القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 1 أبريل – نيسان 2021 “
الخميس العظيم المقدَّس
تذكار أُمّنا البارّة مريم المصرية
بروكيمنات الرسائل 1:77
أَلرُؤَساءُ ٱئتَمَروا مَعًا عَلى ٱلرَّبِّ وَعَلى مَسيحِهِ.
-لِماذا هاجَتِ ٱلأُمَمُ، وَهَذَّتِ ٱلشُّعوبُ بِٱلباطِل؟. (لحن 7)
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 32-23:11
يا إِخوَة، إنِّي تَسَلَّمتُ مِنَ ٱلرَّبِّ ما سَلَّمتُهُ أَيضًا إِلَيكُم:
أَنَّ ٱلرَّبَّ يَسوعَ، في ٱللَّيلَةِ ٱلَّتي أُسلِمَ فيها، أَخَذَ خُبزًا، وَشَكَرَ وَكَسَرَ وَقال: «خُذوا كُلوا هَذا هُوَ جَسَدي ٱلَّذي يُكسَرُ لِأَجلِكُم. إِصنَعوا هَذا لِذِكري».
وَكَذَلِكَ ٱلكَأسَ مِن بَعدِ ٱلعَشاءِ قائِلاً: «هَذهِ ٱلكَأسُ هِيَ ٱلعَهدُ ٱلجَديدُ بِدَمي. إِصنَعوا هَذا كُلَّما شَرِبتُم لِذِكري».
فَإِنَّكُم كُلَّما أَكَلتُم هَذا ٱلخُبزَ وَشَرِبتُم هَذهِ ٱلكَأسَ، تُخبِرونَ بِمَوتِ ٱلرَّبِّ إِلى أَن يَأتي.
فَأَيُّ إِنسانٍ يَأكُلُ هَذا ٱلخُبزَ أَو يَشرَبُ كَأسَ ٱلرَّبِّ بِدونِ ٱستِحقاقٍ، يَكونُ مُجرِمًا إِلى جَسَدِ ٱلرَّبِّ وَدَمِهِ.
فَليَختَبِرِ ٱلإِنسانُ نَفسَهُ، وَهَكَذا فَليَأكُل مِنَ ٱلخُبزِ وَيَشرَب مِنَ ٱلكَأس.
لِأَنَّ مَن يَأكُلُ وَيَشرَبُ بِدونِ ٱستِحقاقٍ، إِنَّما يَأكُلُ وَيَشرَبُ دَينونَةً لِنَفسِهِ، إِذ لَم يُمَيِّز جَسَدَ ٱلرَّبّ.
وَلِذَلِكَ كَثيرونَ فيكُم مَرضى وَضُعَفاءُ، وَكَثيرونَ يَرقُدون.
فَلَو كُنّا نَدينُ أَنفُسَنا لَما كُنّا نُدان.
لَكِنَّنا إِذ نُدانُ، إِنَّما يُؤَدِّبُنا ٱلرَّبُّ، لِئَلا يُقضى عَلَينا مَعَ ٱلعالَم.
هلِّلويَّات الإنجيل
طوبى لِلَّذي يَهتَمُّ بِٱلمِسكينِ وَٱلفَقير، فَفي يَومِ ٱلسّوءِ يُنَجّيهِ ٱلرَّبّ.
أَلَّذي يَأكُلُ خُبزي رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ، وَأَنتَ يا رَبُّ ٱرحَمني وَأَقِمني فَأَجزِيَهُم. (لحن 6)
إنجيل القدّيس متّى 2-1:27.75-40:26.45-43:22.39-21:26.17-3:13.20-1:26
قالَ ٱلرَّبُّ لِتَلاميذِهِ:
«تَعلَمونَ أَنَّ ٱلفِصحَ يَكونُ بَعدَ يَومَينِ، وَٱبنُ ٱلإِنسانِ يُسلَمُ لِيُصلَب».
حينَئِذٍ ٱجتَمَعَ رُؤَساءُ ٱلكَهَنَةِ وَٱلكَتَبَةُ وَشُيوخُ ٱلشَّعبِ في دارِ رَئيسِ ٱلكَهَنَةِ ٱلمُسَمّى قَيافا.
