القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 4 فبراير – شباط 2020 “
الثلاثاء من أسبوع الابن الضالّ
تذكار أبينا البار إيسيذورس البيلوسي
بروكيمنات الرسائل 1:2
يَفرَحُ ٱلصِّدّيقُ بِٱلرَّبّ، وَيَتَوَكَّلُ عَلَيه.
-إِستَمِع يا أَللهُ صَوتي عِندَ تَضَرُّعي إِلَيك. (لحن 7)
رسالة القدّيس بطرس الثانية 22-9:2
أَيُّها ٱلأَحِبّاءُ، إِنَّ ٱلرَّبَّ يَعلَمُ أَن يُنقِذَ ٱلأَتقِياءَ مِنَ ٱلتَّجرِبَةِ، وَأَن يَحفَظَ ٱلأَثَمَةَ إِلى يَومِ ٱلدّينِ لِلعَذابِ،
وَلا سِيَّما ٱلَّذينَ يَسعَونَ وَراءَ ٱلجَسَدِ في شَهوَةِ ٱلنَّجاسَةِ، وَيَحتَقِرونَ ٱلسِّيادَةَ، وَهُم مُتَجاسِرونَ مُعجَبونَ بِأَنفُسِهِم، لا يَخشَونَ أَن يَفتَروا عَلى ذَوي ٱلمَجد.
فيما أَنَّ ٱلمَلائِكَةَ مَعَ كَونِهِم أَعظَمَ قُوَّةً وَقُدرَةً، لا يَحكُمونَ عَلَيهِم لَدى ٱلرَّبِّ حُكمَ ٱفتِراء.
أَمّا هَؤُلاءِ فَكَالحَيَواناتِ ٱلعُجمِ، ٱلَّتي جُعِلَت مِن طَبعِها لِلإِصطِيادِ وَٱلهَلاكِ، يَفتَرونَ عَلى ما يَجهَلونَ، وَسَيَهلِكونَ هَلاكًا،
آخِذينَ أُجرَةَ ٱلإِثم. (هَؤُلاءِ) يَحسَبونَ تَنَعُّمَ يَومٍ لَذَّةً، وَإِنَّما هُم أَدناسٌ وَفَضائِحٌ يَتَنَعَّمونَ في غُرورِهِم وَيَرغَدونَ في ٱلمَآدِبِ مَعَكُم.
لَهُم عُيونٌ مَملوءَةٌ فِسقًا، لا تَكُفُّ عَنِ ٱلخَطيئَةِ، يَصطادونَ ٱلنُّفوسَ ٱلمُتَقَلقِلَة. لَهُم قَلبٌ مُرَوَّضٌ عَلى ٱلحِرص. فَهُم أَولادُ ٱللَّعنَة.
وَقَد تَرَكوا ٱلطَّريقَ ٱلمُستَقيمَ، وَضَلّوا، وَٱتَّبَعوا طَريقَ بَلعامَ بنِ بُصورَ ٱلَّذي أَحَبَّ أُجرَةَ ٱلظُّلم.
إِلاّ أَنَّهُ قَد نالَهُ ٱلتَّوبيخُ عَلى مَعصِيَتِهِ، إِذ رَدَعَ حَماقَةَ ٱلنَّبِيِّ حِمارٌ أَبكَمُ نَطَقَ لَهُ بِصَوتِ إِنسان.
هَؤُلاءِ يَنابيعُ لا ماءَ فيها، وَغُيومٌ تَسوقُها ٱلزَّوبَعَةُ، وَلَهُم حُفِظَ دَيجورُ ٱلظَّلامِ إِلى ٱلدُّهور.
لِأَنَّهُم إِذ يَنطِقونَ بِعَظائِمِ ٱلبُطلِ، يَصطادونَ بِشَهَواتِ ٱلجَسَدِ وَبِٱلعَهرِ، ٱلَّذينَ نَجَوا حَقًّا مِمَن يَتَصَرَّفونَ في ٱلضَّلالِ،
يَعِدونَهُم بِٱلحُرِّيَّةِ وَهُم أَنفُسُهُم عَبيدُ ٱلفَسادِ، لِأَنَّ ٱلإِنسانَ مُستَعبَدٌ لِمَن غَلَبَهُ!
