القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني” 8 مايو – أيار 2021 “
عيد الإنجيليّ مار يوحنّا الرسول
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 31-26:1
يا إِخوَتِي، فَٱنْظُرُوا دَعْوَتَكُم، يَا إِخْوَتِي، فَلَيْسَ فِيكُم كَثِيرُونَ حُكَمَاءُ بِحِكْمَةِ البَشَر، ولا كَثِيرُونَ أَقْوِيَاء، ولا كَثِيرُونَ مِنْ ذَوِي الحَسَبِ الشَّرِيف.
إِلاَّ أَنَّ اللهَ ٱخْتَارَ مَا هُوَ حَمَاقَةٌ في العَالَمِ لِيُخْزِيَ ٱلحُكَمَاء، ومَا هُوَ ضُعْفٌ في العَالَمِ لِيُخْزِيَ ٱلأَقْوِيَاء.
وٱخْتَارَ اللهُ مَا هُوَ وَضِيعٌ ومُحْتَقَرٌ ومَعْدُوم، لِيُبْطِلَ المَوْجُود،
لِئَلاَّ يَفْتَخِرَ بَشَرٌ أَمَامَ الله.
فَبِفَضْلِ اللهِ أَنْتُم في المَسِيحِ يَسُوع، الَّذي صَارَ لَنَا مِنْ عِنْدِ اللهِ حِكْمَةً وَبِرًّا وتَقْدِيسًا وَفِدَاء،
لِيَتِمَّ مَا هُوَ مَكْتُوب: «مَنْ يَفْتَخِرْ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبّ!».
إنجيل القدّيس يوحنّا 25-20:21
إِلتَفَتَ بُطْرُس، فَرَأَى التِّلْمِيذَ الَّذي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ يَتْبَعُهُمَا، وهُوَ الَّذي مَالَ عَلى صَدْرِ يَسُوعَ وَقْتَ العَشَاءِ وقَالَ لَهُ: يَا رَبّ، مَنْ هُوَ الَّذي يُسْلِمُكَ.
فَلَمَّا رَآهُ بُطْرُسُ قَالَ لِيَسُوع: «يَا رَبّ، وهذَا، مَا يَكُونُ لَهُ؟».
قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِنْ شِئْتُ أَنْ يَبْقَى حَتَّى أَجِيء، فَمَاذَا لَكَ؟ أَنْتَ، ٱتْبَعْنِي!».
وشَاعَتْ بَيْنَ الإِخْوَةِ هذِهِ الكَلِمَة، وهِيَ أَنَّ ذلِكَ التِّلْمِيذَ لا يَمُوت. لكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقُلْ إِنَّهُ لا يَمُوت، بَلْ: إِنْ شِئْتُ أَنْ يَبْقَى حَتَّى أَجِيء، فَمَاذَا لَكَ.
هذَا التِّلْمِيذُ هُوَ الشَّاهِدُ عَلى هذِهِ الأُمُور، وهُوَ الَّذي دَوَّنَهَا، ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ حَقّ.
وصَنَعَ يَسُوعُ أُمُورًا أُخْرَى كَثِيْرَة، لَوْ كُتِبَتْ وَاحِدًا فَوَاحِدًا، لَمَا أَظُنُّ أَنَّ العَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُهَا أَسْفَارًا مَكْتُوبَة.
التعليق الكتابي :
القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
عظات حول إنجيل القدّيس يوحنّا، العظة 124
بطرس ويوحنّا، من العمل إلى التأمّل
عرفَتْ الكنيسة حياتين متوّجَتَين ينصح بهما الله. واحدة في الإيمان، والأخرى في المشاهدة؛ واحدة في الحجّ الزمنيّ، والأخرى في المسكن الأبديّ؛ واحدة في العمل، والأخرى في الراحة؛ حياة على الطريق، وحياة أخرى في الوطن؛ واحدة في جهد العمل، والأخرى في مكافأة التأمّل… الأولى مُمَثَّلَة بالرسول بطرس، والثانية بيوحنّا. الحياة الأولى تدور كليًّا هنا في الأسفل حتّى نهاية العالم، وتنتهي حينئذٍ. والحياة الثانية لا تجد مِلأها إلاّ بعد نهاية العالم؛ ففي العالم الآتي لن تكون لها نهاية.
لأجل ذلك، قالَ الرّب يسوع لبطرس: “اتبعني”، وبالنسبة إلى يوحنّا: “لو شئتُ أن يبقى إلى أن آتي، فما لك وذلك؟ أمّا أنتَ فاتبعني”… فَليَتبعْني عملك الكامل والمكيّف على مثال آلامي؛ فَليستمرّ التأمّل الذي بدأ إلى أن آتي: أنا أمنحُه الكمال عند عودتي. لأنّ هذا الحماس الدائم الذي يصمد حتّى الموت يتبعُ المسيح؛ وهذه المعرفة التي تصبحُ حينها جليّةً في الملء، تستمرّ حتّى مجيء الرّب يسوع المسيح. هنا في بلاد المائتين، يجب أن نحتملَ مشقّات هذا العالم؛ أمّا هناك، فإنّنا سنُعاينُ صلاح الربّ في أرض الأحياء (مز27[26]: 13)…
إذاً، فلا يُفرّقَنَّ أحد هذين الرسولين المَجيدَين عن بعضهما؛ لأنّهما كليهما كانا في جميع ما يرمزُ إليه بطرس وكليهما سيُضحيان فيما يُمثِّله يوحنّا.