فَتآمَروا أَن يُمسِكوا يَسوعَ بِحيلَةٍ وَيَقتُلوه.
وَلَكِنَّهُم قالوا: «لا في ٱلعيدِ، لِئَلاَّ يَقَعَ بَلبالٌ في ٱلشَّعب».
فيما كانَ يَسوعُ في بَيتَ عَنيا في بَيتِ سِمعانَ ٱلأَبرَصِ،
دَنَت إِلَيهِ ٱمرَأَةٌ مَعَها قارورَةُ طيبٍ غالي ٱلثَّمَنِ، فَأَفاضَتهُ عَلى رأسِهِ وَهُوَ مُتَّكِئ.
فَلَمّا رَأى تَلاميذُهُ غَضِبوا وَقالوا: «لِمَ هَذا ٱلإِتلاف؟»
فَقَد كانَ يُمكنُ أَن يُباعَ هَذا بِثَمَنٍ كَبيرٍ وَيُعطى لِلمَساكين.
فَعَلِمَ يَسوعُ، فَقالَ لَهُم: «لِماذا تُزعِجونَ ٱلمَرأَة؟ إِنَّها قَد صَنَعَت بي صَنيعًا حَسَنًا!
فَإِنَّ ٱلمَساكينَ عِندَكُم في كُلِّ حينٍ، وَأَمّا أَنا فَلَستُ عِندَكُم في كُلِّ حين.
فَإِنَّ هَذِهِ إِذ أَفاضَت هَذا ٱلطّيبَ عَلى جَسَدي، إِنَّما صَنَعَت ذَلِكَ لِدَفني.
أَلحَقَّ أَقولُ لَكُم: حَيثُما كُرِزَ بِهَذا ٱلإِنجيلِ في ٱلعالَمِ كُلِّهِ، يُخبَرُ أَيضًا بِما صَنَعَت هَذِهِ تَذكارًا لَها».
حينَئِذٍ مَضى أَحَدُ ٱلِٱثنَي عَشَرَ، ٱلَّذي يُقالُ لَهُ يَهوذا ٱلإِسخَريوطيّ إِلى رُؤَساءِ ٱلكَهَنَةِ،
وَقال: «ماذا تُريدونَ أَنَ تُعطوني وَأَنا أُسلِمُهُ إِلَيكُم؟» فَدَفَعوا لَهُ ثَلاثينَ مِنَ ٱلفِضَّة.
وَمِن ذَلِكَ ٱلوَقتِ كانَ يَطلُبُ فُرصَةً مُلائِمَةً لِيُسلِمَهُ.
وَفي أَوَّلِ يَومٍ مِنَ ٱلفَطيرِ دَنا ٱلتَّلاميذُ إِلى يَسوعَ قائِلين لَهُ: «أَينَ تُريدُ أَن نُعِدَّ لَكَ لِتَأكُلَ ٱلفِصحَ؟»
فَقالَ يَسوع: «إِذهَبوا إِلى ٱلمَدينَةِ إِلى فُلانٍ، وَقولوا لَهُ: ٱلمُعَلِّمُ يَقول: إِنَّ زَماني قَد ٱقتَرَبَ، وَعِندَكَ أُقيمُ ٱلفِصحَ مَعَ تَلاميذي».
فَفَعَلَ ٱلتَّلاميذُ كَما أَمَرَهُم يَسوعُ وَأَعَدّوا ٱلفِصح.
وَلَمّا كانَ ٱلمَساءُ، ٱتَّكَأَ مَعَ ٱلِٱثنَي عَشَر.
وَإِذ كانَ يَسوعُ يَعلَمُ أَنَّ ٱلآبَ جَعَلَ كُلَّ شَيءٍ في يَدَيهِ، وَأَنَّهُ مِنَ ٱللهِ خَرَجَ وَإِلى ٱللهِ يَمضي،
قامَ عَنِ ٱلعَشاءِ وَخَلَعَ ثِيابَهُ وَأَخَذَ مِنشَفَةً وَأتَزَرَ بِها،
ثُمَّ صَبَّ ماءً في مِطهَرَةٍ، وَأَخَذَ يَغسِلُ أَرجُلَ ٱلتَّلاميذِ وَيَمسَحُها بِٱلمِنشَفَةِ ٱلَّتي كانَ مُؤتَزِرًا بِها.