فَإِن كانوا قَد نَجَوا مِن نَجاساتِ ٱلعالَمِ، بِمَعرِفَةِ ٱلرَّبِّ وَٱلمُخَلِّصِ يَسوعَ ٱلمَسيحِ، ثُمَّ عادوا فَٱرتَكَبوا فيها وَغُلِبوا، فَقَد صارَت لَهُم ٱلأَواخِرُ شَرًّا مِنَ ٱلأَوائِل.
لِأَنَّهُ قَد كانَ خَيرًا لَهُم أَن لا يَعرِفوا طَريقَ ٱلبِرِّ، مِن أَن يَرتَدّوا، بَعدَما عَرَفوهُ، عَنِ ٱلوَصِيَّةِ ٱلمُقَدَّسَةِ ٱلَّتي سُلِّمَت إِلَيهِم.
فَقَد تَمَّ فيهِم ما في ٱلمَثَلِ ٱلصّادِق: «عادَ ٱلكَلبُ إِلى قَيئِهِ» وَ«ٱلخِنـزيرَةُ ٱلمُغتَسِلَةُ إِلى مُتَمَرَّغِ ٱلحَمأَة».
هلِّلويَّات الإنجيل
أَلصِّدّيقُ كَٱلنَّخلَةِ يُزهِر، وَكَأَرزِ لُبنانَ يَنمو.
-أَلمَغروسُ في بَيتِ ٱلرَّبّ، يُزهِرُ في دِيارِ إِلَهِنا. (لحن 2)
إنجيل القدّيس مرقس 23-14:13
قالَ ٱلرَّبُّ لِتَلاميذِهِ: «مَتى رَأَيتُم «رَجاسَةَ ٱلخَرابِ» ٱلَّتي قيلَ عَنها في دانيالَ ٱلنَّبِيِّ قائِمَةً حَيثُ لا يَنبَغي، لِيَفهَمِ ٱلقارِئُ. فَحينَئِذٍ ٱلَّذينَ في ٱليَهودِيَّةِ، فَليَهرُبوا إِلى ٱلجِبالِ،
وَٱلَّذي عَلى ٱلسَّطحِ فَلا يَنـزِل إِلى ٱلبَيتِ، وَلا يَدخُل لِيَأخُذَ شَيئًا مِن بَيتِهِ،
وَٱلَّذي في ٱلحَقلِ فَلا يَرجِع إِلى ٱلوَراءِ لِيَأخُذَ ثَوبَهُ.
أَلوَيلُ لِلحَبالى وَٱلمُرضِعاتِ في تِلكَ ٱلأيّام!
صَلّوا لِئَلاَّ يَكونَ هَرَبُكُم في شِتاء.
لِأَنَّ تِلكَ ٱلأَيّامَ سَيَكونُ فيها ضيقٌ لَم يَكُن مِثلُهُ مُنذُ أَوَّلِ ٱلخَليقَةِ ٱلَّتي خَلَقَها ٱللهُ إِلى ٱلآنَ، وَلَن يَكون.
وَلَو لَم يُقَصِّرِ ٱلرَّبُّ ٱلأَيّامَ، لَما كانَ يَخلُصُ جَسَد. لَكِن مِن أَجلِ ٱلمُختارينَ ٱلَّذينَ ٱختارَهُم، قَصَّرَ ٱلأَيّام.
حينَئِذٍ إِن قالَ لَكُم أَحَد: هُوَذا ٱلمَسيحُ هَهُنا! أَو: ها هُوَذا هُناك! فَلا تُصَدِّقوا.
فَسَيَقومُ مُسَحاءُ كَذَبَةٌ وَأَنبِياءُ كَذَبَةٌ، وَيُعطونَ آياتٍ وَخَوارِقَ، لِكَي يُضِلّوا ٱلمُختارينَ أَيضًا إِن أَمكَن.
