القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين” 8 فبراير – شباط 2021 “
بدء مرفع الجبن
تذكار القدّيس العظيم في الشهداء ثيوذورس قائد الجيش
تذكار القدّيس النبيّ زخريّا
بروكيمنات الرسائل 1:1
أَلصّانِعُ مَلائِكَتَهُ رِياحًا، وَخُدّامَهُ لَهيبَ نار.
-بارِكي يا نَفسِيَ ٱلرَّبّ. أَيُّها ٱلرَّبُّ إِلَهي، لَقَد عَظُمتَ جِدًّا. (لحن 4)
رسالة القدّيس يوحنّا الثالثة 15-1:1
مِنَ ٱلكاهِنِ إِلى غايوسَ ٱلحَبيبِ ٱلَّذي أُحِبُّهُ أَنا في ٱلحَقّ:
أَيُّها ٱلحَبيبُ، أَتَمَنّى أَن تَكونَ في كُلِّ شَيءٍ مُوَفَّقًا وَمُعافًى، كَما أَنَّ نَفسَكَ مُوَفَّقَة.
فَقَد فَرِحتُ فَرَحًا عَظيمًا لَمّا قَدِمَ ٱلإِخوَةُ، وَشَهِدوا لِلحَقِّ ٱلَّذي فيكَ، كَما أَنَّكَ أَنتَ سالِكٌ في ٱلحَقّ.
وَلَيسَ لي سُرورٌ أَعظَمُ مِن هَذا: أَن ٱسمَعَ بِأَنَّ أَولادي سالِكونَ في ٱلحَقّ.
أَيُّها ٱلحَبيبُ، إِنَّكَ تَتَصَرَّفُ بِأَمانَةٍ في كُلِّ ما تَصنَعُ إِلى ٱلإِخوَةِ وَإِلى ٱلغُرَباءِ،
ٱلَّذين شَهِدوا لِمَحَبَّتِكَ أَمامَ ٱلكَنيسَة. وَتُحسِنُ صُنعًا إِذا شَيَّعتَهُم كَما يَحِقُّ للهِ،
لِأَنَّهُم مِن أَجلِ ٱسمِهِ خَرَجوا وَلَم يَأخُذوا مِنَ ٱلأُمَمِ شَيئًا.
فَيَجِبُ عَلَينا نَحنُ إِذن أَن نَقبَلَ أَمثالَ هَؤُلاءِ، لِنَصيرَ أَعوانًا لَهُم في سَبيلِ ٱلحَقّ.
قَد كَتَبتُ إِلى ٱلكَنيسَةِ، إِلاّ أَنَّ ذِيوتَريفُسَ ٱلَّذي يُحِبُّ أَن يَتَقَدَّمَ عَلَيهِم لا يَقبَلُنا.
فَلِذَلِكَ إِذا قَدِمتُ، فَسَأُذَكِّرُهُ أَعمالَهُ ٱلَّتي يَفعَلُها، إِذ يَهذي عَلَينا بِأَقوالٍ خَبيثَة. وَلا يَكتَفي بِهَذا، بَل إِنَّهُ لا يَقبَلُ ٱلإِخوَةَ، وَيَصُدُّ ٱلَّذينَ يُريدونَ (قَبولَهُم) وَيَطرُدُهُم مِنَ ٱلكَنيسَة.
أَيُّها ٱلحَبيبُ، لا تَقتَفِ ٱلشَّرَّ بَلِ ٱلخَير. إِنَّ مَن يَصنَعُ ٱلخَيرَ هُوَ مِنَ ٱللهِ، أَمّا مَن يَفعَلُ ٱلشَّرَّ فَلَم يَرَ ٱلله.
إِنَّ ديمِترِيوسَ يَشهَدُ لَهُ ٱلجَميعُ وَٱلحَقُّ نَفسُهُ، وَنَحنُ أَيضًا نَشهَدُ، وَتَعلَمونَ أَنَّ شَهادَتَنا حَقّ
كانَ لي أَشياءٌ كَثيرَةٌ أَكتُبُها، لَكِنّي لا أُريدُ أَن أَكتُبَ إِلَيكَ بِٱلمِدادِ وَٱلقَلَم.
وَلي رَجاءٌ أَن أَراكَ حالاً، فَنَتَخاطَبَ مُشافَهَةً.
