القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 2 يونيو – حزيران 2021 “
الأربعاء الثاني بعد العنصرة
تذكار أبينا في القدّيسين نيكيفورس المعترف رئيس أساقفة القسطنطينيّة
بروكيمنات الرسائل 1:4
في كُلِّ ٱلأَرضِ ذاعَ مَنطِقُهُم، وَإِلى أَقاصي ٱلمَسكونَةِ كَلامُهُم.
-أَلسَّماواتُ تُذيعُ مَجدَ ٱلله، وَٱلفَلَكُ يُخبِرُ بِأَعمالِ يَدَيه. (لحن 8)
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 25-13:4
يا إِخوَة، إِنَّ ٱلمَوعِدَ لِإِبرَهيمَ أَو لِنَسلِهِ بِأَن يَكونَ وارِثًا لِلعالَمِ، لَم يَكُن بِٱلنّاموسِ وَلَكِن بِبِرِّ ٱلإيمان.
لِأَنَّهُ لَو كانَ أَصحابُ ٱلنّاموسِ هُمُ ٱلوَرَثَةُ، لَأُبطِلَ ٱلإيمانُ وَأُلغِيَ ٱلمَوعِد.
لِأَنَّ ٱلناموسَ يُنشِئُ غَضَبًا، لِأَنَّهُ حَيثُ لا يَكونُ ناموسٌ لا يَكونُ تَعَدّ.
لِذَلِكَ فَٱلمَوعِدُ هُوَ مِنَ ٱلإيمانِ لِيَكونَ عَلى سَبيلِ نِعمَةٍ، حَتّى يَكونَ ٱلمَوعِدُ مُحَقَّقًا لِلذُّرِّيَّةِ كُلِّها، لا لِلَّتي مِنَ ٱلنّاموسِ فَقَط، بَل لِلَّتي مِن إيمانِ إِبرَهيمَ أَيضًا، ٱلَّذي هُوَ أَبٌ لَنا أَجمَعين.
كَما كُتِب: «إِنّي جَعَلتُكَ أَبًا لِأُمَمٍ كَثيرَةٍ»، لَدى مَن آمَنَ بِهِ، أَيِ ٱللهِ مُحيِي ٱلأَمواتَ وَداعي ما هُوَ غَيرُ كائِنٍ كَأَنَّهُ كائِن.
فَهُوَ عَلى خِلافِ ٱلرَّجاءِ قَد آمَنَ عَلى ٱلرَّجاءِ، لِيَصيرَ أَبًا لِأُمَمٍ كَثيرَةٍ، كَما قيل: «هَكَذا سَيَكونُ نَسلُكَ».
وَإِذ لَم يَضعُف في ٱلإيمانِ، لَم يَعتَبِر جِسمَهُ قَد ماتَ وَهُوَ ٱبنُ نَحوِ مِئَةِ سَنَةٍ، وَلا مَوتَ مُستَودَعِ سارَة.
وَلَم يَشُكَّ في وَعدِ ٱللهِ بِعَدَمِ ٱلإيمانِ، بَل تَقَوّى في ٱلإيمانِ مُمَجِّدًا ٱلله.
وَمُتَيَقِّنًا أَنَّهُ قادِرٌ أَن يُنجِزَ ما وَعَدَ بِهِ،
«فَحُسِبَ لَهُ ذَلِكَ بِرًّا».
وَلَم يُكتَب مِن أَجلِهِ وَحدَهُ أَنَّهُ حُسِبَ لَهُ،
بَل مِن أَجلِنا أَيضًا. فَإِنَّهُ سَيُحسَبُ لَنا نَحنُ ٱلمؤمِنينَ بِٱلَّذي أَقامَ يَسوعَ رَبَّنا مِن بَينِ ٱلأَمواتِ،
ٱلَّذي أُسلِمَ لِأَجلِ زَلاَّتِنا وَأُقيمَ لِأَجلِ تَبريرِنا.
هلِّلويَّات الإنجيل
تَعتَرِفُ ٱلسَّماواتُ بِعَجائِبِكَ يا رَبّ، وَبِحَقِّكَ في جَماعِةِ ٱلقِدّيسين.
