القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 9 أبريل – نيسان 2022 “
السبت قبل الشعانين: سبت لعازر
تذكار القدّيس الشهيد إفبسيخيوس
بروكيمنات الرسائل
أَلرَّبُّ نوري وَمُخَلِّصي، فَمِمَّن أَخاف.
-أَلرَّبُّ صائِنُ حَياتي، فَمِمَّن أَفزَع. (لحن 3)
الرسالة إلى العبرانيّين 8-1:13.29-28:12
يا إِخوَة، إِذ قَد حَصَلنا عَلى مَلَكوتٍ لا يَتَزَعزَعُ، فَلنَتَمَسَّك بِنِعمَةٍ نَعبُدُ بِها ٱللهَ عِبادَةً مَرضِيَّةً بِوَرَعٍ وَتَقوى.
لِأَنَّ «إِلَهَنا نارٌ آكِلَة».
لِتَستَمِرَّ (فيكُم) مَحَبَّةُ ٱلإِخوَة.
لا تَنسوا ضِيافَةَ ٱلغُرَباءِ، لِأَنَّ بِها أُناسًا أَضافوا مَلائِكَةً وَهُم لا يَدرون.
أُذكُروا ٱلأَسرى كَأَنَّكُم مَأسورونَ مَعَهُم، وَٱلمَجهودينَ كَما أَنَّكُم أَنتُم أَيضًا في ٱلجَسَد.
لِيَكُنِ ٱلزَّواجُ مُكَرَّمًا في كُلِّ شَيءٍ، وَٱلمَضجَعُ طاهِرًا. أَمّا ٱلزُّناةُ وَٱلفُسّاقُ، فَسَيَدينُهُمُ ٱلله.
نَزِّهوا سيرَتَكُم عَن حُبِّ ٱلمالِ، مُقتَنِعينَ بِما عِندَكُم. فَإِنَّهُ قال: «لا أَخذُلُكَ ولا أُهمِلُكَ»
حَتّى إِنّا نَقولُ واثِقين: «ٱلرَّبُّ عَوني، فَلا أَخشى ما يَصنَعُ بِيَ ٱلإِنسان».
إِنَّ يَسوعَ ٱلمَسيحَ هُوَ هُوَ أَمسِ وَٱليَومَ وَإِلى ٱلدُّهور.
هلِّلويَّات الإنجيل
أَلرَّبُّ قَد مَلَكَ وَٱلجَلالَ لَبِس. لَبِسَ ٱلرَّبُّ ٱلقُدرَةَ وَتَنَطَّقَ بِها.
-لِأَنَّهُ ثَبَّتَ ٱلمَسكونَةَ فَلَن تَتَزَعزَع. (لحن 3)
إنجيل القدّيس يوحنّا 45-1:11
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، كانَ إِنسانٌ مَريضٌ، وَهُوَ لَعازَرُ مِن بَيتَ عَنيا، مِن قَريَةِ مَريَمَ وَمَرتا أُختِها.
وَكانَت مَريَمُ تِلكَ ٱلَّتي دَهَنَتِ ٱلرَّبَّ بِٱلطّيبِ وَمَسَحَت قَدَمَيهِ بِشَعرِها، وَكانَ لَعازَرُ ٱلمَريضُ أَخاها.
فَأَرسَلَتِ ٱلأُختانِ إِلَيهِ تَقولان: «يا رَبُّ، ها إِنَّ ٱلَّذي تُحِبُّهُ مَريض».
فَلَمّا سَمِعَ يَسوعُ قال: «لَيسَ هَذا ٱلمَرَضُ لِلمَوتِ، بَل لِأَجلِ مَجدِ ٱللهِ، لِيُمَجَّدَ بِهِ ٱبنُ ٱلله».
وَكانَ يَسوعُ يُحِبُّ مَرتا وَأُختَها وَلَعازَر.
فَلَمّا سَمِعَ أَنَّهُ مَريضٌ، لَبِثَ في ٱلمَوضِعِ ٱلَّذي كانَ فيهِ يَومَين.
وَبَعدَ ذَلِكَ قالَ لِتَلاميذِهِ: «لِنَذهَب مِن جَديدٍ إِلى ٱليَهودِيَّة».
فَقالَ لَهُ ٱلتَّلاميذ: «يا مُعَلِّمُ، ٱلآنَ كانَ ٱليَهودُ يَطلُبونَ رَجمَكَ وَأَنتَ تَمضي مِن جَديدٍ إِلى هُناك؟»
أَجابَ يَسوع: «أَلَيسَ ٱلنَّهارُ ٱثنَتَي عَشَرَةَ ساعَة؟ فَإِن مَشى أَحَدٌ في ٱلنَّهارِ لا يَعثُرُ، لِأَنَّهُ يُبصِرُ نورَ هَذا ٱلعالَم.
وَلَكِن إِن مَشى أَحَدٌ في ٱلَّليلِ عَثَرَ، لِأَنَّ ٱلنّورَ لَيسَ فيه».
قالَ هَذا ثُمَّ قالَ لَهُم: «إِنَّ لَعازَرَ صَديقَنا قَد رَقَدَ، لَكِنّي أَنطَلِقُ لِأوقِظَهُ».