فَجاءَ إِلى سِمعانَ بُطرُسَ، فَقالَ لَهُ ذاك: «أَأَنتَ يا رَبُّ، تَغسِلُ رِجلَيَّ؟»
أَجابَ يَسوعُ وَقالَ لَهُ: «إِنَّ ما أَصنَعُهُ أَنا لا تَفهَمُهُ أَنتَ ٱلآنَ، وَلَكِنَّكَ سَتَفهَمُهُ فيما بَعد».
قالَ لَهُ بُطرُس: «لَن تَغسِلَ رِجلَيَّ أَبَدًا!» أَجابَهُ يَسوع: «إِن لَم أَغسِلكَ، فَلَيسَ لَكَ مَعي مِن نَصيب».
قالَ لَهُ سِمعانُ بُطرُس: «يا رَبُّ، لا تَغسِل رِجلَيَّ فَقَط، بَل يَدَيَّ وَرَأسي أَيضًا!»
قالَ لَهُ يَسوع: «إِنَّ ٱلَّذي ٱغتَسَلَ لا يَحتاجُ إِلاّ إِلى غَسلِ ٱلأَرجُلِ، بَل هُوَ كُلُّهُ نَقِيّ. وَأَنتُم أَنقِياءُ، وَلَكِن لا جَميعُكُم».
لِأَنَّهُ كانَ عارِفًا بِٱلَّذي يُسلِمُهُ، لِذَلِكَ قال: «لَستُم جَميعُكُم أَنقِياء».
وَبَعدَ أَن غَسَلَ يَسوعُ أَرجُلَ تَلاميذِهِ وَأَخَذَ ثِيابَهُ، عادَ وَٱتَّكَأَ وَقالَ لَهُ: «أَعَلِمتُم ما صَنَعتُ بِكُم؟
أَنتُم تَدعونَني ٱلمُعَلِّمَ وَٱلرَّبَّ، وَحَسَنًا تَقولونَ، فَإِنّي كَذَلِك.
فَإِذا كُنتُ أَنا ٱلرَّبَّ وَٱلمُعَلِّمَ قَد غَسَلتُ أَرجُلَكُم، فَيَجِبُ عَلَيكُم أَنتُم أَن يَغسِلَ بَعضُكُم أَرجُلَ بَعض.
فَإِنّي أَعطَيتُكُم قُدوَةً، حَتّى تَصنَعوا أَنتُم أَيضًا كَما صَنَعتُ أَنا بِكُم.
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقولُ لَكُم: لَيسَ عَبدٌ أَعظَمَ مِن سَيِّدِهِ، وَلا رَسولٌ أَعظَمَ مِن مُرسِلِهِ.
فَإِذا عَرَفتُم هَذا، فَٱلطّوبى لَكُم إِذا عَمِلتُم بِهِ».
وَفيما هُم يَأكُلونَ قال: «أَلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّ واحِدًا مِنكُم سَيُسلِمُني».
فَحَزِنوا جِدًّا، وَجَعَلَ كُلُّ واحِدٍ يَقولُ لَهُ: «لَعَلّي أَنا هُوَ يا رَبّ؟»
فَأَجابَ قائِلاً: «ٱلَّذي يَغمِسُ يَدَهُ مَعي في ٱلصَّحفَةِ هُوَ ٱلَّذي يُسلِمُني.
وَٱبنُ ٱلإِنسانِ ماضٍ كَما هُوَ مَكتوبٌ عَنهُ. وَلَكِنِ ٱلوَيلُ لِذَلِكَ ٱلرَّجُلِ ٱلَّذي يُسلِمُ ٱبنَ ٱلإِنسان. قَد كانَ خَيرًا لِذَلِكَ ٱلرَّجُلِ لَو لَم يولَد».
