القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 25 سبتمبر – أيلول 2021 “
السبت الثامن عشر بعد العنصرة (الإنجيل الأوّل بعد الصليب)
تذكار أمّنا البارّة أفروسيني
بروكيمنات الرسائل 1:6
إِفرَحوا بِٱلرَّبِّ وَٱبتَهِجوا أَيُّها ٱلصِّدّيقون، وَٱفتَخِروا يا جَميعَ ٱلمُستَقيمي ٱلقُلوب.
-طوبى لِلَّذينَ غُفِرَت ذُنوبُهُم، وَٱلَّذينَ سُتِرَت خَطاياهُم. (لحن 6)
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 45-39:15
يا إِخوَة، لَيسَ كُلُّ جَسَدٍ جَسَدًا واحِدًا، بَل لِلنّاسِ جَسَدٌ وَلِلبَهائِمِ جَسَدٌ آخَرُ وَلِلأَسماكِ آخَرُ وَلِلطُّيورِ آخَر.
وَتوجَدُ أَجسادٌ سَماوِيَّةٌ وَأَجسادٌ أَرضِيَّةٌ، لَكِنَّ مَجدَ ٱلسَّماوِيَّةِ نَوعٌ وَمَجدَ ٱلأَرضِيَّةِ نَوعٌ آخَر.
إِنَّ مَجدَ ٱلشَّمسِ نَوعٌ وَمَجدَ ٱلقَمَرِ نَوعٌ آخَرُ وَمَجدَ ٱلنُّجومِ نَوعٌ آخَرُ، لِأَنَّ نَجمًا يَمتازُ عَن نَجمٍ في ٱلمَجد.
هَكَذا قِيامَةُ ٱلأَموات: يُزرَعُ (ٱلجَسَدُ) بِفَسادٍ وَيُقامُ بِغَيرِ فَساد.
يُزرَعُ بِهَوَانٍ وَيُقامُ بِمَجدٍ، يُزرَعُ بِضُعفٍ وَيُقامُ بِقُوَّة.
يُزرَعُ جَسَدًا حَيوانِيًّا وَيُقامُ جَسَدًا روحانِيًّا. يُوجَدُ جَسَدٌ حَيوانِيٌّ وَيُوجَدُ أَيضًا جَسَدٌ روحانيّ.
هَكَذا كُتِبَ أَيضًا: «جُعِلَ ٱلإِنسانُ ٱلأَوَّلُ آدَمُ نَفسًا حَيَّةً، وَآدَمُ ٱلآخِرُ روحًا مُحيِيًا».
هلِّلويَّات الإنجيل
طوبى لِمَن ٱختَرتَهُم وَقَبِلتَهُم، لِيَسكُنوا في دِيارِكَ يا رَبّ.
-وَذِكرُهُم يَدومُ إِلى جيلٍ وَجيل. (لحن 1)
إنجيل القدّيس لوقا 36-31:4
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، أَتى يَسوعُ إِلى كَفَرناحومَ، مَدينَةٍ مِنَ ٱلجَليلِ، وَكانَ يُعَلِّمُهُم في ٱلسُّبوت.
فَبُهِتوا مِن تَعليمِهِ، لِأَنَّ كَلامَهُ كانَ بِسُلطان.
وَكانَ في ٱلمَجمَعِ رَجُلٌ فيهِ روحُ شَيطانٍ نَجِسٍ، فَصاحَ بِصَوتٍ عَظيمٍ قائِلاً:
«آه! ما لَنا وَلَكَ يا يَسوعُ ٱلنّاصِرِيّ؟ أَجِئتَ لِتُهلِكَنا! أَنا أَعرِفُكَ مَن أَنت: إِنَّكَ قُدّوسُ ٱلله!»
