stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين” 8 سبتمبر – أيلول 2021 “

295views

عيد ميلاد سيّدتنا والدة الإله الفائقة القداسة الدائمة البتوليّة مريم

بروكيمنات الرسائل 1:87

تُعَظِّمُ نَفسِيَ ٱلرَّبّ، فَقَدِ ٱبتَهَجَ روحي بِٱللهِ مُخَلِّصي.
-لِأَنَّهُ نَظَرَ إِلى ضَعَةِ أَمَتِهِ. فَها مُنذُ ٱلآنَ تُغَبِّطُني جَميعُ ٱلأَجيال. (لحن 3)

رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي 11-5:2

يا إِخوَة، لِيَكُن فيكُم مِنَ ٱلأَفكارِ وَٱلأَخلاقِ ما هُوَ أَيضًا في ٱلمَسيحِ يَسوع:
ٱلَّذي إِذ هُوَ في صورَةِ ٱللهِ، لَم يَعتَدَّ مُساواتَهُ للهِ ٱختِلاسًا،
لَكِنَّهُ أَخلى ذاتَهُ آخِذًا صورَةَ عَبدٍ، صائِرًا في شِبهِ ٱلبَشَر.
وَإِذ وُجِدَ كَبَشَرٍ في ٱلهَيئَةِ، وَضَعَ نَفسَهُ وَصارَ طائِعًا حَتّى ٱلمَوتِ مَوتِ ٱلصَّليب.
لِذَلِكَ زادَهُ ٱللهُ رِفعَةً وَوَهَبَهُ ٱسمًا يَفوقُ كُلَّ ٱسمٍ،
لِكَي تَجثُوَ بِٱسمِ يَسوعَ كُلُّ رُكبَةٍ، مِمّا في ٱلسَّماواتِ وَعَلى ٱلأَرضِ وَتَحتَ ٱلأَرضِ،
وَيَعتَرِفَ كُلُّ لِسانٍ أَنَّ يَسوعَ ٱلمَسيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجدِ ٱللهِ ٱلآب.

هلِّلويَّات الإنجيل

إِسمَعي يا بِنتُ وَٱنظُري، وَأَميلي أُذُنَكِ، وَٱنسَي شَعبَكِ وَبَيتَ أَبيكِ.
-بِنتُ صورَ وَأَغنِياءُ ٱلشَّعبِ يَستَعطِفونَ وَجهَكِ بِٱلهَدايا. (لحن 6)

إنجيل القدّيس لوقا 28-27:11.42-38:10

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، دَخَلَ يَسوعُ قَريَةً، فَقَبِلَتهُ ٱمرَأَةٌ ٱسمُها مَرتا في بَيتِها.
وَكانَت لِهَذِهِ أُختٌ تُسَمّى مَريَم، وَكانَت جالِسَةً عِندَ قَدَمَي يَسوعَ تَسمَعُ كَلامَهُ.
وَكانَت مَرتا مُرتَبِكَةٌ في خِدمَةٍ كَثيرَة. فَوَقَفَت وَقالَت: «يا رَبُّ، أَما يُهِمُّكَ أَنَّ أُختي قَد تَرَكَتني أَخدُمُ وَحدي؟ فَقُل لَها لِتُساعِدني!»
فَأَجابَ يَسوعُ وَقالَ لَها: «مَرتا مَرتا، إِنَّكِ مُهتَمَّةٌ وَمُضطَرِبَةٌ في أُمورٍ كَثيرَةٍ،
وَإِنَّما ٱلحاجَةُ إِلى واحِد. أَمّا مَريَمُ فَقَدِ ٱختارَتِ ٱلنَّصيبَ ٱلصّالِحَ ٱلَّذي لا يُنـزَعُ مِنها».
وَفيما هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهَذا، رَفعَتِ ٱمرَأَةٌ مِنَ ٱلجَمعِ صَوتَها وَقالَت لَهُ: «طوبى لِلبَطنِ ٱلَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّديَينِ ٱللَّذَينِ رَضِعتَهُما»
فَقال: «بَل طوبى لِلَّذينَ يَسمَعونَ كَلِمَةَ ٱللهِ وَيَحفَظونَها».

التعليق الكتابي :

القدّيس أندراوس الكريتيّ (660 – 740)، راهب وأسقف
العظة الأولى بمناسبة عيد ميلاد سيّدتنا مريم العذراء

مريم، باكورة الخلق الجديد

في البدء، جُبِل الإنسان من أرض طاهرة ومن دون دنس (راجع تك 2: 7)؛ لكن طبيعته رأت نفسها قد حُرِمت من كرامتها المتأصلة عندما جُرّدت من النّعمة جراء السّقوط المتأتّي من العصيان وطُردت من موطن الحياة. فعِوضًا عن الفردوس، لم يعد لديها إلا حياة فانية تنقلها إلينا كإرث وراثي، حياة يليها الموت وما ينتج عنه، إي فساد الجنس البشري.

كلّنا كنّا قد فضّلنا العالم الأرضي على العالم العُلويّ. ولم يعد متبقّيًا لنا أيّ رجاء في الخلاص؛ وكانت حالة طبيعتنا تطلب النجدة من السّماء. ما من شريعة كانت لتشفي عاهتنا… وأخيرا، عندما ارتآه مناسبًا، قرر بارئ الكون إظهارَ عالم جديد، عالم آخر، — ملؤه التناغم والشّباب — تُبعَد منه عدوى الخطيئة، والموت، رفيقتها. فيتم إهدائنا حياة جديدة بكليتها، حرّة ومنشرحة، نحن الذين قد نجد في العماد ولادة جديدة وإلهية بأكملها…

فما هو إذًا السّبيل إلى تحقيق هذا المخطّط الخلاصي؟ ألم يكن من المناسب أنّ تضع عذراء في غاية الطهارة ومن دون دنس نفسها أوّلًا في خدمة هذا المخطّط المليء بالأسرار الإلهيّة، وتحبل بالكائن اللامتناهي وفق طريقة تتخطى القوانين الطبيعية؟… فهكذا إذًا، كما أخذ الله في الفردوس من أرض عذراء ومن دون دنس القليل من الطّين ليصنع أوّل آدم، كذلك، في حين تحقيق تجسّده الخاص، استخدم أرضًا أخرى، إن صحّ القول، وبالتحديد هذه العذراء الطاهرة وبلا دنس، التي تمّ اختيارها من بين سائر المخلوقات. ففيها هي جعلَنا من جديد، انطلاقًا من طينتنا بالذات، وأصبح هو آدم الجديد، هو خالق آدم، ليَخلُص القديم من خلال الجديد والأزلي.