فَأَجابَ يَهوذا مُسلِمُهُ وَقال: «لَعَلّي أَنا هُوَ يا مُعَلِّمُ؟» قالَ لَهُ: «أَنتَ قُلت!»
وَفيما هُم يَأكُلونَ، أَخَذَ يَسوعُ ٱلخُبزَ وَبارَكَ وَكَسَرَ وَأَعطى ٱلتَّلاميذَ وَقال: «خُذوا، كُلوا. هَذا هُوَ جَسَدي».
وَأَخَذَ ٱلكَأسَ وَشَكَرَ وَأَعطاهُم قائِلاً: «إِشربوا مِنهُ كُلُّكُم.
فَإِنَّ هَذا هُوَ دَمي لِلعَهدِ ٱلجَديدِ، ٱلَّذي يُهَراقُ عَن كَثيرينَ لِمَغفِرَةِ ٱلخَطايا.
أَقولُ لَكُم: إِنّي لَن أَشرَبَ بَعدُ مِن عَصيرِ ٱلكَرمَةِ هَذا إِلى ذَلِكَ ٱليَومِ ٱلَّذي فيهِ أَشرَبُهُ مَعَكُم جَديدًا في مَلَكوتِ أَبي».
ثُمَّ سَبَّحوا وَخَرَجوا إِلى جَبَلِ ٱلزَّيتون.
حينَئِذٍ قالَ لَهُم يَسوع: «كُلُّكُم تَشُكّونَ فِيَّ في هَذِهِ ٱللَّيلَةِ، لِأَنَّهُ مَكتوب: أَضرِبُ ٱلرّاعِيَ، فَتَتَبَدَّدُ خِرافُ ٱلرَّعِيَّة.
وَلَكِن مَتى قُمتُ أَسبِقُكُم إِلى ٱلجَليل».
فَأَجابَ بُطرُسُ وَقالَ لَهُ: «لَو شَكَّ فيكَ جَميعُهُم، لَن أَشُكَّ أَبَدًا أَنا!»
قالَ لَهُ يَسوع: «أَلحَقَّ أَقولُ لَكَ: إِنَّكَ في هَذِهِ ٱللَّيلَةِ قَبلَ أَن يَصيحَ ٱلدّيكُ، تُنكِرُني ثَلاثَ مَرّات».
قالَ لَهُ بُطرُس: «لَو أُلجِئتُ أَن أَموتَ مَعَكَ ما أَنكَرتُكَ!» وَهَكذا قالَ جَميعُ ٱلتَّلاميذ.
حينَئِذٍ جاءَ مَعَهُم يَسوعُ إِلى مَوضِعٍ يُدعى جَتسَماني، وَقالَ لِلتَّلاميذ: «أُمكُثوا هَهُنا حَتّى أَمضِيَ إِلى هُناكَ وَأُصَلّي».
وَأَخَذَ مَعَهُ بُطُرسَ وَٱبنَي زَبَدى وَطَفِقَ يَحزَنُ ويَكتَئِب.
حينَئِذٍ قالَ لَهُم: «إِنَّ نَفسي حَزينَةٌ حَتّى ٱلمَوتِ، فَٱمكُثوا هُنا وَٱسهَروا مَعي».
ثُمَّ تَقَدَّمَ قَليلاً وَخَرَّ عَلى وَجهِهِ يُصَلّي قائِلاً: «يا أَبَتِ، إِن كانَ يُستَطاعُ، فَلتَعبُر عَنّي هَذِهِ ٱلكَأس. لَكِن لا تَكُن مَشيئَتي بَل مَشيئَتُكَ».
وَترَاءى لَهُ مَلاكٌ مِنَ ٱلسَّماءِ يُقَوّيه.
وَلَمّا أَخَذَ في ٱلنِّزاعِ لَجَّ في ٱلصَّلاة، وَصارَ عَرَقُهُ كَقَطَراتِ دَمٍ نازِلَةٍ عَلى ٱلأَرض.