أَلسَّلامُ لَكَ. يُسَلِّمُ عَلَيكَ ٱلأَصدِقاء. سَلِّم عَلى ٱلأَصدِقاءِ بِأَسمائِهِم.
هلِّلويَّات الإنجيل
سَبِّحوا ٱلرَّبَّ مِنَ ٱلسَّماوات، سَبِّحوهُ في ٱلأَعالي.
سَبِّحوهُ يا جَميعَ مَلائِكَتِهِ، سَبِّحيهِ يا جَميعَ قُوّاتِهِ. (لحن 2)
إنجيل القدّيس لوقا 39-7:22.40-29:19
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، لَمّا قَرُبَ يَسوعُ مِن بَيتَ فاجي وَبَيتَ عَنيا، عِندَ ٱلجَبَلِ ٱلمُسَمّى جَبَلَ ٱلزَّيتونِ، أَرسَلَ ٱثنَينِ مِن تَلاميذِهِ
قائِلاً: «إِذهَبا إِلى ٱلقَريَةِ ٱلَّتي بِإِزائِكُما، وَعِندَما تَدخُلانِها، تَجِدانِ جَحشًا مَربوطًا لَم يَركَبهُ إِنسانٌ قَطّ. فَحُلاَّهُ وَأتِيا بِهِ.
فَإِن سَأَلَكُما أَحَد: لِماذا تَحُلاّنِهِ؟ تَقولانِ لَهُ هَكذا: إِنَّ ٱلرَّبَّ يَحتاجُ إِلَيه».
فَذَهَبَ ٱلمُرسَلانِ، فَوَجَدا كَما قالَ لَهُما.
وَفيما هُما يَحُلاّنِ ٱلجَحشَ، قالَ لَهُما أَربابُهُ: «لِماذا تَحُلاّنِ ٱلجَحش؟»
فَقالا: «إِنَّ ٱلرَّبَّ يَحتاجُ إِلَيه».
ثُمَّ أَتَيا بِهِ إِلى يَسوعَ، وَأَلقَيا ثِيابَهُما عَلى ٱلجَحشِ وَأَركَبا يَسوع.
وَفيما هُوَ سائِرٌ فَرَشوا ثِيابَهُم في ٱلطَّريق.
لَمّا قَرُبَ يَسوعُ مِن مُنحَدَرِ جَبَلِ ٱلزَّيتونِ، طَفِقَ جَميعُ جُمهورِ ٱلتَّلاميذِ يَفرَحونَ، وَيُسَبِّحونَ ٱللهَ بِصَوتٍ عَظيمٍ عَلى كُلِّ ما شاهَدوا مِن ٱلعَجائِبِ
قائِلين: «مُبارَكٌ ٱلمَلِكُ ٱلآتي بِٱسمِ ٱلرَّبّ! أَلسَّلامُ في ٱلسَّماءِ وَٱلمَجدُ في ٱلعُلى!»
فَقالَ لَهُ بَعضُ ٱلفَرّيسِيّينَ مِن بَينِ ٱلجَمع: «يا مُعَلِّمُ، ٱزجُر تَلاميذَكَ!»
فَأَجابَهُم قائِلاً: «أَقولُ لَكُم: إِن سَكَتَ هَؤُلاءِ صَرَخَتِ ٱلحِجارَة!»
وَبلَغَ يَومُ ٱلفَطيرِ ٱلَّذي كانَ يَنبَغي أَن يُذبَحَ فيهِ ٱلفِصحُ،
فَأَرسَلَ بُطرُسَ وَيوحَنّا قائِلاً: «إِمضِيا فَأَعِدّا لَنا ٱلفِصحَ لِنَأكُل».
فَقالا لَهُ: «أَينَ تُريدُ أَن نُعِدَّ؟»
فَقالَ لَهُما: «إِذا دَخَلتُما ٱلمَدينَةَ يَلقاكُما إِنسانٌ حامِلٌ جَرَّةَ ماءٍ، فَٱتبَعاهُ إِلى ٱلبَيتِ ٱلَّذي يَدخُلُهُ،
وَقولا لِرَبِّ ٱلبَيت: أَلمُعَلِّمُ يَقولُ لَكَ: أَينَ يَكونُ ٱلمَنـزِلُ ٱلَّذي آكُلُ فيهِ ٱلفِصحَ مَعَ تَلاميذي؟
وَهُوَ يُريكُما غُرفَةً كَبيرَةً مَفروشَةً، فَأَعِدّا هُناك».