قالَ لَهُ تَلاميذُهُ: «يا رَبُّ، إِن كانَ راقِدًا فَإِنَّهُ يَخلُص».
كانَ يَسوعُ يَتَكَلَّمُ عَن مَوتِهِ، فَظَنّوا أَنَّه يَتَكَلَّمُ عَن رُقادِ ٱلنَّوم.
حينَئِذٍ قالَ لَهُم يَسوعُ صَريحًا: «لَعازَرُ قَد مات!
وَأَنا مِن أَجلِكُم أَفرَحُ أَنّي لَم أَكُن هُناكَ لِتُؤمِنوا. لِنَذهَب إِلَيه».
فَقالَ توما ٱلَّذي يُسَمّى ٱلتَّوأَمَ لِلتَّلاميذِ زُمَلائِهِ: «لِنَذهَب نَحنُ أَيضًا لِنموتَ مَعَهُ».
فَلَمّا وافى يَسوعُ، وَجَدَ أَنَّ لَهُ في ٱلقَبرِ أَربَعَةَ أَيّام.
وَكانَت بَيتَ عَنيا قَريبَةً مِن أورَشَليمَ عَلى نَحوِ خَمسَ عَشَرَةَ غَلوَة.
وَكانَ كَثيرٌ مِنَ ٱليَهودِ قَد جاؤوا إِلى مَرتا وَمَريَمَ لِيُعَزّوهُما عَن أَخيهِما.
فَلَمّا سَمِعَت مَرتا بِقُدومِ يَسوعَ ٱستَقبَلَتهُ، وَكانَت مَريَمُ جالِسَةً في ٱلبَيت.
فَقالَت مَرتا لِيَسوع: «يا رَبُّ، لَو كُنتَ هَهُنا لَم يَمُت أَخي.
لَكِنّي ٱلآنَ أَيضًا أَعلَمُ أَنَّكَ مَهما تَسأَلِ ٱللهَ، فَٱللهُ يُعطيك».
قالَ لَها يَسوع: «سَيَقومُ أَخوكِ!»
قالَت لَهُ مَرتا: «أَنا أَعلَمُ أَنَّهُ سَيَقومُ في ٱلقِيامَةِ في ٱليَومِ ٱلأَخير».
قالَ لَها يَسوع: «أَنا ٱلقِيامَةُ وَٱلحَياةُ، مَن آمَنَ بي وَإِن ماتَ فَسَيَحيا.
وَكُلُّ مَن كانَ حَيًّا وَآمَنَ بي، فَلَن يَموتَ إِلى ٱلأَبَد. أَتُؤمِنينَ بِهَذا؟»
قالَت لَهُ: «نَعَم يا رَبُّ، أَنا مُؤمِنَةٌ أَنَّكَ أَنَتَ ٱلمَسيحُ ٱبنُ ٱللهِ ٱلآتي إِلى ٱلعالَم!»
وَلَمّا قالَت هَذا مَضَت وَدَعَت مَريَمَ أُختَها سِرًّا قائِلَةً: «أَلمُعَلِّمُ هَهُنا، وَهُوَ يَدعوكِ».
فَلَمّا سَمِعَت تِلكَ، نَهَضَت مُسرِعَةً وَجاءَت إِلَيه.
وَلَم يَكُن يَسوعُ قَد بَلَغَ ٱلقَريَةَ، لَكِنَّهُ كانَ في ٱلمَكانِ ٱلَّذي ٱستَقبَلَتهُ فيهِ مَرتا.
فَٱليَهودُ ٱلَّذينَ كانوا مَعَها في ٱلبَيتِ يُعَزّونَها، لَمّا رَأَوا مَريَمَ قَد قامَت مُسرِعَةً وَخَرَجَت تَبِعوها قائِلين: «إِنَّها ذاهِبَةٌ إِلى ٱلقَبرِ لِتَبكيَ هُناك».
فَلَمّا ٱنتَهَت مَريَمُ إِلى حَيثُ كانَ يَسوعُ وَرَأَتهُ خَرَّت عَلى قَدَمَيهِ وَقالَت لَهُ: «يا رَبُّ، لَو كُنتَ هَهُنا، لَم يَمُت أَخي».
فَلَمّا رَآها يَسوعُ تَبكي، وَرَأى ٱليَهودَ ٱلَّذينَ جاؤوا مَعَها يَبكونَ، ٱرتَعَشَ بِٱلرّوحِ وَحَرَّكَ نَفسَهُ،
وَقال: «أَينَ وَضَعتُموه؟» قالوا لَهُ: «يا رَبُّ، تَعالَ وَٱنظُر».
فَدَمَعَ يَسوع.
فَقالَ ٱليَهود: «أُنظُروا كَيفَ كانَ يُحِبُّهُ!»
وَقالَ بَعضُهُم: «أَما كانَ قادِرًا هَذا ٱلَّذي فَتَحَ عَينَيَ ٱلأَعمى أَن يَجعَلَ هَذا أَيضًا لا يَموت؟»
فَٱرتَعَشَ يَسوعُ ثانِيَةً في نَفسِهِ، وَجاءَ إِلى ٱلقَبرِ، وَكانَ مَغارَةً وَقَد وُضِعَ عَلَيهِ حَجَر.