ثُمَّ قامَ مِنَ ٱلصَّلاةِ وَجاءَ إِلى تَلاميذِهِ، فَوَجَدَهُم نِيامًا مِنَ ٱلحُزنِ،
ثُمَّ جاءَ إِلى ٱلتَّلاميذِ، فَوَجَدَهُم نِيامًا. فَقالَ لِبُطرُس: «أَهَكذا لَم تَقدِروا أَن تَسهَروا مَعي ساعَةً واحِدَة؟
إِسهَروا وَصَلّوا لِئَلاَّ تَدخُلوا في تَجرِبَة. إِنَّ ٱلرّوحَ نَشيطٌ وَأَمّا ٱلجَسَدُ فَضَعيف».
ثُمَّ مَضى ثانِيَةً وَصَلّى قائِلاً: «يا أَبَتِ، إِن كانَ لا يُستَطاعُ أَن تَعبُرَ عَنّي هَذِهِ ٱلكَأسُ إِلاّ أَن أَشرَبَها، فَلتَكُن مَشيئَتُكَ».
ثُمَّ أَتى فَوَجَدَهُم نِيامًا أَيضًا، لِأَنَّ أَعيُنَهُم كانَت ثَقيلَة.
فَتَرَكَهُم وَمَضى أَيضًا يُصَلّي ثالِثَةً قائِلاً ٱلكَلامَ نَفسَهُ.
حينَئِذٍ جاءَ إِلى تَلاميذِهِ وَقالَ لَهُم: «ناموا ٱلآنَ وَٱستَريحوا. ها قَد ٱقتَرَبَتِ ٱلسّاعَةُ، وَٱبنُ ٱلإِنسانِ يُسلَمُ إِلى أَيدي ٱلخَطأَة.
قوموا لِنَنطَلِق، فَهُوَذا قَد قَرُبَ ٱلَّذي يُسلِمُني».
وَفيما هُوَ يَتَكَلَّمُ، إِذ جاءَ يَهوذا أَحَدُ ٱلِٱثنَي عَشَرَ، وَمَعَهُ جَمعٌ كَثيرٌ بِسُيوفٍ وَعِصيٍّ مِن قِبَلِ رُؤَساءِ ٱلكَهَنَةِ وَشيوخِ ٱلشَّعب.
وَٱلَّذي أَسلَمَهُ أَعطاهُم عَلامَةً قائِلاً: «أَلَّذي أُقَبِّلُهُ هُوَ هُوَ!، فَأَمسِكوه».
وَلِلوَقتِ دَنا إِلى يَسوعَ وَقال: «أَلسَّلامُ يا مُعَلِّم!» وَقَبَّلَهُ.
فَقالَ لَهُ يَسوع: «يا صاحِ، لِأَيِّ شَيءٍ جِئتَ؟» حينَئِذٍ تَقَدَّموا وَأَلقَوا أَيدِيَهُم عَلى يَسوعَ وَأَمسَكوه.
وَإِذا واحِدٌ مِمَّن كانوا مَعَ يَسوعَ مَدَّ يَدَهُ وَٱستَلَّ سَيفَهُ وَضَرَبَ عَبدَ رَئيسِ ٱلكَهَنَةِ فَقَطَعَ أُذُنَهُ.
حينَئِذٍ قالَ لَهُ يَسوع: «أُردُد سَيفَكَ إِلى غِمدِهِ. فَإِنَّ جَميعَ ٱلَّذينَ يَأخُذونَ ٱلسَّيفَ، بِٱلسَّيفِ يَموتون.
أَوَ تَظُنُّ أَنّي لا أَستَطيعُ ٱلآنَ أَن أَسأَلَ أَبي، فَيُقيمَ لي أَكثَرَ مِنِ ٱثنَتَي عَشرَةَ جَوقَةً مِنَ ٱلمَلائِكَة؟
وَلَكِن كَيفَ تَتِمُّ ٱلكُتُب: فَإِنَّ هَذا ما يَنبَغي أَن يَكون؟»
وَفي تِلكَ ٱلسّاعَةِ قالَ يَسوعُ لِلجُموع: «لَقَد خَرَجتُم كَما إِلى لِصٍّ بِسُيوفٍ وَعِصيٍّ لِتَأخُذوني! إِنّي كُلَّ يَومٍ كُنتُ عِندَكُم في ٱلهَيكَلِ جالِسًا أُعَلِّمُ وَلَم تُمسِكوني».