فَٱنطَلَقا فَوَجَدا كَما قالَ لَهُما وَأَعَدّا ٱلفِصح.
وَلَمّا كانَتِ ٱلسّاعَةُ، ٱتَّكَأَ هُوَ وَٱلرُّسُلُ ٱلِٱثنا عَشَرَ مَعَهُ، فَقالَ لَهُم:
«لَقَدِ ٱشتَهَيتُ شَهوَةً أَن آكُلَ هَذا ٱلفِصحَ مَعَكُم قَبلَ أَن أَتَأَلَّم.
فَإِنّي أَقولُ لَكُم: إِنّي لَن آكُلَهُ بَعدُ حَتّى يَتِمَّ في مَلَكوتِ ٱلله».
ثُمَّ تَناوَلَ كَأسًا وَشَكَرَ وَقال: «خُذوا هَذا وَٱقتَسِموا بَينَكُم.
فَإِنّي أَقولُ لَكُم: إِنّي لَن أَشرَبَ مِن عَصيرِ ٱلكَرمَةِ حَتّى يَأتِيَ مَلَكوتُ ٱلله».
وَأَخَذَ خُبزًا وَشَكَرَ وَكَسَرَ وَأَعطاهُم قائِلاً: «هَذا هُوَ جَسَدي ٱلَّذي يُبذَلُ لِأَجلِكُم. إِصنَعوا هَذا لِذِكري».
وَكَذَلِكَ ٱلكَأسَ مِن بَعدَ ٱلعَشاءِ قائِلاً: «هَذِهِ ٱلكَأسُ هِيَ ٱلعَهدُ ٱلجَديدُ بِدَمي، ٱلَّذي يُسفَكُ لِأَجلِكُم.
وَمَعَ ذَلِكَ فَها إِنَّ يَدَ ٱلَّذي يُسلِمُني مَعي عَلى ٱلمائِدَةِ،
وَٱبنُ ٱلإِنسانِ ماضٍ كَما هُوَ مَحدودٌ، وَلَكِنِ ٱلوَيلُ لِذَلِكَ ٱلإِنسانِ ٱلَّذي يُسلِمُهُ!»
فَطَفِقوا يَسأَلونَ بَعضُهُم بَعضًا مَن كانَ مِنهُم مُزمِعًا أَن يَفعَلَ ذَلِك.
وَوَقَعَت بَينَهُم مُجادَلَةٌ في أَيُّهُم يُحسَبُ ٱلأَكبَر.
فَقالَ لَهُم: «إِنَّ مُلوكَ ٱلأُمَمِ يَسودونَهُم. وَٱلمُتَسَلِّطينَ عَلَيهِم يُدعَونَ مُحسِنين.
وَأَمّا فيما بَينَكُم فَلا يَكُنِ ٱلأَمرُ كَذَلِكَ، بَل لِيَكُنِ ٱلأَكبَرُ فيكُم كَٱلأَصغَرِ، وَٱلمُتَقَدِّمُ كَٱلَّذي يَخدُم.
فَإِنَّهُ مَن أَكبَر: أَلمُتَّكِئُ أَمِ ٱلَّذي يَخدُم؟ أَلَيسَ ٱلمُتَّكِئ؟ فَأَنا في وَسطِكُم كَٱلَّذي يَخدُمُ،
وَأَنتُم قَد ثَبَتُّم مَعي في تَجاربي.
فَأَنا أُعِدُّ لَكُم ٱلمَلَكوتَ كَما أَعَدَّهُ لي أَبي،
لِتَأكُلوا وَتَشرَبوا عَلى مائِدَتي في مَلَكوتي، وَتَجلِسوا عَلى عُروشٍ تَدينونَ أَسباطَ إِسرائيلَ ٱلِٱثنَي عَشَر».
وَقالَ ٱلرَّبّ: «سِمعانُ سِمعانُ، هُوَذا ٱلشَّيطانُ قَد طَلَبَ أَن يُغَربِلَكُم مِثلَ ٱلحِنطَة.
لَكِنّي صَلَّيتُ لِأَجلِكَ لِئَلاَّ يَنقُصَ إيمانُكَ. وَأَنتَ مَتى رَجَعتَ فَثَبِّت إِخوَتَكَ».