فَٱحذَروا أَنتُم. فَهاءَنَذا قَد سَبَقتُ فَقُلتُ لَكُم كُلَّ شَيء».
التعليق الكتابي :
القدّيس كيرِلُّس الإسكندريّ (380 – 444)، أسقف وملفان الكنيسة
عن إشعيا، الفصل الثالث
« وإِذا أَخذَت تَحدُثُ هذِه الأُمور، فانتَصِبوا قائمين وَارفَعوا رُؤُوسَكُم لِأَنَّ اِفتِداءَكم يَقتَرِب » (لو 21: 28)
«جَعَلتَ مِنَ المَدينَةِ كَومةً ومِنَ البَلدَةِ الحَصينَةِ خَراباً. قَصرُ الغُرَباءَ لم يَعُدْ مَدينة فلا يُبْنى لِلأَبَد. فلِذلك يُمَجِّدُكَ الشَّعبُ القَوِيّ وتَتَّقيكَ مَدينَةُ الأُمَمِ المُخيفة». (إش 25: 2-3). لأن هذا الشعب ينتمي «إلى الأمانة والصدق» (إش 25: 1) اللتان يتميّز بهما الله القدير وإلى نصائحه بأنّه حتى «المدن الحصينة» ستنقلب وتتحوّل إلى «كومة” وتهتزّ “من أساساتها» ومن دون أي أمل بأن تُبنى يومًا من جديد: «إنها لن تُبنى إلى الأبد». هذه المدن المنقلبة بالنسبة إلينا هي ليست تلك التي نراها بأعيننا إنها لا تعني البشر الذين يسكنون فيها. وإنما وبحسب رأينا، إنها إحدى القوى السيئة والمعادية، إنها الشيطان قبل كلّ شيء الذي يُرمز إليه هنا بـ«البلدة الحصينة»…
عندما أتى عمانوئيل وأشرق على العالم، دُمِّرت مملكة الشيطان وقُلب من «أساساته»؛ لقد تعثّر وضعُف إلى الأبد ولن يكون لديه أملٌ يومًا بأن يظهر أو أن يرفع رأسه.
«فلِذلك يُمَجِّدُكَ الشَّعبُ القَوِيّ وتَتَّقيكَ مَدينَةُ الأُمَمِ المُخيفة». لقد دُعي إسرائيل لكي يعرف الله من خلال الإيمان. لقد غمره الله بكلّ الخير. نعم، لقد خلّصه الله فورث أرض الميعاد. إنما الكثير من الدول الأخرى على الأرض قد حُرمت من هذه الخيرات الروحية… عندما ظهر الرّب يسوع المسيح بشخصه وطرد طغيان الشيطان، حملهم إلى أبيه السماوي وأنارهم بنور الحق ليشاركوه في المجد الإلهي وعظمة حياة الإنجيل. لهذا قاموا بإنشاد تراتيل الشكر لله والآب: «أَيُّها الرَّبُّ أَنتَ إِلهي أُعَظِّمُكَ وأَحمَدُ اسمَكَ لِأَنَّكَ صَنَعتَ تَدابيرَ عَجيبة هي مُنذُ القِدَم أَمانَةٌ وصِدْق» (إش 25: 1) من خلال الرّب يسوع المسيح. «فقَد ظَهَرَ لِلمُقِيمينَ في الظُّلمَةِ وَظِلالِ الـمَوت لِيُسَدِّدَ خُطانا لِسَبيلِ السَّلام» (لو 1:79) بإسقاط «أَصحابِ الرِّئاسةِ والسُّلْطانِ ووُلاةِ هذا العالَم، عالَمِ الظُّلُمات، والأَرواحِ الخَبيثةِ في السَّمَوات» (أف 6: 12) «فلِذلك يُمَجِّدُكَ الشَّعبُ القَوِيّ وتَتَّقيكَ مَدينَةُ الأُمَمِ المُخيفة».