فَٱنتَهَرَهُ يَسوعُ قائِلاً: «إِخرَس! وَٱخرُج مِنهُ!» فَصَرَعَهُ ٱلشَّيطانُ في ٱلوَسَطِ وَخَرَجَ مِنهُ وَلَم يَضُرَّهُ ٱلبَتَّة.
فَوَقَعَ ٱلذُّهولُ عَلى ٱلجَميعِ، وَجَعَلوا يُخاطِبونَ بَعضُهُم بَعضًا قائِلين: «ما هَذا ٱلكَلام؟ فَإِنَّهُ بِسُلطانٍ وَقُدرَةٍ يَأمُرُ ٱلأَرواحَ ٱلنَّجِسَةَ فَتَخرُج!».
التعليق الكتابي :
القدّيس كيرِلُّس الأورشليميّ (313 – 350)، أسقف أورشليم وملفان الكنيسة
تعليم مسيحيّ للموعوظين، 11
“هَجَمَت كَلِمَتُكَ القَديرةُ مِنَ السَّماءِ مِنَ العُروشِ المَلَكِيًة” (حك18: 15)
“إِنَّ اللهَ رُوح” (يو4: 24)، وبالتالي، فإنّ َمَن هو روحٌ قد وَلَدَ روحيًّا… فقد قال الابن بذاته عن الآب: “أُعلِنُ حُكمَ الرَّبّ: قالَ لي: أَنتَ اْبني وأَنا اليَومَ وَلَدتُكَ” (مز2: 7). هذا اليوم هو أزلي وليس آني؛ كما أنّه لا يخضع للزمن وهو قبل كلّ الدهور. “للَكَ الرِّئاسَةُ يَومَ وُلدتَ في بَهاءِ القَداسةِ مِنَ الرَّحِمِ، منَ الفَجرِ وَلَدتُكَ” (مز110[109]: 3). آمنْ إذاً بالرّب يسوع المسيح ابن الله الحيّ، إنّما الابن الوحيد كما ذُكِر في الإنجيل: “إِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة ” (يو3: 16). وقد شهد يوحنّا على ذلك: “فرأَينا مَجدَه مَجداً مِن لَدُنِ الآبِ لابنٍ وَحيد مِلؤُه النِّعمَةُ والحَقّ” (يو1: 14).
حتّى الأرواح النجسة ارتجفت أمامه وصرخت قائلة: “ما لَنا ولَكَ يا يَسوعُ النَّاصِريّ! أَجِئْتَ لِتُهلِكَنا؟ أَنا أَعرِفُ مَن أَنتَ: أَنتَ قُدُّوسُ الله”. فهو إذًا ابن الله بالطبيعة وليس بالتبنّي، بما أنّه مولود من الآب. إنّ الآب، الإله الحقّ، ولد الابن على مثاله، أي إلهًا حقًّا. ولد الآبُ الابن بطريقةٍ مغايرة للطّريقة التّي بها يِلد الرّوح الكلمة عند للبشر. فالرّوح يبقى فينا، بينما الكلمة تزول عندما تُلفظ. نحن نعلم أنّ المسيح قد وُلد “كلمةً حيّةً باقية” (1بط1: 23)، وهو الابن المولود من الآب منذ الأزل، بطريقة لا يمكن التّعبير عنها، وهو مساوٍ له في الجوهر: “في البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله والكَلِمَةُ هوَ الله” (يو1: 1). إنّه الكلمة الذي يعرف مشيئة الآب ويعمل كلّ شيء حسب إرادته. حيث أتى في إشعيا: “كذلك تَكونُ كَلِمَتي الَّتي تَخرُجُ مِن فمي: لا تَرجِعُ إِلَيَّ فارِغة بل تُتِمُّ ما شِئتُ وتَنجَحُ فيما أَرسَلْتُها لَه” (إش55: 11)… إنّه الكلمة المملوء سلطة والذي يحكم كلّ شيء إذ إنّ “الآبَ جَعَلَ في يَدَيهِ كُلَّ شَيء” (يو13: 3).