القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” بيرمون الميلاد “
الثلاثاء من أسبوع النسبة
بيرمون الميلاد
الرسالة إلى العبرانيّين 10-7:11
يا إخوَتِي، بِالإِيْمانِ أُوحِيَ إِلى نُوحٍ بِأُمُورٍ لَمْ تَكُنْ بَعْدُ مَرْئِيَّة، فَٱتَّقَى الله، وبَنَى لِخَلاصِ بَيْتِهِ سَفِينَة، دَانَ بِهَا العَالَم، وبالإِيْمَانِ صَارَ وَارِثًا لِلبِرّ.
بِالإِيْمَانِ أَطَاعَ إِبْرَاهِيم، لَمَّا دَعَاهُ الله، لِيَخْرُجَ إِلى المَكَانِ الَّذي كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَرِثَهُ. فَخَرَجَ وهُوَ لا يَدرِي إِلى أَينَ يَذْهَب.
بِالإِيْمَانِ نَزَلَ في أَرْضِ المِيعَادِ كَمَا في أَرْضٍ غَرِيبَة، وأَقَامَ في خِيَامٍ مَعَ إِسْحقَ ويَعقُوبَ الوارِثَينِ معَهُ لِلوَعْدِ عَيْنِهِ،
لأَنَّهُ كانَ يَنْتَظِرُ المَدِينَةَ ذاتَ الأَسَاسَاتِ الثَّابِتَة، الَّتي صَانِعُهَا ومُبْدِعُهَا هُوَ الله.
إنجيل القدّيس يوحنّا 20-12:8
قالَ الرَبُّ يَسُوع (للكتبة والفرّيسيّين): «أَنَا هُوَ نُورُ العَالَم. مَنْ يَتْبَعُنِي فَلَنْ يَمْشِيَ في الظَّلام، بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الحَيَاة».
فَقَالَ لَهُ الفَرِّيسِيُّون: «أَنْتَ تَشْهَدُ لِنَفْسِكَ، فَشَهَادَتُكَ غَيْرُ صَادِقَة».
أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «وإِنْ أَشْهَدْ أَنَا لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي صَادِقَة، لأَنِّي أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ أَتَيْتُ وإِلى أَيْنَ أَذْهَب. أَمَّا أَنْتُم فَلا تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ آتِي، ولا إِلى أَيْنَ أَذْهَب.
أَنْتُم كَبَشَرٍ تَدِينُون، وأَنَا لا أَدِينُ أَحَدًا.
وإِنْ كُنْتُ أَنَا أَدينُ فَدَيْنُونَتِي حَقٌّ هِيَ، لأَنِّي لَسْتُ وَحْدِي، بَلْ أَنَا والآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي.
لَقَدْ كُتِبَ فِي تَوْراتِكُم أَنَّ شَهَادَةَ ٱثْنَينِ هِيَ صَادِقَة.
فَأَنَا الشَّاهِدُ لِنَفْسِي، ويَشْهَدُ لِيَ الآبُ الَّذي أَرْسَلَنِي».
فَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ أَبُوك؟». أَجَابَ يَسُوع: «لَسْتُم تَعْرِفُونِي أَنَا، ولا أَبِي، ولَو عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُم أَبِي أَيْضًا».
قَالَ يَسُوعُ هذَا الكَلام، وهُوَ يُعَلِّمُ فِي الهَيْكَل، عِنْدَ خِزَانَةِ المَال، ومَا قَبَضَ عَلَيْهِ أَحَد، لأَنَّ سَاعَتَهُ مَا كَانَتْ بَعْدُ قَدْ حَانَتْ.
التعليق الكتابي :
القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
عظات عن إنجيل القدّيس يوحنّا، العظة 34
نورُ العالم
إنّ كلمات الربّ: “أَنَا هُوَ نُورُ العَالَم” واضحة، برأيي، لأولئك الذين لديهم عيونٌ يستطيعون من خلالها أن يتأمّلوا هذا النور. ولكن يتفاجأ مَن ليس لديهم سوى عيون الجسد بقول الربّ يسوع المسيح “أَنَا هُوَ نُورُ العَالَم”. ومنهم مَن قد يذهب بتساؤله إلى القول: ألا يكون المسيح تلك الشمس التي تحدّد النهار بشروقها وغروبها؟ كلاّ، إنّ الربّ يسوع المسيح ليس تلك الشمس المخلوقة، إنّما هو خالقها. “بِه كانَ كُلُّ شَيء وبِدونِه ما كانَ شَيءٌ مِمّا كان” (راجع يو 1: 3). فهو إذًا النور الذي خلق النور الذي نراه. فلنحبّ هذا النور، ولنفهمه ولنرغب فيه، كي نصل يومًا ما إليه، لنجعله يوجّهنا فنعيش فيه للأبد…
إذًا يا إخوتي، أنتم ترون، إذا كانت لديكم عيونٌ ترى خفايا الروح، النور الذي قال عنه الربّ: “مَنْ يَتْبَعُنِي فَلَنْ يَمْشِيَ في الظَّلام”… اتبع شمس العالم هذه لنرى إن كنت لن تمشي في الظلام!! فها هي تشرق وتأتي إليك، فإذا مشيت خلفها، متّبعًا مسارها، فهي ستقودك نحو الغرب… لذلك عليك أنت أن تمشي نحو الشمس الساطعة التي لا تغرب وهي الرّب يسوع المسيح.