القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 18 يونيو – حزيران 2022 “
السبت الثاني من زمن العنصرة
مار لاونطيوس الطرابلسيّ الشهيد
سفر أعمال الرسل 33-21b:5
يا إِخْوَتِي، جَاءَ عَظِيمُ ٱلأَحْبَارِ وٱلَّذِينَ مَعَهُ، ودَعَوا ٱلمَجْلِسَ وشُيُوخَ بَنِي إِسْرَائِيل، وأَرْسَلُوا إِلى ٱلسِّجْنِ لِيُحْضِرُوا الرُسُل.
وذَهَبَ ٱلحَرَسُ فَلَمْ يَجِدُوهُم في ٱلسِّجْن، فَعَادُوا وأَخْبَرُوا
قَائِلين: «وَجَدْنا ٱلسِّجْنَ مُغْلَقًا بِكُلِّ إِحْكَام، وٱلحُرَّاسَ واقِفِينَ عَلى ٱلأَبْوَاب، ولكِنْ لَمَّا فَتَحْنَا، لَمْ نَجِدْ في ٱلدَّاخِلِ أَحَدًا».
فَلَمَّا سَمِعَ قائِدُ حَرَسِ ٱلهَيْكَلِ وٱلأَحْبَارُ هذَا ٱلكَلام، تَحَيَّرُوا في أَمْرِ ٱلرُّسُل، وتَساءَلُوا: «مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟».
وجَاءَ رَجُلٌ فأَخْبَرَهُم: «هَا إِنَّ ٱلرِّجَالَ ٱلَّذِينَ وَضَعْتُمُوهُم في ٱلسِّجْنِ وَاقِفُونَ في ٱلهَيْكَلِ يُعَلِّمُونَ ٱلشَّعْب!».
حِينَئِذٍ مَضَى ٱلقَائِدُ مَعَ حَرَسِهِ، وأَحْضَرُوهُم بِغَيرِ عُنْفٍ لأَنَّهُم كَانُوا يَخَافُونَ مِنَ ٱلشَّعْب، لِئَلاَّ يُرْجَمُوا.
وَلَمَّا أَحْضَرُوهُم، أَقَامُوهُم في ٱلمَجْلِس، وسَأَلَهُم عَظِيمُ ٱلأَحْبَارِ
قَائِلاً: «لَقَدْ أَمَرْناكُم أَمْرًا أَلاَّ تُعَلِّمُوا بِهذَا ٱلٱسْم. وهَا إِنَّكُم مَلأَتُمْ أُورَشَلِيمَ بِتَعْلِيمِكُم، وتُرِيدُونَ أَنْ تَجْلُبُوا علَيْنَا دَمَ هذَا ٱلرَّجُل!».
فَأَجَابَ بُطْرُسُ وٱلرُّسُلُ وقَالُوا: «أَللهُ أَحَقُّ بِٱلطَّاعَةِ مِنَ ٱلبَشَر!
إِنَّ إِلهَ آبَائِنَا قَدْ أَقَامَ يَسُوعَ ٱلَّذِي قَتَلْتُمُوهُ أَنْتُم، إِذْ علَّقتُمُوهُ عَلى خَشَبَة.
هذَا رَفَعَهُ ٱللهُ بِيَمِينِهِ رَئِيسًا وَمُخَلِّصًا لِيَمْنَحَ إِسْرائِيلَ ٱلتَّوْبَةَ وغُفْرَانَ ٱلخَطَايَا.
ونَحْنُ شُهُودٌ عَلى هذِهِ ٱلأُمُور، نَحْنُ وٱلرُّوحُ ٱلقُدُسُ ٱلَّذِي وَهَبَهُ ٱللهُ لِلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ».
فَلَمَّا سَمِعَ أَعْضَاءُ ٱلمَجْلِسِ هذَا ٱلكَلام، حَنِقُوا، وعَزَمُوا عَلى قَتْلِ ٱلرُّسُل.
إنجيل القدّيس يوحنّا 4-1:16
قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «كَلَّمْتُكُم بِهذَا لِئَلاَّ تَعْثُرُوا.
سَيَفْصِلُونَكُم مِنَ المَجَامِع. بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ يَظُنُّ فِيهَا كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُم أَنَّهُ يُؤَدِّي للهِ عِبَادَة.
وسَيَفْعَلُونَ هذَا بِكُم، لأَنَّهُم مَا عَرَفُوا الآب، ولا عَرَفُونِي.
لكِنِّي كَلَّمْتُكُم بِهذَا، حَتَّى إِذَا حَانَتِ السَّاعَةُ تَتَذَكَّرُونَ أَنِّي قُلْتُهُ لَكُم. ولَمْ أَقُلْ لَكُم هذَا مُنْذُ البَدْءِ لأَنِّي كُنْتُ مَعَكُم.
التعليق الكتابي :
القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
الدراسة 93 حول إنجيل القدّيس يوحنّا
«كَلَّمْتُكُم بِهذَا لِئَلاَّ تَعْثُرُوا»
بعد أن وعد المخلّص تلاميذه بأن يرسل لهم الرُّوح القدس الذي سيجعل منهم جميعًا شهودًا للحقيقة، أضاف: “كَلَّمْتُكُم بِهذا لِئَلاَّ تَعْثُروا”. وبالفعل، عندما تنسكب محبّة الله في قلوبنا بواسطة الرُّوح القدس ينتشر في الوقت ذاته سلامٌ وافرٌ في أذهان أولئك الذين يحبّون شريعة الله، فلا يعود أيّ أمر يشكّل “حَجَرَ عِثَارٍ” بالنسبة إليهم (راجع مز 119[118]: 165). ثمّ تنبّأ لهم بالمحن التي تنتظرهم: “سَيَفْصِلُونَكُم مِنَ المَجَامِع”. ولكن ما هو الضرر البالغ الذي سيصيب الرسل عند فصلهم من المجامع اليهوديّة بما أنّهم كانوا سيخرجون بأنفسهم من غير أن يطردهم أحد؟ لقد أراد الرّب يسوع من خلال ذلك أن يعلّمهم بأنّ اليهود لن يستقبلوا الرَبّ يسوع الذي لا يمكن لتلاميذه أن ينفصلوا عنه.
في الواقع، لو أراد اليهود أن يعترفوا بالرَبّ يسوع، وبما أنّه لم يكن هناك من شعب آخر لله سوى نسل إبراهيم، لكانت كنائس الربّ يسوع لا تختلف عن مجامع اليهود. لكن بما أنّ اليهود رفضوا استقبال الربّ يسوع، فالنتيجة الطبيعيّة هي أنّهم أبقوا أنفسهم خارجًا عنه، وكان عليهم بالتالي أن يطردوا من مجامعهم أولئك الذين لا يريدون الانفصال عن الربّ.