فَقالَ لَهُ: «يا رَبُّ، أَنا مُستَعِدٌّ أَن أَمضِيَ مَعَكَ إِلى ٱلسِّجنِ وَإِلى ٱلمَوت!»
قال: «إِنّي أَقولُ لَكَ يا بُطرُس: إِنَّهُ لا يَصيحُ ٱلدّيكُ ٱليَومَ حَتّى تُنكِرَ ثَلاثَ مَراتٍ أَنَّكَ تَعرِفُني».
ثُمَّ قالَ لَهُم: «لَمّا أَرسَلتُكُم بِلا كيسٍ وَلا مِزوَدٍ وَلا حِذاءٍ، هَل أَعوَزَكُم شَيء؟»
قالوا: «وَلا شَيء» فَقالَ لَهُم: «أَمّا ٱلآنَ فَمَن لَهُ كيسٌ فَليَأخُذهُ، وَكَذَلِكَ مَن لَهُ مِزوَدٌ، وَمَن لَيسَ لَهُ سَيفٌ فَليَبِع ثَوبَهُ وَيَشتَرِ سَيفًا.
فَإِنّي أَقولُ لَكُم: إِنَّهُ يَنبَغي أَن يَتِمَّ فِيَّ أَيضًا هَذا ٱلمَكتوب: «وَأُحصِيَ مَعَ ٱلأَثَمَة» لِأَنَّ ما يَختَصُّ بي آخِذٌ في ٱلتَّمام».
فَقالوا: «يا رَبُّ، إِنَّ هَهُنا سَيفَين» فَقالَ لَهُم: «يَكفي!»
ثُمَّ خَرَجَ وَمَضى عَلى عادَتِهِ إِلى جَبَلِ ٱلزَّيتونِ، وَتَبِعَهُ أَيضًا تَلاميذَهُ.
التعليق الكتابي :
المجمع الفاتيكانيّ الثاني
نور الأمم، Lumen Gentium، دستور عقائدي في الكنيسة، العدد 8
« ما كانَ الخادِمُ أَعظِمَ مِن سَيِّدهِ ولا كانَ الرَّسولُ أَعظَمَ مِن مُرسِلِه » (يو 13: 16)
بما أنّ الرّب يسوع المسيح قد تمّم عمله الفدائي في الفقر والاضطهاد، فإنّ الكنيسة قد دُعِيت هي أيضًا إلى انتهاج هذه الطريق عينها لكي تشرك الناس في ثمار الخلاص. فالرّب يسوع، “الَّذي في صُورةِ الله لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر” (في 2: 6)، “وقَدِ افتَقَرَ لأَجْلِكُم وهو الغَنِيُّ لِتَغتَنوا بِفَقْرِه”. (2كور 8: 9)، كذلك الكنيسة أيضًا، فإنّها على كونها تفتقر إلى موارد بشريّة للقيام برسالتها، لم توجد لتطلب المجد الدنيوي، بل لتعلّم بمثالها أيضًا ما التواضع والكفر بالذات. فالرّب يسوع المسيح قد أرسله الآب “لِيُبَشِّرَ الفُقَراء… ويُعلِنَ لِلمَأسورينَ تَخلِيَةَ سَبيلِهم ويُفَرِّجَ عنِ الـمَظلومين” (لو 4: 18) “وِيَبحَثَ عن الهالِكِ فيُخَلِّصَه” (لو 19: 10)، كذلك الكنيسة تغمر بحبّها جميع الذين يرهقهم الضعف البشريّ بل ترى في الفقراء والمتألّمين صورة مؤسّسها الفقير المتألّم، وتعمل جاهدةً على تلطيف بؤسهم، وتريد أن تخدم المسيح فيهم…
والكنيسة “تواصل طريقها ما بين اضطهادات العالم وتعزيات الله” (القدّيس أوغسطينوس)، مبشّرةً بصليب الربّ وموته إلى أن يأتي (راجع 1كور11: 26). إنمّا تتقوّى بقوّة الربّ الناهض من الموت، لكي تتغلّب بالصبر والمحبّة على مضايقها ومصاعبها التي من الداخل ومن الخارج، وتكشف للعالم بأمانة سرّ الربّ الذي لن ينفكّ يغشاه الظلّ إلى أن يتجلّى في النّهاية في وضح النور.