وَإِنَّما كانَ هَذا كُلُّهُ لِتَتِمَّ كُتُبُ ٱلأَنبِياء. حينَئِذٍ تَرَكَهُ ٱلتَّلاميذُ كُلُّهُم وَهَرَبوا.
إِذ أَمسَكَ ٱلجُندُ يَسوعَ، قادوهُ إِلى قَيافا رَئيسِ ٱلكَهَنَةِ، حَيثُ ٱجتَمَعَ ٱلكَتَبَةُ وَٱلشُّيوخ.
وَكانَ بُطرُسُ يَتبَعُهُ مِن بَعيدٍ إِلى دارِ رَئيسِ ٱلكَهَنَةِ، وَدَخَلَ وَجَلَسَ مَعَ ٱلخُدّامِ لِيَنظُرَ ٱلعاقِبَة.
وَكانَ رُؤَساءُ ٱلكَهَنَةِ وَٱلشُّيوخُ وَٱلمَحفِلُ كُلُّهُ يَطلُبونَ عَلى يَسوعَ شهادَةَ زورٍ لِيُميتوهُ،
فَلَم يَجِدوا. مَعَ أَنَّهُ تَقَدَّمَ شُهودُ زورٍ كَثيرون. أخيرًا تَقَدَّمَ شاهِدا زورٍ
وَقالا: «إِنَّ هَذا قَد قال: إِنّي أَقدِرُ أَن أَنقُضَ هَيكَلَ ٱللهِ وَأَبنِيَهُ في ثَلاثَةِ أَيّام».
فَقامَ رَئيسُ ٱلكَهَنَةِ وَقالَ لَهُ: «أَما تُجيبُ بِشَيء؟ ماذا يَشهَدُ بِهِ هَذانِ عَلَيك؟»
وَأَمّا يَسوعُ فَكانَ صامِتًا. فَأَجابَ رَئيسُ ٱلكَهَنَةِ وَقالَ لَهُ: «أَستَحلِفُكَ بِٱللهِ ٱلحَيِّ أَن تَقولَ لَنا: هَل أَنتَ ٱلمَسيحُ ٱبنُ ٱلله؟»
قالَ لَهُ يَسوع: «أَنتَ قُلت! وَأَيضًا أَقولُ لَكُم: إِنَّكُم مِنَ ٱلآنَ تَرَونَ ٱبنَ ٱلإِنسانِ جالِسًا عَن يَمينِ ٱلقُدرَةِ وَآتِيًا عَلى سَحابِ ٱلسَّماء».
حينَئِذٍ شَقَّ رَئيسُ ٱلكَهَنَةِ ثِيابَهُ قائِلاً: «لَقَد جَدَّف! فَما حاجَتُنا بَعدُ إِلى شُهود؟ ها إِنَّكُم قَد سَمِعتُمُ ٱلآنَ تَجديفَهُ!
فَماذا تَرَون؟» فَأَجابوا وَقالوا: «إِنَّهُ مُستَوجِبُ ٱلمَوت».
حينَئِذٍ بَصَقوا في وَجهِهِ وَلَكَموهُ، وَآخَرونَ لَطَموهُ
قائِلين: «تَنَبَّأ لَنا أَيُّها ٱلمَسيحُ، مَنِ ٱلَّذي ضَرَبَكَ؟».
أَمّا بُطرُسُ فَكانَ جالِسًا في ٱلدّارِ خارِجًا، فَدَنَت إِلَيهِ جارِيَةٌ وَقالَت لَهُ: «أَنتَ أَيضًا كُنتَ مَعَ يَسوعَ ٱلجَليليّ!»
فَأَنكَرَ قُدّامَ ٱلجَميعِ قائِلاً: «لَستُ أَدري ما تَقولين!»
ثُمَّ خَرَجَ إِلى ٱلبابِ، فَرَأَتهُ جارِيَةٌ أُخرى وَقالَت لِلَّذينَ هُناك: «هَذا أَيضًا كانَ مَعَ يَسوعَ ٱلنّاصِرِيّ!»
