القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 24 نوفمبر – تشرين الثاني 2021 “
الأربعاء من أسبوع بشارة العذراء
رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية 29-23:3
يا إِخوَتِي، قَبْلَ أَنْ يَأْتيَ الإِيْمَان، كُنَّا مُحْتَجَزِينَ مَحبُوسِينَ تَحْتَ الشَّرِيعَة، إِلى أَنْ يُعْلَنَ الإِيْمَانُ المُنْتَظَر.
إِذًا فَالشَّرِيعَةُ كَانَتْ لَنَا مُؤَدِّبًا يَقُودُنَا إِلى المَسِيح، لِكَيْ نُبَرَّرَ بِالإِيْمَان.
فَلَمَّا أَتَى الإِيْمَان، لَمْ نَعُدْ تَحْتَ مُؤَدِّب؛
لأَنَّكُم جَمِيعًا أَبْنَاءُ اللهِ بَالإِيْمَان، في المَسِيحِ يَسُوع.
فأَنْتُم جَمِيعَ الَّذِينَ ٱعْتَمَدْتُم في المَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ ٱلمَسِيح.
فلا يَهُودِيٌّ بَعْدُ ولا يُونَانِيّ، لا عَبْدٌ ولا حُرّ، لاَ ذَكَرٌ ولا أُنْثَى، فإِنَّكُم جَمِيعًا وَاحِدٌ في المَسِيحِ يَسُوع.
فَإِنْ كُنْتُم لِلمَسِيح، فأَنْتُم إِذًا نَسْلُ إِبْراهِيم، ووَارِثُونَ بِحَسَبِ الوَعْد.
إنجيل القدّيس متّى 58-54:13
أَتَى يَسوعُ إِلى النَّاصِرَةَِ بَلْدَتِهِ، فَأَخَذَ يُعَلِّمُ في مَجْمَعِهِم حَتَّى بُهِتُوا وقَالُوا: «مِنْ أَيْنَ لَهُ هذِهِ الحِكْمَةُ وهذِهِ الأَعْمَالُ القَدِيْرَة؟
أَلَيْسَ هذَا ٱبْنَ النَّجَّار؟ أَلا تُدْعَى أُمُّهُ مَرْيَم، وإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ ويُوسِي، وسِمْعَانَ ويَهُوذَا؟
أَلَيْسَتْ جَمِيْعُ أَخَوَاتِهِ عِنْدَنَا؟ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ كُلُّ هذَا؟».
وكَانُوا يَشُكُّونَ فِيه. أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهُم: «لا يَكُونُ نَبِيٌّ بِلا كَرَامَةٍ إِلاَّ في بَلْدَتِهِ وفي بَيْتِهِ».
ولَمْ يَصْنَعْ هُنَاكَ أَعْمَالاً قَدِيْرَةً كَثِيْرَةً لِعَدَمِ إِيْمَانِهِم بِهِ.
التعليق الكتابي :
القدّيس مكسيمُس المُعترف (حوالى 580 – 662)، راهب ولاهوتي
Capita theologica, 1, 8-13
«أَلَيسَ هذا ابنَ النَّجَّار؟»
إنّ كلمة الله قد وُلِدَ مرّة ًواحدةً وإلى الأبد بحسب الجسد. لكن بسبب حبّه للبشر، فإنّه يرغب بأن يولد بلا انقطاع بحسب الرُّوح في الذين يريدونه: فهو يجعل نفسه طفلًا صغيرًا ويتشكّل فيهم مع تشكّل الفضائل؛ هو يُظهِرُ نفسه عندما يعرف أن من يتلقّاه قادر على ذلك. وبعمله هذا، فهو لا يُخفّض من وهج عظمته بفعل المُطالبة، إنّما لأنّه يقيس قدرة الذين يريدون رؤيته.
هكذا، يكشف كلمة الله عن ذاته لنا دائمًا بالطريقة التي تناسبنا، لكنّه يبقى محجوبًا للجميع بسبب عظمة سرّه. لذلك ونظرًا إلى قوّة هذا السر، قال الرسول بحكمة: “إِنَّ يسوعَ المَسيحَ هو هو أَمْسِ واليَومَ ولِلأَبَد” (عب 13: 8)؛ وكان يراقب هذا السرّ المتجدّد دائمًا الذي لا ينتهي الفكر أبدًا من سبر أغواره… لا يمكن سوى للإيمان أن يكشف هذا السرّ، هذا الإيمان الذي هو في صلب كلّ ما يتخطّى الفكر ويتحدّى التعبير.