-أَللهُ مُمَجَّدٌ في جَماعَةِ ٱلقِدّيسين، عَظيمٌ وَرَهيبٌ عِندَ جَميعِ ٱلَّذينَ حَولَهُ. (لحن 1)
إنجيل القدّيس متّى 23-21:7
قالَ ٱلرَّبُّ: «لَيسَ كُلُّ مَن يَقولُ لي: يا رَبُّ، يا رَبُّ، يَدخُلُ مَلَكوتَ ٱلسَّماوات، بلِ ٱلَّذي يَعمَلُ إِرادَةَ أَبي ٱلَّذي في ٱلسَّماوات.
كَثيرونَ سَيَقولونَ لي في ذَلِكَ ٱليَوم: يا رَبُّ، يا رَبُّ، أَلَم نَكُن بِٱسمِكَ تَنَبَّأنا، وَبِٱسمِكَ أَخرَجنا شَياطينَ، وَبِٱسمِكَ صَنَعنا عَجائِبَ كَثيرَة؟
فَحينَئِذٍ أُعلِنُ لَهُم: إِنّي لَم أَعرِفكُم قَطّ. فَٱذهَبوا عَنّي يا فاعِلي ٱلإِثم».
التعليق الكتابي :
القدّيسة تيريزيا الآبِليّة (1515 – 1582)، راهبة كرمليّة وملفانة الكنيسة
القصر الباطنيّ
« لَيسَ مَن يَقولُ لي: يا رَبّ، يا رَبّ! يَدخُلُ مَلَكوتَ ٱلسَّمَوات، بَل مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ أَبي ٱلَّذي في ٱلسَّمَوات »
عندما يعطينا الله نعمة، فإنّها تساعدنا بصورة خصوصيّة على أن نبحث عنه في داخلنا. وفي الواقع، فإنّنا نستطيع أن نجد الله في ذواتنا، بطريقة أفضل ومفيدة أكثر من أن نجده في المخلوقات الأخرى. هناك، أي في ذاته، عثر عليه القدّيس أوغسطينس، كما روى لنا، بعد أن بحث عنه في أماكن متعدّدة. غير أنّه علينا ألاّ نعتقد أنّنا سوف نستطيع أن نعثر عليه من خلال التفكير البسيط، واعتبارنا أنّ الله هو في داخلنا، أو في استخدامنا لخيالنا، كي نتخيَّله في ذواتنا. هذه الطريقة جيّدة، وهي وسيلة رائعة للتأمّل، مبنيَّة على حقيقة، وهي أنّ الله موجود في داخلنا. ولكن ليست هذه هي الوسيلة المقصودة، تلك التي بمتناول أيًّا منّا، بفضل الربّ طبعًا! أمّا ما أعنيه، فهو مختلف إذ أنّه في بعض الأحيان قبل أن نبدأ بالتفكير في الله، نجد أنفسنا داخل “قصرنا الباطنيّ” بدون أن نعرف كيف دخلنا…
هذا التأمّل الفائق الطبيعة ليس منوطًا بإرادتنا، بل يتمُّ عندما يريد الله أن يعطينا هذه النعمة. وأنا واثقٌ أنّ الربّ يمنحه إلى الأشخاص الذين يتخلّون عن الأمور الدنيويَّة… على الأقل في رغباتهم. هؤلاء الناس، يدعوهم الله بطريقة خاصّة جدًّا إلى الحياة الباطنيَّة؛ فإذا ما تجاوبوا مع دعوته لهم، لا يكتفي بمنحهم هذه النعمة بل يرفعهم إلى مستوى أسمى.
ليسبّحوا الربّ كثيرًا، لأنّه عدلٌ وحقّ أن يعترفوا بهذه النعمة. وبالشكر والاعتراف يصبحون على استعداد ليتلقّوا دائمًا المزيد من النعم. لأنّ التأمّل هو استعداد للإصغاء إلى الله، لذلك على النفس أن تتجنّب الكلام لكي تتنبّه لعمل الربّ فيها… وعلى ما يبدو لي، أنَّ من يقلّل من التفكير والعمل، في هذا العمل الروحي، ينال نتيجةً أفضل. فكلّ ما علينا فعله هو الوقوف كالمحتاجين في حضرة ملك ثريّ وقدير، نرفع أصواتنا لنسأله طلباتنا، ونخفض أنظارنا وننتظر متواضعين. وعندما نشعر بأن الله، بطرقه الخفيَّة، يفهمنا أنّه يصغي إلينا، من المستحسن عندها أن نلزم الصمت لأنّه سمح لنا بالاقتراب منه.