فَأَنكَرَ ثانِيَةً بِقَسَمٍ أَن: «لَستُ أَعرِفُ ٱلرَّجُل!»
وَبَعدَ قَليلٍ دَنا ٱلحاضِرونَ وَقالوا لِبُطرُس: «في ٱلحَقيقَةِ أَنتَ أَيضًا مِنهُم. فَإِنَّ لَهجَتَكَ تَدُلُّ عَلَيك!»
حينَئِذٍ جَعَلَ يَلعَنُ وَيَحلِف: «إِنّي لا أَعرِفُ ٱلرَّجُل!» وَلِلوَقتِ صاحَ ٱلدّيك.
فَذَكَرَ بُطرُسُ كَلامَ يَسوعَ ٱلَّذي قالَ لَهُ: «إِنَّكَ قَبلَ أَن يَصيحَ ٱلدّيكُ، تُنكِرُني ثَلاثَ مَرّات». فَخَرَجَ إِلى خارِجٍ وَبكى بُكاءً مُرًّا.
وَلَمّا كانَ ٱلغَدُ تَشاوَرَ رُؤَساءُ ٱلكَهَنَةِ جَميعًا وَشُيوخُ ٱلشَّعبِ عَلى يَسوعَ لِيُميتوهُ،
فَأَوثَقوهُ وَمَضَوا بِهِ وَدَفَعوهُ إِلى بيلاطُسَ ٱلبُّنطِيِّ ٱلوالي.
التعليق الكتابي :
القدّيس توماس مور (1478 – 1535)، رجل دولة إنكليزيّ وشهيد
رسالة حول آلام الرّب
« فَبَلَغَ بِه الحُبُّ لَهم أَقْصى حُدودِه »
“قبلَ عيدِ الفِصح، كانَ يسوعُ يَعَلمُ بِأَن قد أَتَت ساعَةُ انتِقالِه عن هذا العالَمِ إِلى أَبيه، وكانَ قد أَحَبَّ خاصَّتَه الَّذينَ في العالَم، فَبَلَغَ بِه الحُبُّ لَهم أَقْصى حُدودِه” (يو 13: 1)… لقد سُمّي يوحنا خاصّة في الإنجيل “التلميذ الذي أحبّه يسوع”. هذا التلميذ هو الذي سلّط الضوء هنا بكلماته على أنّ مخلّصنا الذي كان يحبّ يوحنا للغاية، كان وفيًّا بحبّه.
ذلك أنّ هذه الكلمات كان يتبعها مباشرة نصّ آلام الرّب يسوع المُرّة، ابتداءً من العشاء الأخير، مرورًا بخدمة غسل الأرجل المتواضعة التي قام بها الرّب يسوع لتلاميذه، ثمّ بإرسال الخائن إلى الخارج. ثمّ تعليم الرّب يسوع، وصلاته، واعتقاله، ومحاكمته، وجلده، وصلبه وكلّ المأساة المؤلمة لآلامه المرُّة.
قبل كلّ ذلك، ذكر يوحنا هذه الكلمات، ليفهمنا أنّ الرّب يسوع قد قام بكلّ ذلك جرّاء حبّه الخالص لنا. وقد أظهر هذا الحبّ لتلاميذه أثناء العشاء الأخير، حين أكّد لهم أنّهم حين يحبّون بعضهم بعضًا، يحذون حذوه. لأنّه أحبّ الذين أحبّهم حتّى الغاية وكان يأمل بأن يصنعوا ما صنع إليهم. لم يكن الربّ غير ثابت في حبّه، كما الناس الذين يحبّون بشكل عابر، ويتخلّون في المناسبة الأولى، والأصدقاء الذين يغدون أعداء، كما فعل الخائن يهوذا. أمّا الرّب يسوع، فقد ثابر في حبّه حتّى النهاية، حتّى إنّه وصل إلى هذه النهاية المؤلمة بسبب هذا الحبّ. وليس فقط لأولئك الذين كانوا أصدقاء له، بل لأعدائه حتّى يصبحوا أصدقاءه. لا لمصلحته، بل لمصلحتهم.