قالَ يَسوع: «إِرفَعوا ٱلحَجَر» قالَت لَهُ مَرتا أُختُ ٱلمَيت: «يا رَبُّ، قَد أَنتَن. فَإِنَّ لَهُ أَربَعَةَ أَيّام».
قالَ لَها يَسوع: «أَلَم أَقُل لَكِ، إِنَّكِ إِن آمَنتِ تَرَينَ مَجدَ ٱلله؟»
فَرَفَعوا ٱلحَجَرَ حَيثُ كانَ ٱلمَيتُ راقِدًا، فَرَفَعَ يَسوعُ عَينَيهِ إِلى فَوقُ وَقال: «يا أَبَتِ، أَشكُرُكَ لِأَنَّكَ سَمِعتَ لي.
أَنا عالِمٌ أَنَّكَ تَسمَعُ لي في كُلِّ حين. لَكِن قُلتُ هَذا لِأَجلِ ٱلجَمعِ ٱلواقِفِ حَولي، لِيُؤمِنوا أَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني».
وَلَمّا قالَ هَذا صَرَخَ بِصَوتٍ عَظيم: «يا لَعازَرُ، هَلُمَّ خارِجًا!»
فَخَرَجَ ٱلمَيتُ، وَيَداهُ وَرِجلاهُ مَربوطاتٌ بِلَفائِفَ، وَوَجهُهُ مَلفوفٌ بِمِنديل. قالَ لَهُم يَسوع: «حُلّوهُ، وَدَعوهُ يَذهَب».
فَآمَنَ بِهِ كَثيرٌ مِنَ ٱليَهودِ ٱلَّذينَ جاؤوا إِلى مَريَمَ، وَرَأَوا ما صَنَع.
التعليق الكتابي :
الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (1801 – 1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة ولاهوتيّ
عظات أبرشيّة بسيطة، (PPS – الجزء الثالث، 10): عظة بعنوان: “دموع الرّب يسوع عند قبر لعازر”
«جَاءَ يَسُوعُ إِلى بَيْتَ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لَعَازَرُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَمْوَات»
“فلَمَّا وَصَلَ يسوع وَجَدَ أَنَّهُ في القَبرِ مَنذُ أَربَعةِ أَيَّام… فدَمعَت عَيْنا يسوع” (يو 11: 17 + 35). لماذا بكى ربّنا أمام قبر لَعَازَر؟… لقد بكى شفقةً على حداد الآخرين…؛ لقد رأى محنة العالم…
للأسف، فقد سبّبت أفكارٌ أخرى دموعه. كيف سيتمّ هذا الخير الباهر للأختَين المحزونتَين؟ سيتمّ على حسابه الخاصّ… جاء الرّب يسوع المسيح ليعطي الحياة للأموات بموته الخاصّ. وحاول تلاميذه أن يثنوه عن الرجوع إلى اليهوديّة، خوفًا من أن يُقتل فيها (راجع يو 11: 8)؛ فتحقّق خوفهم. لقد ذهب إليها ليُقيم لَعَازَر، وكانت شُهرة هذه الأعجوبة السبب الرئيسيّ في القبض عليه وصلبه (راجع يو 11: 53). كان يعرف كلّ ذلك مُسبَقًا…: لقد رأى قيامة لَعَازَر، ثمّ العشاء عند مرتا مع لَعَازَر على المائدة، والفرحة من كلّ الجهات، رأى مريم تكّرمه خلال هذا العشاء، عشاء العيد، بسكب الطيب الغالي الثمن عند أقدامه، واليهود الآتين بكثرة لا لرؤيته فقط بل لرؤية لَعَازَر أيضًا، ثمّ دخوله بانتصار إلى أورشليم، والحشود الّتي صرخت “هوشعنا”، والناس الّذين شهدوا لقيامة لَعَازَر، واليونانيّين الّذين أتوا ليسجدوا لله خلال الفصح والّذين أرادوا حتمًا رؤيته، والأطفال الّذين شاركوا بالفرحة العامّة – وبعدها الفريسيّين الّذي تآمروا ضدّه، ثمّ يهوذا الّذي خانه، وأصدقاءَه الّذين تركوه، والصليب الّذي سيتلقّاه…
لقد شعر مسبقًا أنّ عودة لَعَازَر إلى الحياة كانت بسبب تضحيته بذاته، وأنّه سينزل إلى القبر الّذي تركه لَعَازَر، وأن لَعَازَر سيعيش وهو نفسه سيموت. لقد انقلبت المظاهر: كان يُحتفَل بالعيد عند مرتا في حين أنّ فصح المرارة الأخير سيكون من نصيبه فقط. لقد كان يعرف أنّه يقبل بهذا الانقلاب بملء إرادته؛ وأنّه نزل من حضن الآب ليكفّر بدمه عن خطايا جميع البشر ويقيم بهذا من القبر جميع المؤمنين.