القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 30 أكتوبر – تشرين الأول 2021 “
السبت من الأسبوع السادس بعد عيد الصليب
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 27-19:9
يا إِخوَتِي، معَ أَنِّي حُرٌّ مِنَ الجَمِيع، فقَدْ جَعَلْتُ نَفْسِي عَبْدًا لِلجَمِيع، لأَرْبَحَ الكَثِيرِين.
فَصِرْتُ لِليَهُودِ كَأَنِّي يَهُودِيٌّ لأَرْبَحَ اليَهُود، ولِلَّذِينَ هُم في حُكْمِ الشَّرِيعَةِ كَأَنِّي في حُكْمِ الشَّرِيعَة، مَعَ أَنِّي لَسْتُ في حُكْمِ الشَّرِيعَة، لأَرْبَحَ الَّذِينَ هُم في حُكْمِ الشَّرِيعَة.
ولِلَّذِينَ هُم بِلا شَرِيعَةٍ كَأَنِّي بِلا شَرِيعَة، معَ أَنِّي لَسْتُ بِلا شَرِيعَة، بَلْ أَنَا في شَرِيعَةِ المَسِيح، لأَرْبَحَ الَّذِينَ هُم بِلا شَرِيعَة.
صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ ضَعِيفًا لأَرْبَحَ الضُّعَفَاء. وصِرْتُ كُلَّ شَيءٍ لِكُلِّ النَّاسِ لأُخَلِّصَ بَعْضًا مِنْهُم في كُلِّ حَال.
وإِنِّي أَفْعَلُ كُلَّ شَيءٍ في سَبِيلِ الإِنْجِيل، لأَصِيرَ شَرِيكًا فيهِ معَ الآخَرِين.
أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يُسَابِقُونَ في المَيْدَان، كُلُّهُم يُسَابِقُون، ولكِنَّ وَاحِدًا مِنْهُم يَفُوزُ بِالجَائِزَة؟ فَهكَذَا أَنْتُم سَابِقُوا حَتَّى تَفُوزُوا.
وكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبِطُ نَفْسَهُ في كُلِّ شَيء. أَمَّا أُولئِكَ فَلِكَي يَفُوزُوا بِإِكْليلٍ يَفْنَى، وأَمَّا نَحْنُ فَلِكَي نَفُوزَ بِإِكْليلٍ لا يَفْنَى.
فَأَنَا أُسَابِقُ هكَذَا، لا كأَنِّي أَسْعَى بِدُونِ هَدَف. وأُلاكِمُ، لا كَأَنِّي أُصَارِعُ الفَضَاء.
لكِنِّي أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ، لِئَلاَّ أَصِيرَ أَنَا نَفْسِي مَرْذُولاً، بَعْدَ أَنْ بَشَّرْتُ الآخَرِين.
إنجيل القدّيس متّى 43-36:13
تَرَكَ يَسُوعُ الجُمُوعَ وَأَتَى إِلى البَيْت، فَدَنَا مِنْهُ تَلامِيْذُهُ وقَالُوا لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زُؤَانِ الحَقْل».
فَأَجَابَ وقَال: «زَارِعُ الزَّرْعِ الجَيِّدِ هُوَ ٱبْنُ الإِنْسَان،
والحَقْلُ هُوَ العَالَم، والزَّرْعُ الجَيِّدُ هُم أَبْنَاءُ المَلَكُوت، والزُّؤَانُ هُم بَنُو الشِّرِّير،
والعَدُوُّ الَّذي زَرَعَ الزُّؤَانَ هُوَ إِبْلِيس، والحِصَادُ هُوَ نِهَايَةُ العَالَم، والحَصَّادُونَ هُمُ المَلائِكَة.
فكَمَا يُجْمَعُ الزُّؤَانُ ويُحْرَقُ بِالنَّار، كَذلِكَ يَكُونُ في نِهَايَةِ العَالَم.
يُرْسِلُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ مَلائِكَتَهُ، فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَمْلَكَتِهِ كُلَّ الشُّكُوكِ وفَاعِلي الإِثْم،
ويُلقُونَهُم في أَتُّونِ النَّار. هُنَاكَ يَكُونُ البُكَاءُ وصَرِيْفُ الأَسْنَان.
حينَئِذٍ يَسْطَعُ الأَبْرَارُ كالشَّمْسِ في مَلَكُوتِ أَبِيْهِم. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَع!
التعليق الكتابي :
الرسالة إلى دِيوغنيتُس (نحو 200)
الفصل الثامن
طول أناة الله
إنّ الله، خالق الكون وسيّده، الذي صنع الأشياء كلّها ورتّبها بانتظام، قد أثبت أنّه ليس فقط محبًّا بشكل كامل للبشر، إنّما أظهر أيضًا أنّه طويل الأناة. هو الذي كان دائمًا، منذ الأزل، ولا يزال في الوقت الحالي، وسوف يكون إلى الأبد: معينًا ولطيفًا ووديعًا وصادقًا… هو وحده الكليّ الصلاح. لكن عندما وضع تدبيره العظيم الفائق الوصف، لم يكشف عنه إلاّ لابنه الوحيد. وفي وقت احتفاظه بذلك السرّ وإخفائه مشروع حكمته، بدا لنا أنّه غير مكترث لأمرنا وغير مهتمّ بنا. غير أنّه عندما أظهر ما أعدّه لنا منذ البدء، من خلال ابنه الحبيب، قدّم إلينا كلّ شيء دفعة واحدة: المشاركة في حسناته، ورؤية سخاء عطاياه وفهمها. مَن منّا كان بإمكانه أن يتوقّع ذلك؟
لقد دبّر الله كلّ شيء بنفسه مع ابنه؛ لكن حتّى هذه الأزمنة الأخيرة، سمح لنا أن ننجرف وراء أهوائنا التي تثيرها الملذّات والشهوات. هذا لا يعني على الإطلاق أنّه كان يتمتّع بخطايانا؛ لكنّه كان يتقبّل هذا الزمن حيث سيطر الشرّ بدون أن يكون موافقًا على ذلك. كان يُعدّ العهد الحالي، عهد العدالة. خلال هذه الفترة، أظهرت أعمالنا عدم استحقاقنا للحياة التي أنعم بها الله علينا؛ لكنّنا أصبحنا جديرين بها بفعل محبّة الله لنا. لقد أظهرنا أنّنا لا نستطيع الوصول إلى ملكوت الله بأنفسنا؛ لذا، إنّها قدرته التي جعلنا قادرين على ذلك حاليًّا… الله لم يكرهنا، ولم ينبذنا، ولم يحقد علينا، بل كان طويل الأناة تجاهنا لفترة طويلة.