القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 13 يناير – كانون الثاني 2020 “
الاثنين من الأسبوع الأوّل بعد الدنح
مار يعقوب النصيبينيّ المعترف
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 18-12:10
يا إخوَتِي، نَحْنُ لا نَجْرُؤُ أَنْ نُسَاوِيَ أَنْفُسَنا بِقَومٍ يَشْهَدُونَ لأَنْفُسِهِم، أَو نُقَارِنَ بَيْنَنا وبَيْنَهُم، لأَنَّ الَّذِينَ يَقِيسُونَ أَنْفُسَهُم بِأَنْفُسِهِم، ويُقَارِنُونَ أَنْفُسَهُم بِأَنْفُسِهِم، لا يَفْهَمُون!
أَمَّا نَحْنُ فَلا نَفْتَخِرُ فَوْقَ القِيَاس، بَلْ بِقِيَاسِ الحُدُودِ الَّتي رَسَمَهَا ٱللهُ لَنَا، وقَدْ بَلَغَتْ بِنا إِلَيْكُم.
فَنَحْنُ لا نَتَعَدَّى حُدُودَنا، كَأَنَّنا لَمْ نَبْلُغْ إِلَيْكُم، بَلْ كُنَّا أَوَّلَ مَنْ وَصَلَ إِلَيْكُم بِإِنْجِيلِ المَسيح.
إِنَّنا لا نَفْتَخِرُ فَوقَ القِيَاسِ عَلى حِسَابِ أَتْعَابِ غَيْرِنَا، بَلْ نَرجُو، عِنْدما يَنْمُو إِيْمَانُكُم، أَنْ نَزْدَادَ قَدْرًا في أَعْيُنِكُم، ضِمْنَ حُدُودِ عَمَلِنا،
لِكَي نَحْمِلَ البِشَارَةَ إِلى أَبْعَدَ مِنْ عِنْدِكُم، ولا نَفْتَخِرَ بِمَا أَنْجَزَهُ غَيرُنا ضِمْنَ حُدُودِ عَمَلِهِ.
«وَمَنْ يَفْتَخِرْ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبّ!».
فَلَيْسَ مَنْ يَشْهَدُ لِنَفْسِهِ هوَ المَقْبُولُ عِنْدَ الرَّبّ، بَلْ مَنْ يَشْهَدُ لَهُ الرَّبّ!
إنجيل القدّيس مرقس 8-1:1
بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ المَسِيحِ ٱبْنِ الله.
جَاءَ في كِتَابِ النَّبِيِّ آشَعْيا: «هَا إِنِّي أُرْسِلُ مَلاكِي أَمَامَ وَجْهِكَ، وهوَ يُمَهِّدُ طَرِيقَكَ.
صَوْتُ صَارِخٍ في البَرِّيَّة: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبّ، وَٱجْعَلُوا سُبُلَهُ قَوِيمَة».
تَمَّتْ هذِهِ النُّبُوءَةُ يَوْمَ جَاءَ يُوحَنَّا يُعمِّدُ في البَرِّيَّةِ ويَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الخَطَايَا.
وكَانَتْ كُلُّ بِلادِ اليَهُودِيَّة، وَجَمِيعُ سُكَّانِ أُورَشَليم، يَخْرُجُونَ إِلَيْه، وَيَعْتَمِدُونَ عَلَى يَدِهِ في نَهْرِ الأُرْدُنّ، مُعْتَرِفِينَ بِخَطايَاهُم.
وكانَ يُوحَنَّا يَلْبَسُ ثَوْبًا مِنْ وَبَرِ الجِمَال، وَيَشُدُّ وَسَطَهُ بِحِزَامٍ مِن جِلْد، ويَقْتَاتُ مِنَ الجَرَادِ وعَسَلِ البَرَارِي.
وكانَ يُنَادِي قَائِلاً: «يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لا أَسْتَحِقُّ أَنْ أَنْحَنِيَ لأَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ.
أَنَا عَمَّدْتُكُم بِٱلمَاء، أَمَّا هُوَ فَيُعَمِّدُكُم بِٱلرُّوحِ القُدُس».
التعليق الكتابي :
القدّيس مكسيمُس الطورينيّ (؟ – نحو 420)، أسقف
العظة 88
« وكانَ [يُوْحَنَّا] يَعِظُ الشَّعبَ بِأَقوالٍ كَثيرةٍ غَيرِها فيُبَلِّغُهُمُ البِشارة » (لو 3: 18)
لم يَكْرِز يوحنا الْمَعْمَدَانُ فقط فِي زمانه مُعلِنًا مجيء الربّ للفريسيين قَائِلاً: “أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ واجعَلوا سُبُلَه قويمة” (مت 3: 3). بل ها هو يصرخ اليوم أيضًا في داخلنا ورعد صوته يهّز صحراء خطايانا… وصوته ما زال يُدَوّي اليوم، قائلاً: “أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ واجعَلوا سُبُلَه قويمة”. وهو يطلب منا أن نعدّ طريق الربّ ليس بشقّ طريقٍ بل من خلال نقاوة إيماننا. إن الربّ لا يسلك طرق الأرض بل يدخل أسرار القلب. إن كانت هذه الطريق مملؤة عثراتٍ ناتجة عن آدابنا، أو صعوباتٍ ناتجة عن قسوتنا، أو أوساخٍ ناتجة عن تصرفاتنا، فيُطلبُ منا أن ننظفَها ونمهدّها ونسوّيها. وبذلك إذ يأتي الربّ إلينا فلا يتعثّر بل يجدَ طريقًا ممهَدًا بالعفّة ومسهَّلًا بالإيمان ومزيّنًا بصدقاتنا. هذا هو الطريق الذي ٱعتاد الربّ أن يمشيه كما قال النبّي، “مَهِّدوا لِلرَّاكِبِ على الغَمام. الرَّبُّ اَسمُه فاَبتَهِجوا أَمامَه” (مز 68[67]: 5)
إن يوحنا نفسه رسم طريقه ونظّمها بامتياز لمجيء الرّب يسوع المسيح لأنه كان رصينًا ومتواضعًا وفقيرًا وبكرًا في كل شيء. “وكانَ على يُوحنَّا هذا لِباسٌ مِن وَبَرِ الإِبِل، وحَولَ وَسَطِه زُنَّارٌ مِن جِلْد. وكان طَعامُه الجَرادَ والعَسلَ البَرِّيّ” (مت 3: 4). فهل من علامة أكبر للتواضع من أن يزدري المرء الملابس الناعمة ويستبدلها بالوبر الخشن؟ وهل من علامة أفضل للإيمان المترسّخ من أن يكون المرء وحقويه مشدودين جاهزًا دومًا لجميع واجبات الخدمة؟ وهل من علامة للتخلّي أكثر إشراقًا من أن يتغذى المرء من الجراد والعسل البرّي؟