُ وقَالَ لِتَلامِيذِهِ: «مَا أَصْعَبَ عَلَى الأَثْرِيَاءِ أَنْ يَدْخُلُوا مَلَكُوتَ الله!».
ودَهِشَ التَّلامِيذُ مِنْ كَلامِهِ، فَأَجَابَ يَسُوعُ ثَانِيَةً وقَالَ لَهُم: «يَا بَنِيَّ، مَا أَصْعَبَ الدُّخُولَ إِلى مَلَكُوتِ الله!
إِنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في خِرْمِ الإِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ الله».
فَبُهِتُوا جِدًّا وقَالُوا بَعْضُهُم لِبَعْض: «فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَخْلُص؟».
فحَدَّقَ إِلَيْهِم يَسُوعُ وقَال: «هذَا غَيْرُ مُمْكِنٍ عِنْدَ النَّاس، لا عِنْدَ الله، فَعِنْدَ اللهِ كُلُّ شَيءٍ مُمْكِن».
التعليق الكتابي :
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
عظة
«فَمَن يَقدِرُ أَن يَخلُص؟»
بإجابته على السؤال الذي طرحه عليه رجل غني، أظهر الرّب يسوع له كيف يمكنه أن يبلغ الحياة الأبدية. لكن فكرة التخلّي عن ثرواته، جعلت هذا الرجل حزينًا جدًا فرحل. فأعلن الرّب يسوع: “لأَن يَمُرَّ الجَمَلُ مِن ثَقْبِ الإِبرَة أَيسَرُ مِن أَن يَدخُلَ الغَنِيُّ مَلكوتَ الله “. بدوره، اقترب بطرس من يسوع، وهو الذي تجرّد من كلّ شيء عندما ترك مهنته ومركبه، والذي لم يعد يملك حتى صنّارة. وطرح هذا السؤال على الرّب يسوع: ” فَمَن يَقدِرُ أَن يَخلُص؟”
لاحظ تحفّظ هذا التلميذ وحماسته في الوقت نفسه. فهو لم يقل: “أنت تطلب المستحيل، هذه الوصيّة صعبة جدًا، هذه الشريعة صارمة جدًا”. وفي الوقت عينه لم يبق صامتًا. لكن، باحترام، وبإظهار تنبّه تجاه الآخرين، قال: ” فَمَن يَقدِرُ أَن يَخلُص؟ “. فهو حتى قبل أن يصبح راعي كنيسته، كانت لديه هذه الرُّوح؛ وقبل أن يولّى سلطة…، كان يهتمّ لأمر العالم كلّه. إن رجلاً غنيًّا كان ليسأل ذلك ربما عن منفعة، لهمّه على مصلحته الشخصيّة ودون أن يفكّر بالآخرين.
لكن لا يمكننا أن نشكّك في بطرس، الذي كان فقيرًا، بأنه طرح سؤاله لدوافع مشابهة. إنها علامة بأنه كان يهتمّ لخلاص الآخرين، وأن كان يرغب بأن يتعلّم من معلّمه كيف نبلغ ذلك.
من هنا كان جواب الرّب يسوع المسيح المشجّع: “هذا شَيءٌ يُعجِزُ النَّاسَ وَلا يُعجِزُ الله”. يعني بذلك: “لا تعتقدوا بأني سأتخلّى عنكم. أنا بنفسي، سأساعدكم في قضيّة بالغة الأهميّة، وسأجعل سهلاً ويسيراً ما هو صعب”.